الجمعة, 13 أغسطس 2010 11:45
عبد الله الفقير
منذ اول ايام الاحتلال الامريكي للعراق,ونحن نحذر من المشروع الايراني الرامي الحصول على منطقة نفوذ شمال بغداد غايتها ايجاد الخط الرابط بين ايران وسوريا,كان البعض يظن بان ايران تريد احتلال سامراء فقط,بينما كنا نقول بل هم يريدون طريقا يمر من ايران الى سوريا!!.
عندما حدثت تفجيرات سامراء,كنا اول من نبه الى ان الغاية من تلك التفجيرات,او على الاقل الغاية من تضخيم اثرها,هو محاولة ايرانية لبسط سيطرتها على تلك المناطق من اجل تسهيل مد نفوذها, وما ترونه مؤخرا من محاولات لتطويق مدينة سامراء ,والمشاريع التي يقيمها عملاء ايران هنالك واخرها محاولة محاصرة اهلها بمشروع يهدف الى تقسيم المدينة الى قسمين,كلا تصب في تلك الخانة .
كان العراق يصدر النفط من كركوك عبر الاراضي السورية عبر خط "كركوك –بانياس", لكن بعد اندلاع الحرب العراقية الايرانية,قام حافظ الاسد باغلاق هذا الخط بعد ان تحالف نظام البعث "القومي" السوري مع ايران "الفارسية" ضد العراق "العربي"!!,
حينها عرضت "اسرائيل" على نظام صدام حسين ان يصدر النفط عبر ميناء حيفا,لكن صدام حسين رفض ذلك العرض,اليوم وبقدرة قادر, عادت الحياة الى كلا المشروعين,مشروع تصدير النفط من كركوك الى البحر المتوسط عبر سوريا, ومشروع تصدير النفط من كركوك الى حيفا,وهذا ما سنسلط عليه بعض الضوء الان.
بعيد احتلال العراق زار وزير البني التحتية الإسرائيلي واشنطن وصرح من هناك انه ذهب إلى امريكا لدراسة مسألة الطاقة وانه بصدد إعداد دراسة جدوى حول احتمال إعادة فتح أنبوب النفط المعطل حاليا والذي كان يربط مدينة الموصل في شمال العراق بحيفا قبل قيام الدولة الصهيونية, العقبة التي كانت تقف امام تنفيذ هذا المشروع هو انه يجب ان يمر عبر الاراضي السورية,
وثانيا فان عرب وتركمان كركوك هم ضد هذا المشروع الذي يجري التنسيق لتنفيذه مع الاكراد فقط.
بالنسبة لسوريا فان محاولات حثيثة تجري اليوم لاقناع بشار الاسد بالموافقة على مد ذلك الانبوب مقابل بعض التنازلات بشان الجولان او غيرها بالاضافة الى ضغط ايراني يجري بدعم اسرائيلي (اغتيال الحريري تم بالتنسيق بين الايرانيين وشركة بلاك ووتر الامريكية الصهيونية والغاية هو اضعاف الموقف السوري واجباره على تقديم التنازلات,وهذا ما بيناه سابقا وسنبينه لاحقا باذن الله) ,واما بخصوص عرب وتركمان كركوك,فانتم ترون ما يتعرضون له من بطش واضطهاد ,
وكيف ان الاحتلال الامريكي سيخرج من كل الاراضي العراقية باستثناء كركوك!!!.
اما اذا فشلت اسرائيل في اقناع النظام السوري (وهذا شيء مستبعد!!),فانها سوف تعمد الى المشروع البديل وهو خط الانبوب المار عبر الاراضي الاردنية ,وهذا الخط مكلف جدا نسبة للخط الاول الا انه سهل التنفيذ من حيث سهولة اتخاذ القرار,الا ان الصعوبة تكمن في طريقة حمايته خصوصا وهو يمر في اسخن منطقة على سطح العراق "الانبار"!!.
في عام 2000,أي قبل احتلال العراق وافغانستان, عقدت جامعة تل ابيب حلقة دراسية سرية حول «مستقبل العلاقات بين اسرائيل والعراق»، شارك فيها محامون دوليون ومستعربون وديبلوماسيون وعسكريون (كلهم اسرائيليون) انقسموا فريقين، اسرائيلي وعراقي, ترأس الجلسات البروفسور "ايلاي الون" الذي شارك في المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية (!!),انتهت هذه الحلقة بوضع قرارات تركز بشكل خاص على النفط العراقي ومستقبله!!.
