انتشرت بسرعة أمس، قصيدة بين العراقيين
بالبريد الإلكتروني، وهم يتساءلون عن الشاعر الذي عكف على نظمها ووصل بها الى التسعين بيتاً كاملة، من ألذع الشعر
والقصيدة المجهولة النسب، لاميّة بعنوان«تمهلوا»، جاء في مقدمتها أنها«قصيدة بقلم شاعرها»،
ونظراً لقوة القصيدة وبلاغة صورها وبراعة ناظمها التي تشير الى طول باع في ميدان الشعر العمودي، فقد تصور بعض الذين تداولوها أنها من تأليف الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد
. لكن هناك من أكّد أنها من نظم شاعر نجفي شاب آثر إخفاء هويته خشية الانتقام
ولعل ما شدّ جمهور الإنترنت الى القصيدة الجديدة، هو أنها جاءت على غرار قصيدة شهيرة، مقذعة وساخرة أيضاً، بعنوان «طرطرا»، كان الشاعر الكبير الراحل محمد مهدي الجواهري قد كتبها عام1947
في هجاء وزيرين.
إلى جوقة المنطقة الخضراء
تمهلوا
قصيدة بقلم شاعرها
تَـمَـهَّـلـوا .. تَـعَـجَّـلـوا وَكَــذ ِّ بـُـوا وَضَـلِّـلـوا
وَلــوِّنـُـوا دِمَـاءَنـا فـقـبـِّحِـوا و جَــمِّــلِـوا
تــَـنــَاخـَـبـُوا لِمَـوْتِــنا إنَّ الدِّمَـاءَ تُـثـْـمِـــلُ
تَقاسَمُوا العـراقَ فـيــمَـا بـيـنَـكُـمْ وَنـَكـِّــلوا
أسْــنـَانـُكُــمْ بـلـَحْـمِــهِ مَـغـْرُوزة ٌوَالأنـْصُـــلُ
لـكُـلِّ حـُـلـْم ِحـَـالـِــم ٍ بـغـيــركـمْ تـَسَــلَّـلوا
شــريفـُكُـمْ لـُصٌ لـهُ فـي كـُـلِّ سَـاح مَعْقِــلُ
شــريـفـُكُـمْ!! هـذا إذا فـيـكـمْ شـريـفٌ يَخْجَلُ
* * *
تـمَـهَّـلوا... تَـعَـجَّـلـوا وَيَـتـِّمُـوا... وَرَمِّلــُوا
قدْ قيلَ لي حكومة ٌ قلتُ القرودُ تحـْبـَلُ!
حُـكـومَــة ٌكـَـغـَـيْـرها كَـمَـا تـَـجـيءُ تَـرْحَــلُ
ألفـَـرْقُ أنَّ هـَــؤلا مِــنْ هـَـؤلاءِ أقتَـلُ
* * *
تَـمَـهَّـلـوا .... تـَعَـجَّلوا وزمِّــرُوا .... وطـبـِّــلوا
وَطـوِّلـوا أعْنـَاقـَكُـمْ عُـشْـبُ العِـرَاق أطـْـوَلُ
مُناضلونَ !!. يَا لـهَـا مِنْ نـكْـتَـةٍ تـُجَــلـِّـجـِـلُ
تـُـــفٍ على نضـالِـكُمْ أقــولـُهــا وَأفـْـعـَــلُ
* * *
تمَهَّــلوا ... تَعجَّـلــوا وَضـخـِّمـوا وهَــــوِّلوا
تراعـَـدُوا تـبـارقـــوا وَبـالـدِّمَـــا تـَسَـــرَّبلوا
تـَفـيّلـقوا فـ(بَـدْرُكُـمْ) عَـمَّـا قـلـيــل ٍيـَـأفـــلُ
تأمّــَركُـوا تـَعَـجَّـمـوا تـَحَـزَّبــوا تـَــكـَـتـَّــلوا
خُيوطـكُمْ شـَـائِكَـة ٌ قـدْ حارَ فيها المِغــزلُ
رُعَـاتـُـكُـمْ يا وَيْحَكُـمْ مَهْمَا يُقـيموا يَرْحَلوا
