أمريكا وإيران صراع خارج حدود الزمن
محمد فلاح الزعبي
المشهد السياسي الإيراني – الأمريكي بتفاعلاته الداخلية والخارجية على أرضية جيو-سياسية, تتمثل في الوضع" الجيوبوليتيكي" لإيران حيث لم تتوقع إيران ومنذ قيام ثورتها أن تكون جارة للولايات المتحدة سواء في العراق أو أفغانستان مما جعلها العنوان الأبرز على الأجندة الأمريكية في الشرق الأوسط سواء الجديد أو الكبير كما يحلو لأدبيات السياسة الأمريكية تسميتها هذه الأيام .
فهل قوة إيران تكمن فقط في منشآتها النووية , أم في منشآتها الحيوية المتمثلة في الدور العقائدي الذي بنت عليه دولة اديولوجية في شعب مستعد للتضحية من اجل نظامه , المتمثل بالفقيه الولي والمعصوم , وهو ما جعل الثورة الإيرانية تنتصر وتصمد دون اللجوء إلى أي قوة خارجية للان ,بل وتبدأ بتصديرها وبأشكال مختلفة سواء في لبنان أو في العراق وان كان بشكل براغماتي واضح .
التقارب الحدودي مع أمريكا (في العراق وأفغانستان ) بدا يقلق الإيرانيين كثيرا لعلمهم أن ملامح الخريطة السياسية للمنطقة بدأت تتغير ,وان احتمالات تسريع وتيرة التغيير ممكنة .
عوامل كثيرة تجعل الوضع أكثر تعقيدا بالنسبة لمخططات الولايات المتحدة فيما يخص إيران ولأسباب كثيرة أهمها أن إيران أصبحت دولة إقليمية بل وعالمية فاعلة ومؤثرة في الأمن الإقليمي حيث تزداد أهمية المكان الجيوبوليتيكي لإيران في ظل تزايد مجموعة المصالح الأمريكية في مناطق مجاورة لإيران حيث تعتبرها إيران مناطق نفوذ لها مما يؤدي إلى تصادم المصالح معها.
والاهم من ذلك هو أن الولايات المتحدة ومنذ إحداث 11\أيلول تسعى جاهدة إلى خلق نظام عالمي جديد وعلى كل المستويات حتى الجغرافية تعيد من خلاله رسم خارطة المنطقة وإعادة فك وتركيب أنظمة موالية لها وتضمن هي بقائها , وانشاء محاور وتحالفات جديدة وفقا للمعايير الجديدة لهذه الاستراتيجية الأمريكية ,وهو ما بدأت إيران العمل به كخطوة استباقية من خلال البدء بإعادة تسليخ نفسها وإيجاد روابط سياسية واستراتيجية بينها وبين موسكو وبكين والعديد من الجمهوريات الإسلامية ,وكذلك عقدت تحالفان مع كل من سوريا وحماس بشكل ما رغم الاختلاف الاديولوجي إن جازت التسمية ,ولن ننسى طبعا الابن الشرعي لإيران وهو حزب الله في لبنان والذي يقوم بدوره على أكمل وجهه.
ولك هذا نقول أن لإيران دور هام في مواجهة المخططات الأمريكية في العالم اجمع ,ليحق لنا أن نتساءل في ما إذا كانت نهاية أمريكا التي يتوقعها كثيرون ستكون على يد إيران ؟ وكم سيستغرق الوقت لذلك ؟ وهل سترث إيران سيادة العالم من أمريكا في الزمن القادم ؟ أم ستعيد الزمن إلى الوراء وتكون قطبا آخر في موجهة أمريكا وتكون وريثا للاتحاد السوفييتي ؟؟ ولكل ذلك نقول أن المواجهة بين أمريكا وإيران هي صراع خارج حدود الزمن .
الكاتب: محمد فلاح الزعبي التاريخ: 12/02/2008 عدد القراء: 4101
أضف تعليقك على الموضوع
|