احد الحلول التي طرحتها تلك الحلقة هي انهم (( رأوا ان هناك امكانية لحل مشكلتي العراق، صحيح ان الجغرافية لا يمكن تغييرها انما احيانا لا بد من تغييرها كما حدث في قناة باناما وقناة السويس، وبدأوا بالتالي البحث عن القناة العراقية.تاريخيا، كان للعراق قناة تصل الى الخليج، ورأوا ان الخليج اليوم صعب نظرا لعلاقات العداء بين العراق والكويت، ووجدوا ان البديل عن القناة هو خطوط النفط، والحل الافضل للعراق ان تكون له خطوط نفط بقدر المستطاع تصل الى تركيا واسرائيل وسورية والاردن.. الخ، وانطلقوا من انه كان للعراق في السابق خطوط نفط، واحد يمتد حتى بانياس (سورية) وآخر الى حيفا اثناء الانتداب البريطاني لفلسطين H3 وH4 ورأوا اهمية احياء هذا المشروع شرط الا ينتهي خط النفط في حيفا، لان هذا يعني خدمة لاسرائيل وحدها. ومهما بلغت المكافأة المالية فلن تغري العراقيين، واشاروا الى انه في الثمانينات حصلت محاولات لاحياء خط الانابيب.
الاقتراح الجديد هو
ايصال خط الانابيب من حيفا الى قطاع غزة، مما يخلق وضعا اقتصاديا جيدا للفلسطينيين، فتستفيد منه اسرائيل على مستويين: ماديا لها، وايجاد اقتصاد قوي للفلسطينيين على حدودها. وحسب المناقشات، يكون العراق بهذه الحالة منقذ الفلسطينيين بمنحهم الفرصة كي يكونوا مستقلين واثرياء في الوقت نفسه. ورأى المجتمعون ان خط النفط هذا يخلق استقرارا في كل المنطقة ولا يبقى الاردن معبرا عسكريا للعراق بل معبرا نفطيا.)).
وضعت هذه الخطة عندما كان نظام صدام حسين يحكم العراق , وكان المخططون يستهدفون جرّ صدام حسين للموافقة على هذه الخطة من خلال "قشمرته" بالقول بان هدف المشروع هو انقاذ اهل فلسطين و"غزة" تحديدا من خلال امدادها بالوقود العراقي "المجاني", وكانوا يراهنون على الحصار الاقتصادي لاجبار صدام الموافقة على هذا الاقتراح.
ثم ناقشت الحلقة الاحتمالات الاخرى ومنها احتمالية ((ان يرفض العراق المفاوضات مع اسرائيل وتبدأ مشاركة ايرانية ـ عراقية ـ سورية في نفط المتوسط. لكن في المقابل رأوا ان اسرائيل يمكن ان توفر لصدام حسين باستمرار معلومات عن اي محاولة انقلابية ضده.)).
وفي هذه النقطة تحديدا تستثيرنا نقطتان,
الاولى هي ان يبزغ للوجود تحالف نفطي عراقي- ايراني- سوري لنقل النفط الى البحر المتوسط (وهذا ما كشف عنه النقاب مؤخرا),
والنقطة الثانية هي بما يتعلق بكشف عمليات الانقلاب التي كان لاسرائيل القدرة على كشفها لصدام حسين,
وهنا يجب علينا ان نتذكر كيف قام احمد الجلبي بالوشاية باياد علاوي ومحمد الشهواني وباقي الضباط وفضح عملية الانقلاب التي كانوا يرومون تنفيذها ضد صدام حسين سنة 1996,ودور اسرائيل في كشف تلك العملية والثمن الذي جنته اسرائيل و ايران من كشف تلك الخطة,
وهذا ما سنفرد له مقال منفصل باذن الله(تلاقت مصالح ايران واسرائيل في عدة نقاط,منها هو احباط محاولة الانقلاب الذي قام به اياد علاوي والشعواني ضد صدام حسين!).
النفط الايراني الى سوريا مقابل النفط العراقي الى تل ابيب!!:
أبلغ نتنياهو مجموعة من المستثمرين البريطانيين قائلاً “لن يطول الأمد قبل أن يتدفق النفط العراقي على حيفا” وأضاف “آجلا أو عاجلاً سيعاد تأهيل خط الأنابيب ليتدفق النفط العراقي إلى البحر المتوسط".
وفي لقاء مع "رويترز" قال"أن الحكومة في المراحل الأولية من بحث إمكانية إعادة فتح خط الأنابيب الذي كان في عهد الانتداب البريطاني يضخ النفط من الموصل إلى حيفا مروراً بالأردن" مؤكدا "أن هذا ليس حلما".
ونحن هنا لا نشك في حقيقة ان النفط العراقي قد وصل حيفا وما بعد بعد حيفا منذ سبع سنوات ,
لكننا في طور مناقشة الصفقات التي تجري تحت "اللحاف" بين اسرائيل وامريكا من جهة,وبين ايران وسوريا من جهة اخرى,فيما العراقيون منشغلون بلملمة جراحهم.
