انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  أنظروا هؤلاء الذين يشتمون عرض النبي صلى الله عليه وسلم ، في شمال شرق إيران يزورون مقابر عليها الشواهد : أعضاء تناسلية وعلى بعض الأضرحة صورة الخميني !!  |  فيلم غربي يفضح عنصرية الصهاينة  |  المرجع (الحسني الصرخي) واقتتال أتباع المرجعيات الشيعية في جنوب العراق - ظاهرة جديرة بالاهتمام والتحليل..!   |  بربكم ماذا أقول للإمام الخميني يوم القيامة؟ هذا ما قاله عدنان الأسدي وكيل وزارة الداخلية لضباط شرطة شيعة خدموا وطنهم بإخلاص....!!!  |  (حسن نصر اللاة) يقول: مايحدث في حمص المنكوبة هو مجرد فبركات إعلامية..! - تفضل شوف الفلم يا أعمى البصر والبصيرة.. تحذير: مشاهد مؤلمة  |  شهادة شاهد عيان شارك في مذبحة حماة  |  
 الصفحة الرئيسية
 قـسـم الـمـقـــالات
 خـزانــة الـفـتاوى
 الــركـن الأدبــــي
 مكتبة الصـوتيـات
 مكتبة المـرئـيـات
 كـُتـاب الـمـوقــع
 مشاركات الـزوار
 مكتبـة الأخـبـــار
 مكتبـة المـوقـــع
 تحـت الـمـجـهــر
 خدمات عامة
 راســلــنــــــا
 محرك البحث
 مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali وهذا عنوان حسابه الجديد hamedalalinew

    قراءة في الواقع الجهادي المعاصر ..الفهم العميـــــــــــق

حفظ في المفضلة
أرسل الموضوع
طباعة الموضوع
تعـليقـات الـزوار


الفهم العميق

هذا هو الأساس الثاني بعد العقيدة الراسخة ، وهو أساس ضروري وفعال لكل حركة مجاهدة: ولأنها فلسطين ولأن الصراع فيها طويل ومعقد يبدو الفهم أكثر أهمية في إدارة فصول المعركة،

وقد حذرنا الرسول _ صلى الله عليه وسلم_من عواقب الغي والضلال فقال : (المسلم كيس فطن ) وقال أيضا : ( لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين) وأوصانا بالكتاب والسنة كأساس للهدى والرشاد فقال : ( لقد تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا : كتاب الله وسنتي) والفهم الذي نقصده هنا هو فهم شامل للظروف المحيطة ، كالسياسة والاجتماع وظروف المقاومة والإعداد ؛

فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها. والحرب خدعة أما الغوغائية والغثائية فهما علامات بارزة للهزيمة ففي حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه أبو الدرداء ( توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل :من قلة نحن يومئذ ؟ فقال :بل أنتم يومئذ كثيرون ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قيل وما الوهن يا
رسول الله ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت ) إذا لا بد من العودة إلى نقطة البداية في التربية السليمة في الجسم المقاوم ،ولا يجوز أن تبقى الأمة رهينة الخيارات المهزومة وأسيرة التصورات الجبانة الهزيلة .

لا يجوز أن تفجأنا طائرات الأباتشي وف 16 الأمريكية فنضع رؤوسنا في الرمل منتظرين حبيبات الدقيق الأبيض لتأتينا على شكل معونات غربية .ولا يجوز أيضا أن يدخل المفاوض الفلسطيني يحصد الأخر واليابس من بقايا الوجود الفلسطيني ويدخل الشعب في دهاليز مظلمة وأنفاق سرمدية من فشل إلى فشل ثم يبقى هذا المفاوض بشعبية نسبية بين أوساط المثقفين أو أنصاف المثقفين ،لا يجوز للأمة أن تبقى سادرة لاهية عن أنظمة أثبتت وبجدارة قدرات عجيبة بالتواطؤ والخيانة لتنتظر هذه الشعوب موعد الذبح المشهود الذي يعد له عدو لا يرعوي عن فعل أقبح الجرائم ولا يألو في مؤمن إلا ولا ذمة .

