بين حق العودة الفلسطيني وحق العودة السوري

 

بين حق العودة الفلسطيني وحق العودة السوري

الصحافي أحمد موفق زيدان

اتصل بي أحد قادة حركة إسلامية غير عربية يسألني رأيي في مشاركته بمؤتمر حق العودة الفلسطيني المنعقد في العاصمة السورية مطلع الأسبوع المقبل، طبعا الصديق لم يكن يسألني فيما إذا كنت متضامنا مع القضية الفلسطينية التي شكلت وعيي ووعي كل المسلمين في العالم وإنما كان يسألني عن مغزى الرسالة الذي سيرسلها حضوره لمؤتمر يعقد في عاصمة يرأسها نظام استبدادي ، والصديق الذي اتصل مع حركته رفضوا على الدوام أي زيارة لسوريا مطالبين باختصار كل من يدعوهم إلى زيارة دمشق أن بوابتكم إلينا وإلى الإسلاميين في العالم من خلال البوابة الإسلامية السورية بمعنى أن تتوصلوا إلى حل مع الإسلاميين في سوريا ونحن تبع لهم ...

طبعا لم أكن متشجعا لحضور هذه الحركة الإسلامية مؤتمرا يُعقد في دمشق وهو الذي كان من الممكن أن يُعقد في عاصمة أخرى وأرجو أن لا يتهمني أحد بأنني مع الانبطاحية وضد الممانعة والمقاومة، وليستذكر من يتهمني بذلك إن كان هناك من فقد عقله بعد كل ما جرى!!! ليستذكر ما جرى قبل أيام في البوكمال وما رشح عن التعاون والتنسيق الأمني السوري ـ الأميركي قبل الغارة وبعدها وأنها لم تكن وحدها وأن غارات مماثلة وقعت في سوريا وغيرها على غرار الغارات الأميركية التي تجري في مناطق القبائل الباكستانية، بالإضافة إلى الغزل الأميركي ـ السوري، والأوربي السوري بسبب تنازلات سوريا في العراق وبيعها لفصائل مقاومة، أو على طريق البيع لبعضها، كما جرى لحزب العمال الكردستاني والأحوازيين وغيرهم،وليستذكر ما نقلته التايمز البريطانية عن عودة التنسيق بين المخابرات البريطانية والسورية ، طبعا تنسيق لن يكون هدفه شارون وأولمرت وليفني ؟؟؟ فسياسي النظام السوري هذه الأيام يمارس التجارة بأخس أخلاقياتها ، وما هو موجود من حركات مقاومة وجهادية لديه ما هو إلا في المخازن برسم البيع لكن حين يحين الوقت والسعر المناسب، فالمعتق هو الأغلى ثمنا ، وسياسيو النظام السوري هذه الأيام أبرع من أتقن البورصة السياسية في سوق النخاسة السياسية ...

أنتقل من هذه المقدمة الطويلة إلى مؤتمر حق العودة الفلسطيني وكلي تضامن مع أي مشرد فكيف إن كان فلسطينيا شكل وعينا وحاضرنا ومستقبلنا، وبهذه المناسبة أدعو المؤتمرين المشاركين في المؤتمر إلى الالتفات ولو لدقائق إلى معاناة عشرات الآلاف من خيرة شباب سوريا الذين أرغموا على ترك بلادهم لا لشيء إلا ليقولوا ربنا الله، هذا النظام الاستبدادي الذي يزج ويظل يزج بخيرة أبنائنا في سجونه وآخرهم أبطال إعلان دمشق أمثال رياض سيف وياسر العيتي وغيرهما ،وكأنه لا يتقن سياسة ولعبة إلا سياسة السجن والقتل والتشريد والاضطهاد، هذا النظام الذي لا يزال يضحك على بعض السذج..

أرجوكم أيها السادة المشاركون في مؤتمر حق العودة ألا تنسوا حق السوريين الآخرين بالعودة، وتذكروا أن الإسلام لا يتجزأ وأرض الإسلام واحدة لا تتجزأ والرجولة والفحولة والمروءة والعودة والحرية لا تتجزأ وإلا فسنكون حينها ممن يأخذ الإسلام عضين والعياذ بالله ...

تذكروا أن الشآم هي التي احتضنت الفلسطينيين قبل أن يولد بني أسد، تذكروا أن شام السباعي وشام العطار والبيانوني وسعد الدين وأنس العبدة هي التي احتضنت الأحرار من لدن عبد القادر الجزائري إلى شباب مصر المضطهدين و مالك بن نبي ولا تزال تحتضن ، هذه هي الشام وليست شام النظام الاستبدادي التي تبيع كل من يلجأ إليها ولكن لكل أجل كتاب...

تذكروا أيها المشاركون في مؤتمر حق العودة، أن دمشق هي لبني أمية وأهل السنة حاملين لواء الإسلام العظيم منذ محمد عليه أفضل الصلاة والسلام جهادا وعقيدة وشريعة وسياسة واقتصادا وتاريخا ، تذكروا أن بني أمية يشتمون في عقر دارهم هذه الأيام، تذكروا أن المدارس الدينية السنية الوحيدة المستهدفة، تذكروا أن أهل السنة مستهدفون تشييعا وإبعادا وتشريدا وقتلا وسجنا، تذكروا أن الدين هو ما يجمعنا وليس شعارات تافهة فارغة لا معنى لها يرددها البلهاء بوحدة الأمة ، عن أي أمة تتحدثون إن كان مفهوم الأمة عند أولئك قد تم نحره بتعاون طهران مع واشنطن في بغداد وكابول، وعن أي أمة تتحدثون إن كان رموزها أمثال الشيخ العلامة يوسف القرضاوي يتطاول عليه الأقزام...

تذكروا ذلك وليكن لكم موقف، فالشعب السوري بغالبيته السنية الأصيلة الأمينة على تاريخ دمشق وبني أمية يترقبكم ويترقب موقفكم في هذه الظروف العصيبة التي يعيشها وسط مساعي حشاشية صفوية باطنية لطمس هويته السنية على غرار ما يجري في عراق العباسيين والرشيد ..


الكاتب: نسايم
التاريخ: 23/11/2008