لكن هل خطر في بالكم السبب الذي جعل عملاء ايران في العراق يغضون الطرف عن الاردن رغم انه ملكها اول من حذر من النفوذ الايراني في المنطقة؟؟,
هل تظنون ان سكوت عملاء ايران في العراق عن الاردن كان مجرد علاقات دبلوماسية؟؟,
وهل تظنون ان استمرار العراق حاليا بضخ النفط الى الاردن باسعار رمزية مجرد "صدقة" ؟؟,
وهل تظنون ان مشاركة الاردن باسقاط صدام حسين وتقديمه لايران مجانا كان بدون دراسة معمقة للـ"الجدوى الاقتصادية" التي سيبجنيها عملاء الاردن من هذه "الصفقة" الرابحة ؟؟.
بالامس (( قالت وزارة النفط العراقية يوم الخميس ان العراق سيسمح بانشاء خط أنابيب يمر عبر أراضيه لنقل الغاز الطبيعي من ايران الى سوريا. وقالت ايران يوم الاحد انها حصلت على موافقة لتصدير الغاز الطبيعي الى سوريا حليفتها السياسية ومنطقة البحر المتوسط عبر الاراضي العراقية. وقال حسين الشهرستاني وزير النفط العراقي في بيان عقب اجتماع مع جواد اوجي نائب وزير النفط الايراني "العراق لا مانع لديه من تسهيل عملية مد أنبوب الغاز عبر الاراضي العراقية الى سوريا وصولا للبحر الابيض (المتوسط).")).
اليس غريبا ان يتم الاعلان عن هذا المشروع في الوقت الذي تفرض الامم المتحدة وامريكا حصارا نفطيا على ايران؟؟,
اليس غريبا ان يصدر تصريحا من هذا النوع من الجانب العراقي ثم لا تعترض امريكا باي شكل من الاشكال وكان الامر لا يعنيها ؟؟؟.
كيف تسمح اسرائيل ان يتم مثل هذا المشروع وهي تدعي انها تعادي سوريا وايران؟؟.
وكيف تدعي امريكا انها تحارب ايران وسوريا ثم تسمح لهما اقامة مثل هذا المشروع الستراتيجي على ارض سفكت الكثير من دماء الامريكيين من اجل نفطها ؟؟.
بل اليس غريبا ان لا يتم تسليط الضوء اعلاميا على تصريح خطير من هذا النوع, ظاهريا يمثل اكبر تحد للحضر الاقتصادي على ايران,بل ويشكل اكبر تحد للادارة الامريكية في سيطرتها على العراق؟؟.
تلك هي الصفقة السرية التي بيع من خلالها العراق,والتي لم تعد "سرية" !!.
فقد كانت الصفقة تقتضي ان تضمن ايران امداد اسرائيل بالنفط العراقي ,مقابل ان توافق امريكا على ان يمر خط النفط الايراني عبر العراق الى سوريا والبحر المتوسط. وبالتالي سوف تتمكن ايران من تصدير نفطها بعيدا عن الخليج العربي ومخاطره بالاضافة الى تقصير المسافة بالنسبة للنفط المنقول الى اوربا ,فيما تتمكن اسرائيل من الاستحواذ على نفط العراق مجانا كمكافأة على جهودها في تسليم العراق الى ايران وكلابها !!.
العقبة التي ما زالت تؤرق هذين المشروعين هي ضمان عدم تعرض هذين الانبوبين للتفجير ,خصوصا وانهما يمران في مناطق اهل السنة,, وتلك هي العقبة الوحيدة التي حالت دون تنفيذ هذا المشروع منذ سبع سنوات,واليوم يتعهد المالكي لكل من ايران وامريكا بان يضمن سلامة هذين الانبوبين حتى لو قدم نفسه "شهيدا" على اعتاب تلك الانابيب التي ستغذي اشقاءه من بني صهيون ,
ومن اجل هذا اتفقت ايران وامريكا ومن فوقهما اسرائيل على ترشيح المالكي "حارسا" لانابيب النفط المارة عبر ارض الرافدين الى حيفا,والى ما بعد بعد حيفا!!.
والسلام عليكم
وكل رمضان وانتم بخير
ملخص الخطة الايرانية للاستحواذ على سامراء:
http://www.alrashead.net/index.php?partd=3&derid=1500
وهذا تفصيل اخر لنفس الخطة:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=373101
"مستر خمسة بالمية" حلم كل عميل!!:
http://www.hanein.info/vb/showthread.php?t=113899&pagenumber الكاتب: ابومحمد العراقي التاريخ: 13/08/2010 عدد القراء: 3933
أضف تعليقك على الموضوع
|