لقد قال لنا أصحاب التسوية إن معركتنا السلمية الشجاعة هي أقصر الطرق وأسلمها في إعادة الحقوق وبناء الدولة والإنسان فكانت البداية مرحلية فكانت (غزة وأريحا أولا ) ودخلت جموع الفاتحين غزة وانتظر الناس السمن والعسل وتشكلت أول كتلة سياسية فلسطينية لترسم المراحل المتبقية من مسرحية السمن والعسل ولم ينتظر الشعب طويلا وما هي إلا بضع سنوات حتى بدأت جحافل الجيش الصهيوني تتقهقر أمام قوات الفتح الفلسطيني لتأخذ المرحلة الانتقالية مجراها بالتنفيذ وفق اتفاقيات أسلو ويصبح ديدا هذا الوسط السياسي المفرط في التفاؤل بشارات وتطمينات للشعب الفلسطيني :أن اصبر أيها الشعب فأن النصر قاب قوسين أو أدنى ،وأن المرحلة النهائية قادمة لا محالة ليرفع طفل فلسطيني أو زهرة فلسطينية علم فلسطين على مآذن القدس على أجراس كنيسة القيامة .

أما قضية اللاجئين فهي قضية لا تقل قداسة في نظر المفاوض الفلسطيني عن قضية القدس ، هكذا يدعون ، بل يؤكدون على حق العودة والتعويض أساس ثابت لحل هذه القضية ، هذا هو الخطاب السياسي المعلن ، أما الواقع السياسي المتدحرج على الأرض فإنه ينبئ بما لا تحمد عواقبه، وترسم جغرافية الدولة الفلسطينية في خيال المفاوض الفلسطيني كمدينة فاضلة ستولد قريبا على شكل متموج قابل للتعدد والانزلاق،

أي خيال سياسي أراده لنا أصحاب التسوية ؟وإلى متى تبقى هذه الأمة تلهث خلف هذا السراب وتستجدي الفتات على موائد اللئام ، ومتى تصحو هذه الأمة من كبوتها وتستلهم مواطن رشدها وترتب صفوفها لعلها تصل إلى الشاطئ الأمن .وعندما يهب الشعب الأعزل هبته تقوم الدنيا ولا تقعد فتارة يتهمونه بالفوضوية وطورا بالإرهاب وثالثة بالضياع، ويقف العالم بقضه وقضيضه في وجه هذه الصحوة ، وتتعالى الأصوات المثبطة لتئد الثورة في مهدها وتجفف منابعها قبل أن يقوى بها العود ، فيجهض إضراب عام 36 من خلال هدنة تمطن اليهود من جمع السلاح وتفق الثورة الفلسطينية جذوة الانتقام والمجابهة ويتكرر الأمر في الخمسينات إذ يكافأ المتطوعون من أبناء الحركة الإسلامية بزجهم في السجون وإعدام قياداتهم واتهام الجماعة بالخيانة زورا وبهتانا.

وعندما ينجح الفلسطينيون أواسط الستينات في تشكيل حركة تحرير وطني يتم وأد هذه الحركة تدريجيا من خلال جملة من الخطوات الخبيثة ، تبدأ من خلال تفريغ الحركة من أي إطار فكري ثم سلخ القضية عن بعدها الديني بعد تبني الحركة الإطار العلماني وإقصاء الإسلاميين ومحاولة منعهم من الانخراط في سلك المقاومة إلى اعتبار أنهم رجعيون وأذيال للاستعمار.

ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل يتعداه إلى سلخ القضية عن بعدها العربي وذلك عندما تصبح منظمة التحرير ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني كما جاء في مقررات قمة الرباطعام 1974 ثم تدخل هذه الحركة في جولة تصفيات عنيفة يستنزف فيها الجانب العسكري ،فبعد إقصاءها عن الأراضي الأردنية القريبة من فلسطين المغتصبة والتي تتمتع بحدود واسعة تمكن الجانب الفلسطيني من إحداث حلة مقاومة قادرة على الصمود والفاعلية .

