وقود المسلم في الصمود ..

 

يخيم الظلام....قد يشك بعضنا ويحار..في صدق انبلاج الفجر أو حقيقة الشمس في رابعة النهار,,لهذا البعض أكتب..مستلهما عزائم الفلوجة..وبطولات الأنبار..

وكي لا أمثل دور \"أطباء التخدير\" في ما يسمى بالجامعة العربية..التي ما فتئت تحقن الشعوب (بالبنج)..مذ أنشأها البريطانيون..
أقول ,,احترازا من محاكاتهم..لابد من \"تقعيد\"..جملة من القواعد التي تؤسس لتوطين النفس على اليقين بوعد الله بالنصر مقتبسة من نور كتاب الله الهادي..بحيث يكون كل واحد فينا منخرطا في المسؤولية الكبرى..وهي نصرة الأمة..

ولا أدعي بهذه القواعد..الحصر..بل يمكن لكل راغب أن ينظر في كتاب الله..وينهل منه ما شاء ..كما أن كل قاعدة..يندرج تحتها جملة من القواعد..غير المحدودة فهذا كتاب الله بحر لا ساحل له

1-\"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم\"
هذه أعظم قاعدة سننية..في التغيير..

وبها يلين الحديد في سواعد المؤمنين..كما لان في يد داود -عليه السلام-..
وإذا كان لابد من وصف الوضع الحالي بأنه أفضل الحقبة الصدامية..فلسبب وحيد..أن الجهاد غدا مسلمة تنطلق من قاعدة التغيير..وتصب فيها.. وحين يبدأ العدو بالتغيير كرد فعل لتغييرنا..تتدخل الإعانة الإلهية..لتجعل تغييرهم يصب في ما يعضد تغييرنا..وعلى ضوء هذه القاعدة..:كل فرد في الأمة المسلمة..يصح أن يقال في حقه:أنت من يؤخر النصر..كل بحسب حاله

2-\"قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين\" وكأني بهذه الآية تقول:التاريخ يعيد نفسه..فاعتبروا منه يا أولي الأبصار..

وعند المعاينة الفاحصة..يتبين أن الله تعالى لم يخذل الأمة قط..في كل موقعة أو واقعة..كانت تحقق مراد الله قبلها..والاعتبار يعني تارة معرفة مكان الجحر للسلامة من تكرار اللدغ..وتارة يعني..علاج الجرح الغائر ذاته وإن وقعت الفأس في الرأس

3-\"لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قوي عزيز\" رغم ما في هذه الآية من دلالات عظيمة..أقتبس منها ما يمكن صياغته :- التوزان بين الروح والمادة.. حتم لازم..

أو إن شئت قل\"يد تحمل مصحفا لا تكفي إن عدمت الأخرى السيف\"..أو قل\"إن عدمت الأخرى البناء\"

هذا ما يقوله ذات المصحف الذي تحمله يمناك..فصورتك وإن كان فيها جمال ظاهر..إلا أنها مشوشة..متناقضة..مالم تأخذ يسراك بأسباب سخرها الله..من علم وإتقان..على شاكلة ما يصنع الغرب..

والمهندس الذي يصنع صاروخ القسام..أفضل عند الله من معتكف في المسجد..يتعبد..لا يفعل غير ذلك مع القدرة..وكذا الطبيب وغيره إن سعوا في تسخير علومهم لنصرة دين الله

4-\"وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير\"
هذه القاعدة..يندرج تحتها أصلان عظيمان:

الأول-\"قل هو من عند أنفسكم\"..أو \"ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب\" بمعنى أن اله لا يحابي أحدا في سننه..فهو القائل لنبيه صلى الله عليه وسلم\"لئن أشركت ليحبطن عملك\"

الثاني:حيز العفوالمتاح من قبل العفو الكريم..يجعل من المستحيل إعلان الفشل..إلا عند المتخاذلين

4-\"ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات\"

وحسبك أن يجعل الله الظالم لنفسه من جملة الأمة المصطفاة..في الدلالة على خصوصية هذه الأمة..وأن الله لا يخذلها أبدا..طالما سعت في نفض غبار الوهن..عن ذاتها..

5-\"حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا أتاهم نصرنا\"
وبرواية صحيحة أخرى\"كذّبوا\"..كما ذكر التابعي الجليل عروة عن خالته عائشة رضي الله عنها..