فكيفَ تَـنـْجُـو يَومَها تـِلْـكَ الخـِـرَافُ العُــزَّلُ
* * *
تَـمَـهَّـلوا ... تعجَّــلوا وفـجِّـروا وقـتَّـــلـــوا
مـَنْ قـَالَ أنَّ طينَـكـُمْ هُو الثـَّرى والصـلصـَلُ
ذنـوبـُـكُــمْ لا تـَـنمحي وعـَــارُكُمْ لا يُـغـْـسـَـلُ
ثـوبُ الخـياناتِ على أجْسَــادِكُــمْ مُـفـَـصَّـــلُ
لـوْ كُـلـُّكـُمْ في كَـفـَّـة ٍ رَذيـــلـُــكـُــــمْ وَالأرْذلُ
ونـَـعْـلـُـنَـا في كفـَّــةٍ مِـنـكُمْ جَـمـيـعَا ًأثـْقـَـــلُ
* * *
تـَمــهَّـلوا ....... تعجَّـلوا وقــيِّــدُوا وكَــبـِّــلــــوا
تقــافزوا... تراقصوا تـكحَّـلوا... تـحـجَّــــلوا
واللهِ انَّ طـِــــفـْـلــَــة ً بمَـوْتِـهـَا تـَسْـتَـبْـسِـــلُ
لـَوَحْدهَا أشــرفُ مِن شَــريـفـِكـُـــــــمْ وأرْجَلُ
* * *
تَـمَـهَّـلـوا...تـعـجـَّلوا وقـطـِّعـوا واسْـتـَأصِـلوا
فـَكُـلـُّكُـمْ فـَطـَـاحِـــــلٌ ولـيــسَ فـيـكُـمْ فـَطـْحَـلُ
أكـثـرُكُــمْ شَجَاعـَـــة ً ســـرِّوالـُــهُ مُـبَـلـَّــــــلُ
حـكـومـة ٌأثـولُ مَـــا فيها (الرئيسُ) الأثـْـوَلُ
يـَدْخُـلُ وهـوَ خـارجٌ يـَخــْرُجُ وهـــوَ يََـدْخـُــلُ
حــَاجـِـبـُهُ مُـقـَطـَّــبٌ لِسَـــــــانـُـهُ مُـهـَــــــدَّلُ
مُـجْـتـَمِـعٌ بـنـَفـْسِــهِ تَـسـْــألـُهُ..... وَيَـسْـــألُ
فـَمَـــرَّة ًيـهــيــنـُهَـا ومَـــــرَّة ًيـُـبـَـجـِّـــــــــلُ
كـل الذي يـَعـمـلـُــهُ بـأنـَّــــهُ لا يـَعْــــمَـــــــلُ
حـُكــومَـة ٌفـيـهـا يَـقـودُ الجَــاهِــليـنَ الأجْهَـلُ
جعفرُكُــمْ ، مالِكُكُــمْ .... قـبـِلـْتُـمُ لمْ تَـقـْبَلوا
(كـلاهُـمَا (أبْعَـرُ) من صـَــاحـِبـِهِ و(أبـْغـَـــلُ
* * *
تـمـهَّـلوا... تعجَّـلوا أأنـتـُمُ المـُسْـتَـقـبَلُ!!؟
مُــعَــمَّــمٌ مُــنـَـافِـقٌ مُحــرِّمٌ ..... مُحَـــلـِّلُ
ومُـؤمِـنٌ عندَ الصَّـبــــاح .... في المَسَا مُطبِّلُ
وإنــَّـــهُ بـَعْـدَ ثـَـلاثٍ حـِمْـلـُهـَـــا لا يـُـحْــمَـــلُ
على (هـَـريــسَـةِ) الحُـسـيِّـن ِلاطِــــمٌ مُولـولُ
والذنبُ ليسَ ذنــبـَهُ ذنـــبُ الذي لا يَـعْـقـِـــلُ
يكـِــدُ وَهْوَ جــَائِـــعٌ يـَصْـمـتُ وهــوَ يـُقـتَــلُ
هُوَ الحَصَادُ طـَـالمَا هَـــذا وهـــذا المِــنــْجَـلُ
* * *
تَمَهـَّـلوا ... تعجّـَلوا تنافسوا ... واسْتَقتلوا
لـِكُـلِّ إسْـتٍ عَــرْشُهُ فـكَـبـــروا ودَلـِّــلــــوا
ضراطـُـكمْ مُقدَّسٌ!! وإسْــتُــكُمْ مُـنـَــزَّلُ !!!