وإذا كانت الساحة الأردنية هي ساحة إجلاء وطرد للمقاومة الفلسطينية فإن الساحة اللبنانية كانت الزاوية الضيقة التي صفيت فيها هذه المقاومة ونزفت حتى الرمق الأخير ،والعجيب انك ترى من خلال هذا التتابع الزمني استهدافا مباشرا وسريعا لكل الطاقات العسكرية وتنامي ملحوظ للنخب السياسية المنسجمة مع الخيارات العربية الرسمية وهذه الحبكة في مسلسل استنزاف هذه المقاومة بشقيه : نفخ الإطار السياسي الرسمي وتعظيم شأنه ومحاصرة الخيار المقاوم وتجفيف منابعه ت جلية في الحقب الثلاث الأخيرة ؛ففي السبعينات تجبر المقاومة الفلسطينية على دخول حرب أهلية في لبنان في حين يدخل النظام السياسي الرسمي في اتفاقيات علنية مع الجانب الإسرائيلية من خلال كام ديفد الأولى بين مصر وإسرائيل ،

وتلاحق القيادة الطريدة في تونس وتضرب القوة سبعة عشر ويصفى القائد العظيم أبو جهاد وتجهض انتفاضة المساجد الأولى في نفق أسلو المظلم ،وتدان المقاومة إدانةرسمية فلسطينية وعربية ودولية في شرم الشيخ عام 96 ويتوج هذا الاستهداف للمقاومة بحملة إعلامية ودولية لسلب الشعوب حقها في المقاومة من خلال حصر القضية الفلسطينية كقضية أمنية يتبادل فيها الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي المعلومات عن المقاوم الإرهابي أو الإرهاب الإسلام ويبدأ العالم بالبحث عن إطار دولي وشامل لإدانة أعمال المقاومة واعتبارها خروج عن القانون وتتولى أمريكيا بنفسها هذه الحملة ضد ما عاد يعرف بالحرب ضد الإرهاب ، وينقسم العالم وفقا لهذه الرؤية إلى قسمين :

قسم هو خير مطلق اليهود وأعوانهم ولا قيمة للانتماء العرقي لهذه المعركة

أما القسم الثاني فهم المقاومون الإسلاميون أينما وجدوا في فلسطين أو لبنان أو كشمير أو الفلبين أو الشيشان.


وعلى الرغم من أن المقاومة الفلسطينية قد التقطت أنفاسها ثانية واكتست ثوبا جديدا من خلال حركات المقاومة الإسلامية : حماس والجهاد الإسلامي إلا أن حجم المؤامرة كبير ولا يستهان به ؛ فنحن لا نستطيع أن ندعي بأن عقد التسعينات كان عقد إجماع شعبي ، بل لعل قطاعات ليست بالمتواضعة كانت لا تزال مخدوعة بالحل السلمي وواقعية النضال المعتدل، وأكاد أزعم بأن العمليات العسكرية الضخمة التي كانت تقوم بها حركتا حماس والجهاد الإسلامي كانت تشكل حالة من الجدل الشعبي والرفض من قبل التوجهات اللاإسلامية.

صحيح أن الفعل المقاوم قد تحول مع انتفاضة الأقصى إلى حالة شعبية وخيار مجمع عليه فصائليا ، إلا أن نوعا من الاهتزازات الصوتية تحاول بين الفينة والأخرى أن تحدث بعض الاختراقات في هذا الإجماع وتساعد وسائل الإعلام المتنفذة والأطر الرسمية على ذلك من خلال طرح بعض التساؤلات والتشكيك في بعض الأنماط الجهادية وتجيير نتائج العمل الجهادي المقاوم لصالح القرار السياسي الرسمي .

ومن تلك المحاولات المشبوهة ، ما تقوم به وسائل الإعلام من إضفاء صفة الشرعية على مصطلحات العدو وتسويقها في الأسواق الشعبية دون جمارك ؛ فالحرب ضد الإرهاب وإنهاء حالة العنف بين الجانبين ووقف إطلاق النار وانسحاب الطرفين إلى ما قبل الثامن والعشرين من أيلول كل ذلك تعج به وسائل العلام دون مناقشة أو تصحيح.

من ناحية ثانية تطلق فقاعات التشكيك عبر وسائل الإعلام والمحافل الرسمية حول جدول انتفاضة وإمكانية صمودها وما إذا كانت حققت النتائج المرجوة وأن الشعب قد مل وتعب وخارت قواه فلا بد من مراجعة للذات وتصحيح للمسارات تحت مبررات الواقعية المرحلية واختلال موازين القوة .

