كما هو مشاهد:
فوضى عارمة عند كثير من الأسر في مواعيد النوم ومواعيد تناول الطعام
خاصة في الإجازة الصيفية:
فالفطور حل وقت الغداء والغداء وقت العشاء والعشاء وقت الإفطار
لا خطام ولا زمام للأمر وتشتت شمل الأسرة على المائدة،،
وتفرقت الوجبة في صحون وحافظات تنتظر أهلها؛؛
وكذلك الولائم والمناسبات حدث عنها ولا حرج في التأخير والتعطيل
وانتظار تكامل الضيوف.. وقد يكون بين حضور الضيف الأول وحضور
الأخير ساعات طويلة مما يربك صاحب البيت ويضيع بين الاعتذار من الأول
وتلطيف الأمر وتمضية الوقت معه وبين مجاملة المتأخرأو معاتبته..
فضلا عن المائدة الممدودة وأثر التأخير على جودتها..
جاء رمضان وتم ضبط موعد السفرة الأولى ضبط إجباري في دقيقة محددة
لا تقبل تقديم ولا تأخير ولا يجرأ أحد على ذلك ولا يراعى فيها خواطر بشر
فإذا غابت الشمس سم الله وأفطر غير منتظر ولا مجامل..
وفي رمضان يقلب الناس صفحات التقويم أكثر من غيره من الشهور حتى
المبالي فيهم بالوقت أصبح يسأل عن الدقيقة: كم ومتى؟
فصار للدقيقة في شهر الصيام وزنا ومعنى وصيتا!
رائعة دقيقة الإفطار هذه ومنها يحسن أن ننطلق في تقويم الاعوجاج الذي
حل في نفوس الكثير منا تجاه الأمر لنتربى ونربي على ضبط مواعيدنا
مع الآخرين..
وفرصة ثمينة في هذه الدقيقة لتقويم أخلاق أبنائنا وحثهم على احترام الموعد
والوفاء به؛إذ أكثرهم لا يقيم للمواعيد أدنى اهتمام وربما جهل أن الإخلال بها
من خوارم الأخلاق.
أحد الآباء يقول: إنه يمر أسبوع كامل ما اجتمع بأبنائه على وجبة واحدة وما
استطاعوا بينما في رمضان صار الاجتماع بهم شبه يومي وفي ساعة فاضلة
على مائدة شائقة,
لماذا؟ لأن الكل يعرف أن الوقت هنا جاد وحاسم دقيقة الإفطار لا تتقدم
ولا تتأخر..
أيضا الانضباط الإجباري في هذه الدقيقة جعل البعض يرغب بإقامة المناسبات
في رمضان على مائدة الإفطار دون السحور ليس طمعا في ثواب تفطير الصائم
فحسب وإنما حرصا على الوقت؛ فالمضيف مطمئن: الموعد مصان شرعا ولا
يملك أحد أن يمسك الشمس عن الغروب لأجل أن يتفرغ فلان وينهي مشاغله ثم
يحضر سعادته..
دقيقة الإفطار هذه يفترض أن يكتشف الشخص فيها نفسه أن بإمكانه إتقان مواعيده
واحترام أوقات غيره كما أمكنه إتقان الالتزام بدقيقة إفطاره؛ وأن بمقدوره برمجة
ساعته الشخصيةوضبطها على احترام المواعيد والوفاء بها إن هو همّ وعزم وصدق؛
وعليه أن يتخلص من عادات سيئة نشأ عليها أو من قدوات سيئة تأثر بها جعلته يشتهر بلقب "عرقوب" ومواعيده بــ: "مواعيد عرقوب"
حقا دقيقة الإفطار دقيقة ذهبية تجعل العبد يعتز بإيمانه بأهمية الوقت ويعتز بحرصه
عليه وفضيلة ضبطه وأنه إذا حل الموعد وحان فيجب الشروع بالأمر أيا كان لا يؤجل
ولا يؤخرولا يماطل فيه لأجل خاطر أحد من الناس فهكذا علمنا ربنا.
احترام الموعد وضبطه أصل في ديننا وفي شعائرنا التعبدية والحمد لله الذي لم يجعل
مرجع ذلك لمزاج البشر وأهواءهم فنتيه معهم في التيه كما تاهوا.
دمتم ــ في ظل ضبط المواعيد ــ بألف خير وعافية.
بقلم/سارة الزامل
رمضان1430هـ الكاتب: سلمى القحطاني التاريخ: 21/08/2010 عدد القراء: 3300
أضف تعليقك على الموضوع
|