خاطرة مهاجر ( 9 )

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :

الحب أمر فطري في النفس البشرية ... والعشق قد يعرفه البعض ، وقد يستهزئ به البعض الآخر ... ولا يعرفه حق المعرفة إلا من ذاقه ، واصطلى بناره ... يقول المتنبي :

أرق على أرق ومثلـي  يـأرق *** وجوى يزيد وعبـرة تترقـرق

جهد الصبابة أن تكون كما أرى *** عيـن مسهـدة وقلـب يخفـق

مالاح بـرق أو ترنـم طائـر *** إلا انثنيت ولـي فـؤاد  شيـق

جربت من نار الهوى  ماتنطفي *** نار الغضى وتكل عما  تحـرق

وعذلت أهل العشق حتى  ذقتـه *** فعجبت كيف يموت من لا يعشق

وعذرتهم وعرفت ذنبـي أننـي *** عيرتهم فلقيت فيـه مـا  لقـوا

فها هو المتنبي يعذر أهل العشق بعد أن ذاقه وجرّبه .... وابن القيم يقول في روضة المحبين :

" فبالمحبة وللمحبة وجدت الأرض والسموات وعليها فطرت المخلوقات ولها تحركت الأفلاك الدائرات ... "

المهم ... لي معشوقة يهتز قلبي طربا لرؤيتها .. والعجيب أن ديني يأمرني ألا أتركها بعد أن عرفتها .. وفي يوم من الأيام قرأت بعض القصائد الغزلية ، والكل يعبّر عن معشوقته كيف يشاء .. فقالت لي نفسي يا يوسف .. ومعشوقتك ؟؟ ألا تعبر عنها بقصيدة ..؟؟ فثرت غيرة على معشوقتي وحبا لها ، وكتبت هذه القصيدة :

أبـتـدي شـعـري بـأنــي بــهــا مــتــيــم *** ومن فـرط حـبـها أراها فـأسـتـسـلـمُ

سـحـرت لـبـي بـصـوتـهـا ونـغـمـاتـها *** ولها ثغر لو رأيته يا صاح تستعجمُ

مــلــكــت فــؤادي كـلـه بــعــشــقــهــا *** هـي عـروسـي وأنا حبيبها الملهمُ

لا أطــمــئـن بـعـد الـلـه إلا بـقـربـهـا *** كـيـف لا وأنــا حِـــبّـُــهـا الـمـغـرمُ

فـــي دار الـــعـــزّ كــان أول الــلــقــا *** وهناك يحلو الـعـنـاق والـتـبـسـمُ

واقـتـضـت حـكـمـة الله بعدها بفراقنا *** ومن لأقدار الله لا يرضى ويسلمُ

مهاجر يعشق البيكا

يوسف البتار

فجر السبت

الساعة 50 : 3

4 صفر 1427 هـ