ويبدو لي أن اخطر ما يثار في هذه الحملة المسمومة هو محاولة سلب المقاومة من مقدراتها وطاقاتها الفاعلة؛ ولعل ذلك يبدو واضحا من خلال النظر إلى العمليات الاستشهادية التي باتت تؤرق العدو وتقض مضجعه على أنها حالة من العدميةوالإرهاب وأنها على حد زعمهم ضد مصالح الشعب الفلسطيني ،وأنها يجب أن تدان هذه العمليات إدانة جماعية سياسية من قبل القوى والفصائل والأنظمة وأن تجرم شرعية من خلال فتاوى دينية تلبي رغبة شارون وبوش من علماء السلاطين في المستويات الدينية العالية كالأزهر ومجمع البحوث الإسلامية .

وحتى لا نغيب عن احتياجات العصر وضرورات الوعي والفهم لا بد من مناقشة ذلك كله ووضعه في إطاره الفكري السليم .

فالخيار السلميى،حتى وأن كنا نعتقد بأنه مجرد وهم في ذاكرة المفاوض الفلسطيني ليزيد من خلاله رصيد في البنوك الدولية ، ولا يمثل على مستوى الواقعي سوى سراب حرقته آلة القمع الصهيوني ومحت آثاره من خلال الاجتياحات المتكررة والاعتداءات المتنوعة ،ومع ذلك ، فهب أن هذا الخيار ما زال خيار استراتيجي ووحيد وهل تبنيه يعني إسقاط ورقة المقاومة ،الورقة الوحيدة الضاغطة في معركة اللاتكافؤ التفاوضي ،هذا مع إيماننا المسبق أن أكذوبة السلام مرفوضة شرعا وعقلا وسياسية ،وقد أصدرت رابطة علماء فلسطين فتوى بهذا الشأن خونت فيه من يعقد صلحا مع اليهود ويفرط في المسجد الأقصى أو أي ذرة من تراب فلسطين .

وصدرت فتاو ىإسلامية عالمية لنخب من العلماء المشهورين وعلى رأسهم الشيخ العلامة يوسف القرضاوي وقد فرق جمهور العلماء بين ما عرف قديما لصلح الحديبية ،وهو هدنة مشروطة بزمن وتفريعات يجيزها الشرع ،إما إقامة سلام دائم مع عدو غاصب ومكافئتهم بإعطائه صك اعتراف وطني ومسؤول بأن له حقا في أكثر من ثمانين بالمائة من أرض فلسطين ،ثم موالاته والذوبان في مشروعه وتحول الكيان السياسي إلى أداة أمنية بيد الغاصب المستبد .

وفي هذا يقول سبحانه: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل )1،( يا أيها الذين أمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يأسوا من الآخرة كما يأس الكفار من أصحاب القبور )،

وقوله أيضا في سياق من قتل وهجر واغتصب ودمر :(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يحرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ،إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون .)

إذن كيف يجوز لن أم نهادن القاتل ونسالمه بعد هذا النهي، يقول الله سبحانه وتعالى : ( يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء من دون المؤمنين ، ومن يتولهم منكم فإنه منهم)، إنها الخيانة التي وسم الله بها وجوه أصحاب هذا الاتجاه . وكيف لمؤمن أن يسالم القتلة المردة أصحاب منطق الغدر المتكرر ( كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم ) العمل ينقض ما وقعه الليكود والليكود ينسف ما أقره العمل لتعود حركة المفاوضات العبثية إلى جولة سيزيفية جديدة يحمل فيها المفاوض صخرة العم ثانية من أسفل الوادي ليصل إلى انتكاسة جديدة على طريق التخبط التفاوضي .

