بسـم الله الرحمن الرحيــم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تلك القصه جرت أحداثها في زمناً غابر
زمناً ليس له طعم ولا لون ولا رائحة
ما أحببت إسترجاع ذكراه إلا لوفقة عرفان لروح الشهيد نحسبه ولا نزكيه خطاب رحمه الله تعالى وأعلى منزلته
بينما كان صاحب البيت الذي كنا نجلس عنده يقلب محطات التلفاز مر على قناة الجزيرة ولم تكن الجزيرة يومها كما هي اليوم فقد كانت في بدايتها وكل ما كنا نعرفه عنها أنها محطة فضائية متخصصة بنقل الأخبار حول العالم ولذلك لم تكن ذات أهميه لدينا
كثيراً ما كنا نمر بها حين نقلب محطات التلفاز غير مكترثين بها ولعلنا كنا نهتم بقناة الأطفال (سبيس تون) أكثر منها ., ولكن هذه المرة لم تكن مثل سابقاتها
فعندما شاهدناها هذه المرة لم يتخطاها صديقنا كما يحدث كل مرة . والغريب أنه لم يستغرب عليه أحد الإخوة ذلك كما هي العادة إن أصر على البقاء عليها أكثر من خمس ثواني نعم والله هذا ماكان يحدث
هناك شيئ ما قد لفت إنتباهنا ..,وشد أنظارنا . فصمت الجمع عن الكلام هذا ما رأيته في وجوههم حينها ولأني كنت أشاركهم نفس الشعور عذرتهم .
مذيعة قناة الجزيره في خبر عاجل ورد لتو .
المخابرات الروسيه تؤكد مقتل القائد خطاب (أمير المجاهدين العرب في الشيشان))
والرئيس بوتن يهنئ الشعب الروسي بمقتل الإرهابي خطاب حسب قوله ..........
نعم كان الخبر جديراً بأن يلفت إنتباهنا ويثير في نفوسنا تساؤلات كثيرة
من هذا الرجل خطاب..؟ ومن هو حتى يهنئ رئيس دولة كبيرة مثل روسيا ., شعبه بمقتله..؟ . ثم أين قتل ومن قتله ولماذا قتل ..؟
أسألة كثيره وردت في دهني ساعتها لم أجد لها إجابه !!
ولكن الذي كنت متأكداً منه أنني يجب أن أعرف من هو هذا خطاب !
وسرعان ما تواتر الخبر في جميع محطات التلفاز حتى أيقنت حينها بأن هذا الشخص ليس شخصاً عادياً كالذين نعرفهم ونقابلهم كل يوم ..
وهذا واضح من درجة الإهتمام بخبر مقتله ..
قناة الجزيره مرة أخرى ..
وصلنا لتوا فيلم يؤكد خبر مقتله ...!
لم أتمالك نفسي حينها وترجمت كل ما أخفيته في صدري وصرخت بأعلى صوتي يا لله ..
ماهذا ... ..؟!!
المشهد كان مهيباً وعجيباً وغريباً على الأقل على شخصاُ مثلي في وقتها
مجموعه من الرجال تشعر للوهلى الأولى أنهم من عصر الصحابة الكرام
يتوسطهم رجل موسد على ظهره مغمض العينين باسم المحيى وكأنه نائم يحلم حلماً سعيداً ., صاحب لحيه طويله يلتف شعره حول وجهه ملامساً كتفيه
تنظر إلى وجهه كأنه نجم بين ظلام حالك
يرقد بإطمئنان وكأنه لم يمت ولم يذق طعم الموت حتى ....
بل أنه بالفعل لم يذقه مصداقاً لقوله تعالى
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءً عند ربهم يرزقون )
يا الله
من هم هؤلاء ... ولأجل ماذا يموتون .؟
أسأله كانت تلوح بوجهي وأنا في طريقي إلى البيت ., بعد أن إنفض المجلس وغادر كلً إلى بيته
ولكني لم أغادر هذه المره كما غادرت من قبل
نعم
عزمت أن أجمع أكبر قدراً من المعلومات عن قصص هؤلاء الميامين
لا أعلم مالذي غيرني ومالذي دفعني إلى ذلك
لكني في قرارة نفسي
أيقنت حينها مدى جهلي . وقلة قدري
أين كنا من هؤلاء الأبطال
كنا نظن أن عصر بطولات الإسلام قد إنتهى مع إنتهاء عصر الخلافة الإسلامية !!
كنا نعيش في ظلام دامس نركض ليل نهار خلف بطولات هيلوود وأبطالها المزيفين التي إمتلأت جدران غرفنا بصورهم .!
كنا نطمح بأن نكون كـ( رامبوا) و(آرنولد) و ( جان لوك فان دام) هؤلاء الذين إمتلأت عقولنا القاصرة ببطولاتهم الخيالية
كنا نطمح أن نكون مل (سوبر مان) أو (الرجل العنكبوت) لكي نسطيع أن نطير ونتخطى الصعاب في سبيل الحصول على (فتاة الأحلام)
كنا وكنا ويا ليت ما كنـــــا ولا كنــــــــا
كل تلك الأماني هُدمت ما بين غمضة عين وانتباهتهــــا
نعم هدمهــا خطاب ذاك البطل الإسلامي الذي خاض المعامع الحمر مع أعتى جيوش الأرض بدون مونتاج ولا بديل (مخاطر) كالذي يستعين به مزيفوا هيلوود
لله درك يا خطـــاب .,
لله درك من فارس بطل مقدام
هكذا يعيش الأبطال حتى إذا ماتوا في مشارق الأرض إهتزت لهم أطرافها في مغاربها ..
وقد صدق من قال :
عرفتك ماعرفتك من قريب*********** ولكن التعارف بالقلوب
وكم يحظى الفتى بالحب منا********* على بعد ويوصف بالحبيب
أيا خطاب أمتنا التقينا************* على حُلم المجاهد والأديب
تلاقينأ بارواح هداها************** الى ٌُإلاسلام علامُ الغُيوب
لهانبض يكاد يذوب وجداً ********* بماللشوق فيها من لهيب
قلوب ياأخا العزمات يبقى******** لها من صدقها أوفى نصيب
نعم والله لن تلقى محباً ********** لغير الله يثبت في الدروب
قريب من مشاعرنا قريب ******** فيا فرح المشاعر بالقريب
لئن بعُدت بك الاحداث عنا******* ولم تمهلك احوال الخطوب
فإنك لم تزل بالذكر حياً ******* وبالعزمات والراى الُمصيب
فنم حبيب القلب وقر العيون
فبدمائك الزكيه .....وذكراك الباقية في قلوبنا...... ستبقى مشعلاً لنا على طول الطريق
اللهم إني أشهدك أني أحب عبدك الخطـــــاب
فاجمعني به يا ربي في فردوسك ملتقى الأحبــــــاب
اللهم آمين
دونها في حينه
محب الخطاب
خطاب الشيشاني
منقول من الحسبة
الكاتب: صلاح البحريني التاريخ: 23/03/2007 عدد القراء: 5347
أضف تعليقك على الموضوع
|