يا مفتي مصر: من الذي أيقظ الفتنـة؟!!

 

يا مفتي مصر: من الذي أيقظ الفتنـة؟!!

أ.د. صلاح الدين سلطان

بسم الله ، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ، وبعد..

أقول لمحمد حسني مبارك: إن بقاءك يؤدي إلى فتن لا حصر لها، إن كانت فيك بقية من إحساس، بقية من مواطنة ، وانتماء لمصر، اخرج ، إني لك من الناصحين، واترك أهل مصر بعد ثلاثين عامًا يختارون رجلاً راشدًا يقودهم إلى الخير.

لشيخ الأزهر والمفتي

أقول لشيخ الأزهر ولمفتي مصر: حرامٌ هذا الصمت، فإذا خرجتم أَثَّمتُم هؤلاء الأحرار من أبنائكم من شباب مصر الذين أثنى عليهم القاصي والداني، ثمانية ملايين يتظاهرون يوم واحد فبراير، لا توجد حادثة واحدة، أمر مشرف جدًّا لكنكم تأثمون هؤلاء الشباب، وتدَّعون أن الرئيس قد لبي جميع الطلبات.

الرئيس للأسف الشديد لم يلب شيئًا من مطالب الشباب، ولا أبناء مصر، وإنما حرص على الكرسي إلى آخر لحظة، الرئيس يريد أن يستمر رغم كل صيحات العالم أن يرحل ، من الخارج وفي الداخل.


كيف تُؤثم هؤلاء الشباب، وتعلن أن: "الفتنة نائمة لعن الله من يوقظها"!!


الموقظـون للفتنـة

إن الذين أيقظوا الفتنة هم الذين عَذَّبُوا الناس في السجون والمعتقلات، الذين أقاموا المحاكم العسكرية، الذين ملئوا البلاد بالمواد المُسرطنة، والأغذية الفاسدة، الذين نشروا الأمراض في المجتمع، الذين نحـروا أبناء مصر، وجعلوهم يخرجون في الخارج، الذين سمحوا بوجود عبَّارات الموت التي يُقتَل فيها الناس.

الذين أيقظوا الفتنة هؤلاء الذين قتلوا الناس من التعذيب.

يا فضيلة المفتي -الشيخ علي جمعة-، والله لتُسألن أمام الله عن هذه الدماء التي سالت، وستكونُ شريكًا لمحمد حسني مبارك بهذه الكلمات التي خرجت بها علينا تخدم بها نظامًا بائدًا، ظالمًا، فاجرًا، آثمًا.

اتقِ الله ستلقى الله يا دكتور علي، اتق الله، يجب أن تقول للجيش: أن يقف مع هؤلاء الشباب، وأن يرحل الرئيس، وأن يُعاد بناء الدولة، وفقًا للنظام الحر، فيه عدالة، فيه كفاية، أرجو أن تستشعر هموم هؤلاء الشباب والفتيات الذين لا يجدون الكفاف، وتعيشون في أبراج عالية بعيدًا عنهم.

اصبروا وصابروا ورابطوا

أقول لشباب مصر وفتيات مصر: استمروا، واصبروا، وصابروا، ورابطوا، ولا توهنك هذه الهجمات من البلطجية، بلطجية النظام الذين يأتون بالخيل والبغال والحمير، لم نر في حياتنـا كلها، خمسون عامًا لم أر مرة واحدة جملاً أو حمارًا، أو خيلاً في ميدان التحرير، لكن جاء به أذناب النظام؛ لكي يحدثوا هذه الفتنة، ويضربون الشباب بالكرات الحديدية، وبالزجاجات الحارقة، وبالسيوف، هذه بلطجة شهد العالم على أنها آخر أنفاس النظام، يأبى إلا أن تستمر إلى آخر لحظة فرعنة حسني مبارك.

جاءوا بسحر عظيم في التليفزيونات واسترهبوهم في ميدان التحرير، لكن الله سبحانه وتعالى سوف ينهي هؤلاء الظالمين بإذن الله تبارك وتعالى (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) سينزل عليكم سوط عذاب وسيكون لكم بالمرصاد.

النصـر صبـر سـاعة

يا شباب لا تخشـوا إلا الله، وقدموا التضحيات، وكونوا رجالاً، بدأتم بهذه القوة الكبيرة جدًّا، ولابد أن تصلوا إلى النتيجة التي بدأتم من أجلها، كونوا رجالاً في مواجهة الظالمين، واصمدوا أمام هؤلاء الظالمين، وبين النصر والهزيمة صبر ساعة، صبر ساعة وتتخلص مصر من طواغيتها، وتعود مصر حرة أبية، كما نريد أن نراها بإذن الله تبارك وتعالى.

أقول لشباب الثورة: اسمعوا لعلماء الأمة الثقات، ليس علماء السلطة الذين لا يتكلمون إلا عندما توجههم السلطة، مصر كلها عند شيخ الأزهر وعند وزير الأوقاف وعند مفتي الديار المصرية لم تساو كنيسة ذهبوا بقدهم وقديدهم، وعبروا عن استنكارهم لما حدث لكنيسة، واليوم مصر عندهم لا تساوي كنيسة.

يا شباب اسمعوا للشيخ القرضاوي، اسمعوا للعلماء الذين قال الله فيهم: "الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ).

اسأل الله أن يجعل انتهاء هذا الظلم والطغيان في مصر على أيديكم، وتكونون بالفعل بإذن الله عند الله في أعلى عليين، وفي الواقع والتاريخ أبطالاً بكل معاني الكلمة، جزاكم الله خيرًا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الكاتب: مسلمة
التاريخ: 05/02/2011