وإذا كانت هذه العملية السلمية قد رفضت شرعا كما بينت النصوص القرآنية سابقا فأن هذه العملية مرفوضة عقلا وسياسة أيضا ؛ ذلك أن الأرض مقابل السلام المشوب أصلا بضبابية وقحة ومفارقات عجيبة ومغالطات جمة ،هو مفهوم مرفوض ولا يجوز أن يكون معيارا للحل المنتظر ؛لأن الأرض الفلسطينية أرض مغتصبة من بحرها وحتى النهر والأخر على طاولة المفاوضات مستعمر غاصب ،

وقد ثبت بالأدلة الشرعية والتاريخية أنه لا يملك حقا في هذه الأرض حتى يمتلك حرية المحاورة عليها ،وراعي هذه العملية هو الآخر لا يتمتع بالصلاحيات التي تمكنه من إنصاف طرف لصالح طرف فاليهود الذين دخلوا فلسطين باسم إبراهيم ( مع إيماننا بأن إبراهيم ما كان نصرانيا ولا يهوديا ) لم يدخلوها وهي خلو من أهلها بل إن اليبوسين أصحاب تلك الأرض في ذلك الزمان هم الذين مكنوا إبراهيم عليه السلام دخولها والإقامة فيها حتى إن إبراهيم لما أراد أن يدفن زوجه سارة لم يجد مكانا لذلك حتى ابتاع قطعة أرض من يبوسي ثم لو صدقنا جدلا بأن إبراهيم قد تملك هذه الأرض فيجب أن تقسم هذه الأرض بين أبنائه بالتساوي لا أن تنحصر بين إسحاق ويعقوب دون سائر الورثة ،

هذا مع الإشارة إلى القرآنية التي تنفي ا فتراضيتها وتنسف احتماليتها قال تعالى ( وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)فالله سبحانه وتعالى عدل كريم لا يحابي أحد ولا ينتصر للظالم .

ثم أن المدة التي قضاها اليهود في فلسطين لا تتجاوز الأربعمائة سنة وهي مدة قصيرة جدا إذا ما قيست بتاريخ هذه الأرض هذا من نحو أما من نحو أخر فأن خروجهم منها كان خروجا مذلا مهينا لم يخلف حضارة مشرفة وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة فشل محاولاتهم في العثور على آثار دينية أو تاريخية أما العرب الفلسطينيون فقد لازموا هذه الديار عبر حقب التاريخ الممتدة وهم باقون فيها بقاء التين والزيتون ؛إذا كيف يجوز أن يملك من ليس له حق في التمليك من ليس له حق في الملك ممن له الملك الكامل ثم يكون ثمن هذا التنازل بأن تقدم للغاصب وثيقة أمنن وسلم ليهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد .

أما الشبه الثانية التي يثيرها المبطلون من أصحاب الاتجاه المتخاذل في محاولة منهم لإخماد جذوة المقاومة والرجوع إلى حالة الاستجداء لتبقى لهم مناصبهم وتزيد في البنوك أرصدتهم ،هذه الشبهة تتمثل في جملة من التساؤلات حول جدوى الانتفاضة ، وهل تستطيع المقاومة أن تحدث اختراقات نوعية وتغيرات جذرية.ولعلهم يسارعون إلى الادعاء مسبقا بأن الشعب قد مل وخارت قواه ولم يعد قادرا على المواصلة ؛ لذا لا بد من وقفة مع الذات وإعادة جدولة النضال الفلسطيني بما يتناسب مع التغيرات الدولية .

وللرد على ذلك كله نقول :إن المقاومة ليست خيارا فلسطينيا اختاره الشعب من متعدد ، وما كانت في يوم من الأيام قرارا يتخذ بناءا على ميتا فيزكيا الخيال الجنوح المتسرع ، بل هي قدر كل محتل ووسيلة كل حر و أداة كل مظلوم وغاية كل طموح للخروج من آفة الظلم وذل الاستعباد وهي دليل على البقاء وهي دليل على البقاء كما عبر عن شيخ المقاومين (الشيخ أحمد ياسين ) عندما قال أنا أقاوم فأنا موجود .

إن أحدا لا يستطيع أن يزعم أن طريق المقاومة مفروشة بالورود والرياحين وأن المحتل الغاصب سيربت على أكتاف المجاهدين ويسلمهم أوسمة البطولة والنصر بعد كل عملية يحققون فيها نقلة نوعية في العمل البطولي المقاوم .

و تكاليف الجهاد صعبة عصية شديدة على النفس ولكنها مفروضة بأمر الله جل وعلا (كتب عليك القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )ونعلم أيضا بأن الأشلاء والدماء والجماجم والبيوت المهدمة تكاليف باهضة الثمن لكنها ضريبة العز والتحرر .

