|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
أصبح بعض من أشربوا في قلوبهم الإعلام والأضواء مصبوغين بصبغة البيئات الّتي يعيشون فيها ، وأصبحت المعاني الشرعية والأصول الدينية في مرتبة متأخرة ..
هذا لا نقوله عن عامة ، وإنّما نقوله عن منتسبين للعلم وأكثر من ذلك أن يكونوا متزيّين بزيّ الديّن والتمسّك .
هذا الزّيّ الّذي أصبح في عصرنا بضاعة رائجة وسلعة ثمينة يُماكس صاحبها بما أراد ، وسبحان الله العظيم ، لاحظت شيئا في الدين يختلف عن كلّ السّلع الّتي يتاجر بها أصحابها..
فكل السلع تصبح باهضة الثمن وتُقابل بالكثير كلّما غلا ثمنها وزادت نفاسة عند أصحابها..
إلاّ الدّين، فكلّما رخص وابتُذل وهان على صاحبه كلّما جلب له المزيد والمزيد من حظوظ الدنيا..
ولهذا كان عند السّلف من أشدّ النّاس هوانا من باع دينه أو ابتاع به ..
هذ استطراد قد لا يكون له علاقة بالموضوع وإنّما جاء على ذكر التزيّي بالدين ..
أقول إنّ بعض النّاس للأسف استبدل المعايير الإعلامية وألفاظ الإعلاميين بالمعاني والألفاظ الشّرعيّة ..
وهذا أمر طبيعي فإنّ جرَبَ هذه القنوات الهابطة الّتي يتعاملون معها يعدي أشدّ مما يعدي جرب البعير الأجرب ، ولهذا كان وصية السّلف بالمباعدة من أهل الأهواء والأفكار المنحرفة وأهل الفسوق في محلّها متجاوبة مع النص القرآني .
اليوم اطلعت على مقابلة مع الدكتور علي الصلابي متحدثا عن مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي الذي هو ممن شارك بوضع مادته التاريخية كما فهمت من اللقاء ..
وكان الدكتور منتشياً بأنّ المسلسل (حقّق أكبر مشاهدة للمسلسلات التاريخية) ..
لا أخفيكم سراً .. ذهبت لأحد المواقع وبحثت عن مقاطع من هذا المسلسل إذ ساورني الشك بعد هذه الفرحة العامرة من الدكتور أن يكون المسلسل خاليا من المنكرات ..
ووجدت ما يندى له جبين من بقي معظما لحرمات الله من وجود النساء والموسيقى .. إضافة إلى الاعتداء على حرمة الصحابة بتمثيلهم من قبل فساق الممثلين وقيل إنّ بعضهم نصارى ..
والعجيب أنّ الدكتور لما ذُكر له اعتراض البعض بوجود المخالفات الشّرعية عزف مباشرة مقطوعة المصالح والاختلاف وغير ذلك من شنشنة المتفلتين من أحكام الله ..
ولا أريد أن أفوّت أنّ في بعض المقاطع نطقا مضحكا للغة يزدريه متعلم مبتدئ فضلاً عن أن تكون تلك لغة بني تميم ..
ومما لاحظته - وصادف ذلك قراءتي لبعض النقد للمسلسل قبلاً - الإصرار على مدح قبيلة بني تميم وأنّها لا تذلّ ولا تخضع وغير ذلك من الألفاظ الّتي أشعرتني بصدق ما ذكر من أنّ اختيار شخصية القعقاع محورا للمسلسل جاء عمداً استجلابا لأموال حكام قطر ..
عموما ليس هذا مهما عندي.. وإنّما يهمني انتشاء الدكتور الصلابي بكثرة المشاهدين وتهاونه في أحكام الشريعة هو ومن معه من فقهاء فقه المعجنات !
بالله عليكم تأملوا معي ما رواه ربيع بن عتاب قال : كنت أمشي مع زياد ابن جرير فسمع رجلاً يحلف بالأمانة ، قال : فنظرت إليه وهو يبكي ، قلت : ما يبكيك ؟ فقال : أما سمعت هذا يحلف بالأمانة ؟! فلئن تُحكّ أحشائي حتى تدمى أحبّ إليّ من أحلف بالأمانة» . انتهى من حلية الأولياء .
أرأيت كيف هي منزلة حرمات الله عند من يعظّمها ؟
ترى هل تأثر الدكتور الصلابي ومن معه من منظر السافرات في المسلسل ؟
هل اهتزّ فؤاد أحدهم من منظر بعضهم وهو يمسك بجسد امرأة لا تحلّ له وهي تكلمه بغنج ودلال ؟
ألم ينزعج من أصوات المعازف الّتي توعّد الله مستحلّها بالهلاك ؟
ألم تبكي عيونهم من بقاء النساء بلا محارم في اختلاط وخلوة وتلامس غير مأمون مع رجال لا يحلون لهم ؟
ألم تهتزّ مشاعرهم أن يمثل دور الصحابة المجاهرون بالفسق من ممثلين وممثلات ؟
ألم يفكر هو ومن معه كم حكما شرعيا أعرضوا عنه وأهملوه واستخفوا به بذريعة الخلاف والمصالح ؟
ألم يعنّ لهم كم بابا فتحوه لأعداء الله ليقعوا في صحابة رسول الله بدعوى تمثيل أدوارهم في عصر لا ضوابط فيه ولا قوانين ؟
لقد كان الغرب وفساق الشرق يتهيبون الصحابة عندما كان أهل الدين يتهيبونهم ..
فالآن وقد فتحتم الباب لمن يمثل هذا وذاك فغدا سيمثل كل إنسان ما شاء بدعوى العرض التاريخي والتثقيف ..
وستصبح شخصيّات الصحابة لعبة بيد فسقة المنتجين والمخرجين وقنوات أبعد ما تكون عن الدين والفضيلة ..
كم بابا من الخير تركه السلف وتحرجوا منه خوفا من أن يُتخذ طريقا للمخالفين وأعداء الملة ..
فهل أنتم خير منهم وأكثر غيرة على الدين وأكثر حرصاً على نشر الإسلام ..
بالله عليكم لا تلبسوا على الناس ولا تخلطوا أهواءكم بمصالح الشريعة .. وفلتات ألسنتكم تعرب عمّا تكنّه صدوركم ..
أكثر مشاهدة ..
أصبحت فتنة الفتن لهؤلاء المتهوكين الذين جعلوا دين الله لعبة بيد رؤوس الفتنة ودعاة الضلالة من ملاك الفضائيات ومروجيها ..
لا يهم كم شريعة سقطت وكم حرمة انتهكت ..
المهم تحصيل أكبر نسبة مشاهدة ..
والله المستعان ..
أحمد بن صالح الزهراني
http://www.dorar.net/art/552
الكاتب: سلمى القحطاني التاريخ: 01/09/2010 عدد القراء: 3730
أضف تعليقك على الموضوع
|
تعليقات القراء الكرام
|
|