أما \"كذّبوا\"..أي ظن الرسل أن قومهم سيكذبونهم لاستئخار النصر..
وأما \"كذبوا\" بالتخفيف..فكما قال ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهما\"لما أيست الرسل أن يستجيب لهم قومهم وظن قومهم أن الرسل قد كذبوهم جاءهم النصر على ذلك، \" فهنا أصلان:-

1-إذا أيس أهل العلم والمجاهدون..الصادقون..من نصرة فئام عريضة من المجتمع..فترقب النصر

2-إذا تكلم الناعقون من العلمانيين وغيرهم بتحريك من أمريكا أو بدون تحريك بفشل التجربة الإسلامية..واتخذوا في ذلك خطوات عملية تندرس معها بعض معالم الدين\"كتجفيف المنابع\"..فترقب النصر أيضا


6-\"ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين\"..
ونظائر هذه القاعدة..كل آية علقت النصر بالإيمان كقوله تعالى\"إن تنصروا الله ينصركم\" وقوله \"وكان حقا علينا نصر المؤمنين\"..وقوله\"إنا للنصر رسلنا والذين آمنوا\"..ولم تأت آية قط..علقت النصر بالإسلام..

وكلما أوغلت الحركات القومية المقاتلة في فلسطين وغيرها في اعتماد هذه الحقيقة..-كما تفعل حماس مثلا-تغير وجه المعركة بقدر ذلك الإيغال في تسارع عجلة النصر..ولا ريب

7-\"وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين\"
فطريق النصر معبد بالدماء.. ومن يكن بعد القرح كما هو قبله..أو أصلب عودا..فقد \"اصطفاه\" الله..ليكون من الفئة المؤهلة لتحقيق وعد الله وكذا كل من لم تهتز ثقته بربه..عندما يحلولك الظلام..\"هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا\"

فيظل كالرواسي..ليس فقط تثبت في مواجهة الأعاصير..بل تثبّت غيرها أن تميد بهم الظنون..

8-\"وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين\"

فالقاعدة إذن:
كلما زادت استبانة الخبيث عن الطيب..والزبد عن الطبيخ..كان ذلك دلالة على بارقة أمل جديدة..في النصر القريب..

وكل يوم بحمد الله..ينماز المؤمنون..عن المنافقين..سواء في ساحات الوغى في العراق..أو على الساحة الإعلامية..وحيثما تتسع دائرة التمحيص..ينتخل المؤمنون أكثر فأكثر..فتخير لنفسك..هل تكون من الحثالة..أم من الذين يجتازون المنخل

9-\"ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين\".. وإذا أدركنا أن جبروت أمريكا زايد على فرعنة فرعون..يتبين جليا أن نصر الله آت لا محالة..ولكن المحك..هل نكون من جنود الله..وحزبه..أم نركن إلى الذين ظلموا؟

10\"ألم*غلبت الروم
في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون*في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون*بنصر الله\"- وسيغلب الأمريكان\"روم اليوم\"..حتما..كما غلب أسلافهم على يد أعدائنا وأعدائهم وبعذاب من عند الله وبأيدينا ..وعلى الذين يرفعون شعار \"أمريكا أكبر\" في اللاشعور..أن يتذكروا جيدا..أن الأيام دول..وأنه لا يشاطرهم هذه \"العقيدة\"..دول العالم..

لقد جاءت آية \"فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت\" غير بعيد عن آية \"ألا إن نصر الله قريب\"..يفصل بينهما خمس وأربعون آية..في سورة البقرة..

وإننا على ثقة تام ويقين مطبق..أن إجماع المخذلين على قاعدة \"أمريكا أكبر\"..إيذان بسقوطها بإذن الله عما قريب..دون تحديد زمان..فلسنا مستعجلين..خلقنا الله للعبادة..وهذه حياتنا..\"إياك نعبد وإياك نستعين\"..وماذا يضيرنا..إذا لم نصل في الأقصى الآن..وقد
ورّثنا في أولادنا أنهم سيصلون حتما؟..هناك..بعدما يقتل الزيتون الغرقد..ويتوج الأبطال بالعسجد..في جنة ربهم بجواره..
ولينصرن الله من ينصره..فانظروا عم تنفرج

الكاتب: أبو القاسم المقدسي
التاريخ: 01/01/2007