وللحرية الحمراء باب لكل يد مدرجة تدق

وهي علامة على الصحة والإيمان واستحقاق النصر ودخول الجنة يقول سبحانه : أم حسبتم أنرتدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) ويقول أيضا : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )

ثم،من ذا الذي يزعم بأن مقاومات الشعوب تدخل معيار الربح والخسارة ،من قال أن أفغانستان التي تكبدت أكثر من مليونين شهيد قد طبقت هذا المعيار على حركتها الجهادية ومن قال أن الجزائريين قد استسلم للمستعمر الفرنسي بعد النصف الأول من الشهداء ، ومن قال أن الشيشان وفيتنام حالات استثنائية في تاريخ الشعوب ،ثم أليست هذه الحالة المشرقة التي سطرها حزب الله في الجنوب اللبناني مع هذا العدو الغاصب حرية بالأخذ والاعتبار.

وهذا القدر الذي نتحدث عنه ، هو قدر واقعي فرضته الظروف الحالية وقدر تاريخي فرضته النبوءات الشرعية المتعددة ؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من اختار منكم ساحلا من سواحل الشام أو بيت المقدس فهو في جهاد إلى يوم القيامة ) ويقول الحق سبحانه : (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا )

فالحرب سجال ، يوم لك ويوم عليك (وتلك الأيام نداولها بين الناس )

ثم من قال بأن الخسائر والمصائب هي حظ فلسطيني خالص . إن قراءة سليمة وواعية للحدث تثبت أن الأخر قد تكبد من الخسائر ما فاق توقعاته واحتمالاته ، فقد ضربت نظريته الأمنية وأصابته المقاومة في المقتل ، وكبدته خسائر جسدية واقتصادية ومعنوية باهظة ، وألقت الكرة في ملعبه وحولته من باحث عن التوسع إلى مدافع مرتبك ، نعم لقد تحولت المدن الرئيسة : تل أبيب والقدس ونتانيا ويافا وحيفا إضافة إلى المستوطنات والحواجز الأمنية إلى ساحات حرب دامية ، يتراقص قيها الموت ليل نهار. نعم ( إن تكون تألمون فأنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون )

لم يعد في ذاكرة هذا المحتل الغاصب مشروع شرق أوسطي جديد ، كما نظر له بيرس في بداية التسعينات من خلال اتفاقيات أسلو الهزيلة ، بل عاد بيرس وبيلين وساس وعوفوديا وشارون كلهم يفكرون في منطق الفصل الأحادي الجانب والعزل الأمني وكلها أفكار تتعارض مع الفكر
التوسعي .

أما الشبهة الأخيرة التي سنتعرض إليها في هذا البحث المتعلقة بأدوات الفعل المقاوم فالقول فيها واضح وبسيط .

فإذا كان القتل و الاعتداء في ظروف المسالمة والاعتدال مذموما عقلا ومرفوضا شرعا ، فقد يصبح غاية شرعية وحتمية عقلية في حالات خاصة كالحروب ودفع المفاسد ، وبهذا جاء القرآن حينما امتدح الاعتداء في سياق الرد على الجرائم ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) وطالب الأمة بالأنفة والشهامة وعدم الخنوع أمام غطرسة الظالم وجبروته ( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ) وطالب الأمة بأن تأخذ بثأرها وتنتقم من عدوها إذا أمعن فيها الطعان وأفحش السلب والنهب ( فاقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم ) بل أقر ناموسا ثابتا تتحرك فيه الجماعات المسلمة في سياساتها الداخلية والخارجية ( يا أبها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى ) ، لا بد أن تتحقق هذه المعادلة فأن قتل العدو لنا مدنيين قتلنا له مدنين وأن اغتال لنا قادة اغتلنا له قادة فالسن بالسن والعين بالعين والجروح قصا ص .

وهنا تدخل قضية المدنيين التي يتندرون بها ويتذرعون ، نعم كان الرسول يقاتل من قاتله ويكف عمن كف عنه ، انسجاما مع قوله تعالى : (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا)، وقد فصل العلماء القول في هذه المسألة ، وبينوا دلالة التعبير القرأني ( ولا تعتدوا) الذي احتمل عدة وجوه ، ذكر منها ابن العربي _ في كتابه أحكام القرآن _ ثلاثة أوجه :

أحدها : أن الآية منسوخة بقوله : (وقاتلوا المشركين كافة ) و ( فاقتلوا المشركين حيث ثقفتموهم )

الثاني : لا تعتدوا : أي لا تقاتلوا على غير الدين.

