"وقد نزَّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً" النساء/140
هذا ما شرعه الله لنا حين يستهزئ بآياته ويكفر بها.. إلا أن البعض ربما طال عليه الأمد فنسي هذه الآية أو قسا قلبه حتى أوقعه في شراك الإعلام المنحل وقاعدته الخادعة التي تقول:
الرأي والرأي الآخر وهذه القاعدة الإعلامية ـ كما هو معلوم ـ تبيح لك أن تجلس مع صاحب البدعة والضلالة ومشيع الفاحشة لتسمع منه كما يسمع منك وتحترم رأيه كما تحب أن يحترم رأيك ومن هذه النقطة يبدؤون وإليها ينتهون!
أمّا أن تعظه وتبين له حقيقة ضلالته وتفارق مجلسه إن أصر عليها وتشهر ببدعته وتحذر منها فهذه أحادية وإقصاء وضيق أفق وتشدد وتزمت وقمع الرأي المخالف و..و.. إلخ اسطوانتهم الممجوجة..بل زادوا عليها:
إن هلك مبتدع فاذكروا محاسن المبتدعة واستروا ضلالاتهم!!
وما انهزم بعض الخيّرين في مواقع ومجالس ومنتديات طيبة إلا نتيجة وقوعه في هذا الفخ من حيث لا يدري فأخذ يستمع لبعضهم وينشر لهم ويثني على بعض مواقفهم وقصائدهم وتكررت لقاءات مباشرة بينهم فاختلط الحابل بالنابل وانفضوا وما خرج المتلقي بشيء غير التشويش والتكدير
حقيقة ما كان يحلم أصحاب الرأي الفاسد بهذه الغنيمة الباردة من عدوهم اللدود الذي عجزوا عن ترويضه قرونا مديدة وما ظنوا بهذا اليوم الذي ظفروا به من حيث لا يشعر وقد كان يحذر منهم ومن دعواتهم!
لنأخذ العبرة في حال هؤلاء الضحايا وإلى أي شيء وصلوا:
لا خيرا نشروا ولا شرا دفعوا سودوا صحفهم بغثاء فوقه غثاء وداروا مع مخالفيهم في حلقة مفرغة فلا رأيهم نصروا ولا رأي مخالفيهم قمعوا ولا رضي عنهم أصحاب الرأي الصالح ولا أصحاب الرأي الطالح فهم مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء في وضع مزري مثير للشفقة..
ونحن إن لم نحصن أنفسنا بكتاب ربنا وكلام نبينا صلى الله عليه وسلم ونعتز بهما ونهتدي بنوريهما ونقتدي بسلفنا الصالح في مواقفهم من أهل البدع والأهواء فنحن في الفخ نفسه واقعون لا محالة!
الكاتب: الجوهرة بنت عبدالله التويجري التاريخ: 29/05/2010 عدد القراء: 3569
أضف تعليقك على الموضوع
|