حكاية من زنازين الموت ..

 

حينما يكبر فيّ الموت

وتنتفض عروقي!

سوف أحكي كل شيء

عن عدوي…

عن صديقي..!

عن حياة أقفرت فيها الروابي

وتجلت مسخة الصحراء فيها

بين هم وشحوب

وتعالت قامة الأقزام

في ليل كذوب

حينما يكبر موتي

سوف أحكي،

لن أهادن!!

سوف أحكي:

مر آهات التخاذل

والتنازل والمدائن!!

* * *

بعض ما أحكيه أني:

حينما قابلت سجاني لأول مرة!

اشرأبت في فؤادي مقلتان:

مقلة تحرس ظلمه,

مقلة تلعن ظله

ولإحدى المقلتين؛

أن ظلمه كان عدلاً!!!

فهو ظلم عربي عسجدي

ورث الجلاد ظلمه

عن أب عات أبي

قال لي:

- حين تعشينا على وجبة خبط وبهادل - :

أيها السافل، اسمع.

لا تسائل!

قلت يا جلاد :عفواً!!

كيف كان الظلم حلاً؟

قال: اخرس وتعلم؛

فبظلمي أجعل الكون أماناً!

قلت: كلا..

قال: صمتاً، فبظلمي أنت تحيا

قلت: حقاً؟!

قال: انظر…

\"لو تركناك طليقاً سوف تغدو كي تقاتل

بعض أعضائك تلتاع إلى التفجير

في لحظة عسرة

أولم تدعو إلى حب الشهادة؟!

أولم تحك:

بأن الموت في الله مسرة

هذه واحدة..

ولذا فلتشكرن ظلمي طويلاً!!

فهو دفع للمضرة!!!

قلت - يا سجان - : لكن…

قال: اخسأ.

أنت صوفي وخائن

قلت: كلا

\"بعد لحظة قال سجاني بلطف : قم وفكر!!!

أعلن الكفر بواحاً

العن الأديان والأوطان

و(القرآن )

وقل: عاش………

كدت أن أبدي امتعاضاً

غير أني كنت في حلم مريع

عندما قبلني ألف (شلوط) منظم

قبل أن أبدي رأياً

قلت \"بعد الموتة الأولى\" : أرحني

لا أريد العيش يا هذا

أرحني!!..

لا أحب الركل يا هذا

أرحني!!

لا …… أحب الشتم يا هذا ………

قال: هذا منك أصلاً أيها السفاح

تقرير منظم

أنت تبدي لي اعترفاً:

\"تعشق الموت ولا تخشى الردى،

وتعاديني بجرأة\"

أو لا تدري بأني أيها الظالم

أعتاش بضربك!!

وإذا ما مِتَ

يوماً سوف أغدو دون أجر

قد يموت الطفل عندي

أخسر الراتب فوراً

أخسر البزة أمسي

حاسر الرأس ومعدم

قد أكون اليوم قاس

غير أني من أناس

تعشق الدنيا كثيراً

لا تضر بي أيها المسجون، مهلاً،

لا تغادر....

أنت لي سر بقاء!!

سحق الجلاد عظمي!!

قال: حبي

مرغ الجلاد أنفي

قال: حبي

وبكى حين رآني

قد تمالكت عظامي

وتناولت حزامي كي أغادر

صُعق الجلاد حزناً

قال: يا حبي تعال

لا تغادر…

أنت يا سر خلودي

لا تدعني وتهاجر

* * *

حينما قابلت سجاني لآخر مرة

قال: يا لص تكلم

قلت: يا هذا أجرني

أين ذنبي؟

كيف أعدم!؟

قال: اخرس.

كل ما فيك مجرم

أنت رجعي محافظ

تكتب الشعر بصمت

وبه تزهو تقاتل

\"تحترم المبادئ

لا تعادي أحداً؛

أنت بالإسلام إرهاب منظم؛

اسمك الثالث أحمد

وابنك الأول لأحمد

لست تزني

لست تسكر

لا تعادي يعربياً

وبأرض العرب تفخر

تقرأ القرآن قبل الصبح

لا تغفو

ولا…!!!!!

إن شعراً فيك يكبر\"

* * *

صادر السجان مني

بعض أشعاري التي قبلتها

قبل أن أكتب سطراً

ثم قال: أيها الشاعر، هيا

دون قول قم تكلم.

الشاعر : رمضان عمر

الكاتب: رمضان عمـــــــر
التاريخ: 01/01/2007