الثالث : لا تقاتلوا إلا من قاتل ، وهم الرجال البالغون ، أما النساء والأطفال والشيوخ والرهبان فلا يقتلون ؛ لذلك أمر آبو بكر الصديق _ رضي الله عنه – يزيد بن أبي سفيان حين أرسله إلى الشام ألا يتعرض لهؤلاء، وإذا كانت هذه الحادثة تمثل أخلاقية الإسلام في الجهد فإن تفسيرات العلماء وتفصيلاتهم تدل على حصانة الوعي الإسلامي في أدب السياسة الجهادية ؛ قال سحنون : والنساء إن قاتلن قتلن في حالة المقاتلة وبعدها لعموم اللفظ في قوله : (وقاتلوا الذين يقاتلونكم )

وللمرأة أثار عظيمة في القتال : منها الإمداد بالأموال والتحريض على القتال ، وزاد العلماء: وقد يخرجن ناشرات شعورهن نادبات مثيرات ، كل ذلك مبيح لقتلهن ، وكذا القول في الصبي والشيخ والراهب إن أعانوا على المسلمين .

ولعل ( قضية المدنين ) في الصراع مع العدو الغاصب تختلف عن الوجه الذي ناقشناه سابقا من خلال النصوص الشرعية والأدلة الفقهية نم زاويتين :

أولا أن الكيان الغاصب أعلن عن نفسه بأنه دولة جيش فالتجنيد إجباري ينال الصبي والصبية والشيخ والمرأة ويتضح ذلك من خلال الأعداد الضخمة بما يعرف بجنود الاحتياط الذين يتم استدعائهم بين الفينة والفينة ،

ثانيا : أن النصوص السابقة جلها يتعلق في مسألة الفتوحات الإسلامية وهذا له أحكامه الخاصة دون أحكام الدفع عندما تحتل الأراضي وتنتهك الأعراض وتسلب الأموال ،روى أنس بن مالك أن جارية وجد رأسها قد رض بين تحجرين فسألوها من صنع هذا بك ، آفلان ، آفلان حتى ذكروا يهوديا فأومأت برأسها ، فأخذ اليهودي فأمر به الرسول أن يرض رأسه بالحجارة ،وفي رواية فقتله رسول الله بين تحجرين (القرطبي |ج 2| 359)

أما العمليات الاسشهادية التي تمثل أرقى ما توصلت إلية يد الإبداع المقاوم أجل ما عرفته هذه القضية منذ عشرات السنين ، هذا السلاح الفتاك الذي بات يقض مضاجع العدو ويزلزل كيانه ، هذا السلاح العبقري الذي حقق للأمة توازنا لطالما فقدته الأمة إنه توازن الرعب الذي راهنت علية المقاومة ثم كسبت هذا الرهان هذا السلاح الفتاك الذي نظر إليه العالم نظرة وجل وتخوف ،فقام ولم يقعد ونادى بأعلى صوته أن أوقفوا هذا المارد العنيد ، فكان تنت ومشل وشرم الشيخ وبيرنس وغيرهم وغيرهم (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )

إن العمليات الاستشهادية ليست دخيلة على الفقه الإسلامي المعاصر وليست بدعة لفصيل في زمن حائر ، إنها قضية أصيلة أصالة هذا الدين وليس للمترددين والمتخاذلين أي سند شرعي في تشويه هذه الصورة المشرقة ، روي عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبن عمران قال : (غزونا القسطنطينية وعلى جماعة عبد الرحمن بن الوليد ،والروم ملصقو ظهورهم بحائط المدينة ،فحمل رجل على العدو فقال أبو أيوب الأنصاري سبحان الله !أنزلت هذه الآية فينا معاشر الأنصار لما نصر الله نبيه وأظهر دينه ، قلنا: هلم نقيم في أموالنا ونصلحها فأنزل الله عز وجل (وأنفقوا ف سبل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )

