تـركـيــا قــادمـــة
دائما حينما يشمخ المثال التركي أمامي : حرا.. مستقلا.. وطنيا، يقفز المثال المصري : حقيرا.. وضيعا.. تابعا. يعجب العاقل ويحق له العجب، كيف حول شخص مثل أردوغان.. والفريق الذي معه، تركيا إلى دولة عظيمة يهابها اليهود، الذين يمسكون بخناق أعظم أمم الأرض
في المقابل .. كيف قزم حسني مبارك مصر، التي كانت دائما في قلب التحولات التاريخية الكبرى، إلى مجرد خفير حقير للصهاينة والأمريكان على معبر رفح، يمنع الحليب والدواء عن أطفال غزة
كان أردوغان وهو يخطب أمس في البرلمان التركي، يعي مايقول: “تركيا ليست كأي دولة في المنطقة، وتركيا ليست قبيلة”. نعم .. إعتادت الإدارة الأمريكية، حامية الصهيونية أن تأمر فتطاع..في كل المنطقة. لكن الصهاينة لم يحسبوها بدقة: تركيا أردوغان، وعبدالله غل، وداود أوغلو، ليست مصر حسني مبارك، وليست واحدة من (القبائل) العربية الأخرى
أتأمل تركيا.. وأرى كيف أن الأحرار لايجمعون حولهم إلا أحرارا، بينما اللصوص يحيطون أنفسهم بمجموعة من (القبضايات)، أو الخوياء، الذين يأكلون من فتات مائدتهم. في عرف الرجال الأحرار.. وجزء من إيمانهم، الوطن هوية، وعرض، وشرف.. ومسألة وجود. في عرف (اللصوص) وقطاع الطرق، ليس ثمة وطن. بل غنيمة تفترس. تفترس في مالها العام، وفي هويتها، وفي مصيرها، وفي وجودها وكينونتها. لأنه كذلك.. أي غنيمة، ولأنهم قطاع طرق، فيمكن أن يتحول الوطن إلى سبية، ويصبحون هم (قوادين) يدفعون الوطن الغنيمة إلى سوق العهر والنخاسة
أستطيع أن أتكلم طويلا وكثيرا عن تركيا، وأظل واقفا إحتراما وإجلالا. تركيا الآن هي القاطرة الجبارة، التي تجر وراءها العربات في المنطقة. الذي يتأخر عن اللحاق بهذه القاطرة، لن يكون ضمن القطار، الذي بدأ يتحرك الآن، لينقل المنطقة إلى العصر العثماني بهويته الإسلامية الشرقية
كانت هبة الله العظيمة، مذبحة شهداء” أسطول الحرية” ماحسب الصهاينة عواقبها.. وهم أهل المكر والدهاء. لكنهم يمكرون ويمكر الرب بهم وهو خير الماكرين. المذبحة كشفت الوجه الصهيوني القبيح، والأهم منه، جعلت قوة مهمة مثل تركيا، طرفا في الصراع. الله سبحانه عرف في سابق علمه، أن ليس في (القبائل العربية) ذرة كرامة، ولا بقية من عزة، فقيض لغزة وللأقصى الأتراك.. أحفاد محمد الفاتح قاهر الصليبيين في اسطنبول
أقول وأنا مطمئن: موازين اللعبة تغيرت. الأتراك قادمون، فمرحبا بالعزة ، والإرادة الحرة المستقلة الكاتب: د. محمد الحضيف التاريخ: 04/06/2010 عدد القراء: 3681
أضف تعليقك على الموضوع
|