نداء عاجل إلى الجيش السوري البطل

 

نداء عاجل إلى الجيش السوري البطل
((يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ، واعلموا أنّ الله يحول بين المرء وقلبه وأنّه إليه تُحشرون)) الأنفال 25
إلى جميع أفراد جيشنا السوري العظيم ضباطاً ومراتب ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لقد كنتم وما زلتم من أكثر فئات الشعب السوري تضرراً من عصابة النظام الأسدي الفاسدة ، مثلكم في ذلك مثل بقية فئات الشعب وطبقاته المظلومة ، حيث مارست تلك العصابة المجرمة بحقّكم جميع أشكال الإذلال والإهانة ، فسرّحت خيرة ضباطكم ، وحرمتكم من أبسط حقوقكم ، وسلّطت عليكم عشرات الأجهزة الأمنية للّتجسس عليكم والتّحكم بكم ، وفضّلت عليكم عشرات الوحدات الخاصّة ، مثل سرايا الدفاع ، وسرايا الصراع ، والوحدات الخاصة ، والحرس الجمهوري ، وغيرها من المليشيات الطائفية  التي تمتص دماءكم ، وتستحوذ على النسبة العظمى من ميزانية الجيش والدفاع التي سرقوها من الشعب باسمكم ، وباسم تسليحكم وإعدادكم ، وباسم الصمود والتصدّي والتوازن الستراتيجي ، وغير ذلك من الشعارات الكاذبة ، التي ثقبوا آذاننا بها عبر أكثر من نصف قرن من الكذب والتضليل ، حتى شاع تسميتكم بين أبناء شعبكم باسم ( جيش أبو شحّاطة ). ويستطيع أي عنصر أمن جاهل من أزلام النظام مهما تدنّت رتبته العسكرية أن يذلّ ويخيف أكبر ضابط فيكم ... !!!
وفي الوقت الذي بقيت فيه جبهة الجولان السورية مع الكيان الصهيوني هادئة آمنة لم تطلق فيها طلقة واحدة ، التزاماً من العصابة الأسدية بعهودها ومواثيقها المبرمة مع الكيان الصهيوني الغاصب ، فقد أقحمكم في أكثر من معركة خاسرة مع شعبكم وجيرانكم وأمتكم ، ولطّخ أيديكم بدماء أبنائكم وأهلكم  في حلب وحماة وطرابلس...
ونذكّر في هذا المقام باللواء ( 47 ) ، وهو اللواء الوحيد من الجيش النظامي ، الذي استخدمه الطاغية المقبور أسد الأب لذبح أهلنا في حماة ، في واحدة من أبشع مجازر هذا العصر ، في العام ( 1982) من القرن الماضي ، فلما أكمل مهمّته في ذبح أهله وأبنائه  في حماة ، دفعه في نفس العام إلى لبنان ، وتركه لقمة سائغة تحت بطش الآلة العسكرية الصهيونية ليتخلّص منه ...!!!
يا أبناء جيشنا السوريّ العظيم ضباطاً وأفراداً ومراتب ...
ها قد دقّت ساعة الخلاص ، ونادى منادي الحريّة ، وخرج أبناؤكم الشباب الطاهر وهم بعمر الورود ، والذين طالماً صدحت حناجرهم في طوابيرهم الصباحية في مدارسهم بحبكم ومدحكم وتمجيدكم : (حُماةَ الدّيار عليكم سلام ... أبت أن تَذلَّ النُّفوسُ الكرام )!
ها قد خرجوا في دمشق ودرعا وحمص وحلب وبانياس والقامشلي وغيرها من المحافظات السورية يطالبون بالحريّة والكرامة ورفع الظلم ومحاسبة اللصوص ... وهي مطالب سلمية مشروعة في جميع الشرائع والأعراف السماوية والوضعية ...
كما أنها  من أبسط حقوق شعبنا السوريّ العظيم ، المسلوبة من عصابة اللصوص الأسديّة لأكثر من نصف قرن خلى ...!!!
فحذار ... أن يستخدمكم النظام الظالم مرّة أخرى لسحقهم ...
وحذار ...أن تكونوا أداة بيد العصابة الأسدية ، فيضرب بها شعبكم كما يحصل الآن في درعا ، ثم يتخلّص منكم بطرقه الإجرامية المعروفة ... !!!
الله .. الله ... في أبنائكم ...
الله ... الله ... في وطنكم ...
الله ...الله ... في ثورتكم ....
يا أحفاد يوسف العظمة ، وصلاح الدين الأيوبي ...
يا قاهري الاستعمار الفرنسي ، والكيان الصهيوني ...
إنّ شعبكم السوريّ العظيم ، سليل الحضارة الأموية الإسلامية الخالدة ، يستحق منكم وقفة تاريخيّة مشرّفة ، تسحقون فيها تلك العصابة الأسدية الظالمة ، وتخلّصونه من عهود الظلم والقهر والعبودية والإذلال إلى الأبد ، وتسجّلون اسماءكم ، وأسماء ألويتكم وفرقكم في سجلّ الخالدين ...
وإنّ شعبكم السوريّ العظيم ليس بأقل حضارة واستحقاقاً للحريّة من أشقّائه في مصر وتونس ...
كما أنكم لستم بأقل شرفاً وشجاعة ووطنيّة من القوات المسلّحة المصريّة والتونسيّة البطلة ، التي انحازت لشعبها ووطنها عند ساعة العسرة  ، ولفظت الطغاة والظالمين .
(( إنما يستجيب الذين يسمعون ، والموتى يبعثهم الله ، ثمّ إليه يرجعون )) الأنعام 36 صدق الله العظيم
الدكتور أبو بكر الشامي
دمشق : في الخامس عشر من ربيع الآخر / 1432 هجري
الموافق : للعشرين من آذار /مارس / 2011 ميلادي
  

الكاتب: الدكتور أبو بكر الشامي
التاريخ: 20/03/2011