والإلقاء باليد إلى التهلكة : أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد ) فلم يزل أبو أيوب مجاهدا حتى قتل في القسطنطينية ، وقبره هناك ، روى هذا الحدبث حذيفة والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك والترمذي (القرطبي /2 / 361)

وقال العلماء : لا بأس أن يحمل الرجل وحده على الجيش ، إذا كان فيه قوة ، وكان لله فيه نية خالصة. وذلك بين في قوله تعالى : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) ، وقد رأى العلماء أن ذلك جائز لعدة أوجه : منها

1ـ طلب الشهادة

2_ وجود النكاية

3_تجرئة المسلمين على الأعداء

4_إضعاف نفوسهم ؛ ليروا أن هذا صنع واحد، فما ظنك بالجميع

الكاتب: رمضان عمـــــــر
التاريخ: 01/01/2007
عدد القراء: 5205

أضف تعليقك على الموضوع

الاسم الكريم
البريد الإلكتروني
نص المشاركة
رمز الحماية 5722  

تعليقات القراء الكرام
 

اعلانات

 لقاء الشيخ حامد العلي ببرنامج ساعة ونصف على قناة اليوم 28 نوفمبر 2013م ـ تجديد الرابـط .. حلقة الشريعة والحياة عن نظام الحكم الإسلامي بتاريخ 4 نوفمبر 2012م
 خطبة الجمعة بالجامع الكبير بقطر جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب بتاريخ 8 ربيع الآخر 1433هـ 2 مارس 2012م ... كتاب حصاد الثورات للشيخ حامد العلي يصل لبابك في أي مكان في العالم عبـر شركة التواصل هنا الرابط
 كلمة الشيخ حامد العلي في مظاهرة التضامن مع حمص بعد المجزرة التي ارتقى فيها أكثر من 400 شهيد 13 ربيع الأول 1433هـ ، 5 فبراير 2012م
 لقاء قناة الحوار مع الشيخ حامد العلي عن الثورات العربية
 أفلام مظاهرات الجمعة العظيمة والضحايا والشهداء وكل ما عله علاقة بذلك اليوم

جديد المقالات

 بيان في حكم الشريعة بخصوص الحصار الجائر على قطـر
 الرد على تعزية القسـام لزمرة النفاق والإجرام
 الدروس الوافيـة ، من معركة اللجان الخاوية
 الرد على خالد الشايع فيما زعمه من بطلان شرعية الثورة السورية المباركة !!
 خطبة عيد الأضحى لعام 1434هـ

جديد الفتاوى

 شيخ ما رأيك بفتوى الذي استدل بقوله تعالى" فلا كيل لكم عندي ولا تقربون " على جواز حصار قطر ؟!!
 فضيلة الشيخ ما قولكم في مفشّـر الأحلام الذي قال إن الثوب الإماراتي من السنة و الثوب الكويتي ليس من السنة ، بناء على حديث ورد ( وعليه ثاب قطرية ) وفسرها بأنه التفصيل الإماراتي الذي بدون رقبة للثوب !!
 أحكام صدقة الفطر
 أحكام الأضحية ؟
 بمناسبة ضرب الأمن للمتظاهرين السلميين في الكويت ! التعليق على فتوى الشيخ العلامة بن باز رحمه الله في تحريم ضرب الأمن للناس .

جديد الصوتيات

 محاضرة الشيخ حامد العلي التي ألقاها في جمعية الإصلاح ـ الرقة عن دور العلماء كاملة
 محاضرة قادسية الشام
 محاضرة البيان الوافي للعبر من نهاية القذافي
 نظم الدرر السنية في مجمل العقائد السنية للشيخ حامد العلي الجزء الأول والثاني
 إلى أم حمزة الخطيب الطفل الشهيد الذي قتله كلاب الطاغية بشار بعد التعذيب

جديد الأدب

 فتح غريان
 مرثية محمد الأمين ولد الحسن
 مرثية الشيخ حامد العلي في المجاهد الصابر مهدي عاكف رحمن الله الشهيد إن شاء الله المقتول ظلما في سجون سيسي فرعون مصر قاتله الله
 قصيدة ذكرى الإنتصار على الإنقلاب في تركيا
 قصيدة صمود قطـر


عدد الزوار: 46811574