مُحْترفو وَضـَـاعَـــةٍ أخــيــرُكُــــــــمْ والأوَّلُ
أجَــدّكُــمْ حَـيدرة ٌ؟! حاشا الـ(العليُّ)الأبْسَلُ
أينَ القـتـادُ المُنحَني أيــنَ الرِّمـــــَاحُ الذبَّــلُ
ثـيابُهُ الصُّوفُ التي بـجـَانـِبـيــهِ تـَـأكـُــــــلُ
أجَـــلُّ عـنـدَ ربــِّـــهِ مـكــــانــة ًوَأنْـــبــــــَلُ
غــدا ًعـليـكمْ باصقٌ حَـريـــرُكُــمْ وَالمَخمَــلُ
فـزيِّـنـوا مَـوَائِـــــداً هـيَ التـُرَابُ الأمـْحَــــلُ
وكـــوِّروا كروشكمْ قـدْ لامـســــتَها الأرجُلُ
لو بـيـنـنـا حـيــدرة ٌ ذاكَ الوحـيـدُ الجَحْفـَــلُ
وهــو يــَرى أعيننا بالغـاصـبـيـنَ تـُسْـــمَلُ
وخيلهمْ فوقَ العـــــــــــراق جامحاتٍ تصهلُ
فهلْ سيُبقي خانـعـا ً حـاشـــاهُ وهوَ الفيصلُ
يـُقــبـِّلُ اليــــدَ التي منهـا الدمـــاءُ تـهـطـلُ
أقولُ : قولــة َالذي لـهُ الحُـروفُ مِعـْــــوَلُ
هذي العمائمُ التـي تــَـأريخُهـــا مُجَـلِّجـــلُ
مـنـكـمْ ومن رؤوسـِــــكمْ سوفَ تظلُّ تخـجلُ
* * *
تـمـهَّـلوا... تعجَّــلوا وهدِّمـوا ... وزلـِّزلوا
تسـلَّحـوا بعُهْــــركمْ وشعَّــوذوا ودجَّلــــوا
يـذودُ عن جـراحـــهِ بـنـزفـِهـنَ الأعـــــزلُ
هذا العـــراقُ هولـُهُ من كـــلِّ هـول ٍأهـْولُ
مـــرَّتْ ثــلاثٌ والدِّمـَـــــاءُ جـدولٌ فـجـــدولُ
والشَّعبُ: مَـيـِّـتٌ مَضى ، ومَـيِّـتٌ مُـؤجَّـــــلُ
* * *
تمهَّـلوا ... تعـجَّـلوا وصفقوا ... وهلـِّــلوا
تعمَّلقوا .. تفرَّعـنوا شعـبُ العـراق منخـلُ
هذا زمــــــانٌ عاهرٌ بـهِ تعـــــالى الأسفــلُ
بـلـيِّـة ٌوشَــــــــرُها يـُضـحِـكُـنـا ويُـذهـِـــلُ
يـَحْـكُـمـنا مَـنْ كـانَ من إسْـم ِالعراق يَجْـفــلُ
* * *
تمهَّـلوا ... تعـجَّلوا وكالنـِّـســا تـوسَّــلوا
غداً إذا خاضَ المخاضُ حــاسِـرونَ هـُــــدَّلُ
وشـيـَّمـتْ بصـرتَـنا أمُ الرِّمـــاح المَوْصِلُ
وقــامَ من أجـداثـِـهِ شــهـيـدُنـا المُستبسلُ
والحاملونَ جرحهـمْ والأمَّـهــاتُ الثــُـكـَّــلُ
وســــابقَ المُرابضـونَ موتـَهـُــــمْ وزَلَّزلـوا
وصاحَ صائحُ الأسى : يا موتُ أنتَ الأسهلُ
عـنـدئـذٍ سـوفَ يـقـومُ المــاردُ المُـكـَـبــَّــــلُ
>
>
>
تمهَّلوا
>
>
>
تعجَّلوا الكاتب: أبو المعالي الكويتي التاريخ: 12/12/2009 عدد القراء: 3524
أضف تعليقك على الموضوع
|