صرخات الفالوجة في الآنام

تتناثر الأشلاء من بين السطور ، وتنزف الدماء أنهارها من جسد الحروف ، وتتعالى الصيحات في آتون الغضب ،

وامضي في الأزقة الرمادية فترتطم قدماي بالقطع اللحمية يمنة وشمالا ،

واري بعيني الجريحة عظامي المنكسرة وقد تشكلت جذور إصرار في الميلاد ،

وأتلمس بحنان وجه البلدة المكفهر ، وقد أدمته الجراح ،

واختلطت في رسمه انحدارات الدمع في لغة الغضبى والثائرين ،

فألقي عصا ترحالي عند كوة الأحزان ، والتقط هناك فتات خبز الشهداء

، فيشرق من بين يدي قنابل متفجرة على الأعداء ، ويتدفق لهيبا مستعراً يحرق رعاة البقر على باب بلدة الإصرار ،

فأسمع هنا نداء الصلاة يئن من الأحزان ، وقد أحرقت المساجد، وغدت الفالوجة في عينها وجسدها مسجداً للإحرار،

فأتكئ عند شدة الإعياء من لوعة الانكسار ، فأغدو صوتاً هادراً في انتفاضة عجوز في العمر عتيا ،

فأستنشق من غضبته ماء الحياة وأعلن وجودي معه من بين حجارة الفالوجة المدمرة ،

وتمشي معي اللحظات فأعانق طفلة الأحزان في حي الجولان ، فيشتعل هناك القلب نارا ،

واحمل معها بندقية الحرية ، وامضي مع موكب الكفاح المسلح في الطرقات ،

واستمد لغة الثأر من مشاهد الأشلاء المقطعة على أرصفة الطرقات ، فأعي هناك لا محالة أن الكون خاو من ذوي العزائم النهوض من أبناء عمومتي الراقصين بثمالة على الجراح ،

فأهجر هناك نحيب أحزاني المنكسرة ، واحلق رفضاً وغضباً وأهبط على وسادة حمراء ،

تحمل معها أحلام المنكسرين في القلب والجسد ، فلا أجد روحي إلا وقد تعالت بعيداً بعيداً عند روابي جولان الفالوجة ،

فأعلن روحي الأخيرة صاروخاً متفجراً في الأعداء وأنادي من بعيد :

يابني قومي اتبعوا رسالة أهلي في الفالوجة في لغة الكفاح

واتبعوني في ركب الشهداء

ويا ليتني ألف روح تزهق في سبيل الله

و أفجره سرمداً ا في جنود الخزي والعار

فأعلن ميلاد الفالوجة حرة في الآن قبل موعد الآن

وأعلن حريتك يا صبية العز في الأنام

ومشنقة الأعداء ليل نهار

ورسالة الحضارة العتيقة في لغة الأيام

الكاتب: الأديبة سعاد جبر
التاريخ: 01/01/2007