عبد الله الفقير
قبل سنوات,
وفي احدى حلقات برنامج "الاتجاه المعاكس", وبينما كان السيستاني قد القى بكل ثقله في السلة الامريكية لتعبث بعمته وعباءته وما تحتهما كما تشاء, وصف احد ضيوف البرنامج وهو السياسي العراقي "فاضل الربيعي" قال بان السيستاني "صفوي",
ورغم ان لا احد ينكر ان السيستاني صفوي لانه ايراني,
الا ان ذلك الوصف"ازعج" اتباع السيستاني فخرجوا بالالاف منددين بقناة الجزيرة وما ورد فيها من اوصاف اعتبروه اساءة الى احد رموزهم الدينية!!,
والغريب ان اعتراضهم لم يكن على فاضل الربيعي الذي نطق بتلك الكلمات "الحقة", وانما كان غضبهم منصبا على قناة الجزيرة التي استضافته ,وكانما كان على الجزيرة ان تعرف ما سيتفوه بها ضيوفها فتمنعهم من النطق بها !!,
ورغم ان السيستاني الان يسب ويشتم من على اغلب الفضائيات دون ان تجد من الشيعة من يخرج بمسيرة بعشرة اشخاص ليدافع عنه,
ورغم ان عدنان الباججي قد صرح قبل ايام بكلمات تفضح السيستاني وتعريه اكبر واشد بعشرات المرات مما قاله "فاضل الربيعي",ومن على نفس قناة الجزيرة,بل ومن خلال برنامج مسجل وليس مباشرا,
ورغم ذلك لم يخرج احد بمسيرات تنديدا بالجزيرة وبعدنان الباججي,
فان ذلك يشير بما لا يدع مجالا للشك اما الى ان الشيعة ما عادوا يقدسون السيستاني كما كانوا سابقا
,خصوصا بعد فضائح وكلاءه الخلاعية, واما لان تلك المسيرات التي خرجت في حينها لم تخرج اصلا نصرة للسيستاني,وانما خرجت استجابة لاوامر امريكية وايرانية الغاية منها كان هي الاطاحة بقناة الجزيرة وطردها من العراق,لانها في ذلك الوقت كانت تعتبر احد اشهر الاصوات المحرضة على الجهاد والمقاومة في العراق!!.
بغض النظران كان الشيعة قد انتفضوا في حينها نصرة للسيستاني ام انتقاما من الجزيرة,فان العالم كان قد التمس لهم العذر في انتفاضتهم تلك لان من حق أي انسان ان يدافع عن رموزه اذا ما تعرضت للاهانة, ولهذا وجدنا قناة الجزيرة وعلى لسان مديرها التنفيذي "وضاح خنفر",تعلن عن اعتذارها الرسمي لما صدر من ذلك الضيف,بل وان تصدر اوامرها بمنع ذلك الضيف من دخول القناة بعد ذلك كجزء من عربون الاعتذار لقداسة السيستاني!!!
(رغم ان الجزيرة ,ومن على نفس برنامج "الاتجاه المعاكس" كانت قد استضافت في احدى الحلقات المدعوة "وفاء سلطان",والتي راحت تكيل الاتهامات وتنزل اللعنات وافدح المسبات على الدين الاسلامي ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم, ورغم ان مليارا ونصف مليار مسلم كانوا قد اعترضوا على ذلك البرنامج وطالبوا القناة بالاعتذار ,خصوصا وان مقدم البرنامج كان قد سمح لها بالتطاول في الكلام دون أي محاولة منه لاسكاتها,الا ان قناة الجزيرة استخفت بكل مشاعر المسلمين,ولم تقدم أي اعتذار لا من مدير القناة ولا من هم دونه ,واكتفت بانها الغت اعادة بث الحلقة المسلجة من ذلك البرنامج والتي كان من المفترض ان تعاد ظهيرة اليوم التالي!!!).
نقول رغم هذا فان من ادبيات أي قناة تدعي انها "حيادية" وانها ليست تابعة لطائفة او حزب او قومية ما, فان عليها ان تحترم رموز ومعتقدات الطوائف الاخرى بغض النظر عن توافقها معهم من عدمه,وتلك احدى بنود ميثاق العمل الصحفي "الشريف".
في الامس,
وفي حلقة من برنامج "من قلب بغداد" الذي يبث على قناة البغدادية التي تتخذ من "مصر" مقرا لها,وفي حلقة كانت تناقش واقع الخدمات المقدمة للعراقيين وما يعارض تلك الخدمات من تفشي للفساد والاختلاسات المالية في اغلب وزارات العراق "الجديد", وبينما كان "من المفترض" ان يكون الحديث منصبا على الفساد الاداري وانعدام الخدمات,واذا بالحلقة وبقدرة قادر "تلتف وتدور" ليقصر الحديث على خرط السباب واللعنات على راس معاوية ابن ابي سفيان ويزيد وباقي "الخمسة" الملعونين في كتب المراجع المعصومين!!,
ولتنجر بعد ذلك للحديث عن الظلم الذي لحق باهل البيت و"مظلومية" الشيعة الازلية, وحرمانهم من التعليم والتوظيف, بل وحرمانهم حتى من امتلاك "الطائرات" في عهد صدام وما قبل صدام وما قبل قبل قبل صدام لسابع ظهر بعد الالف!!.
ولا ادري ما الرابط بين الحديث عن عدم "تبليط" الشوارع في مدينة الثورة وجسر ديالى,وبين معاوية ابن ابي سفيان وحرب صفين ؟؟,
ما الرابط بين الفساد المستشري في وزارة التجارة الحالية,وبين يزيد والظلم الذي لحق بالحسين واهل بيته؟؟؟.
وما العلاقة بين ان تفوز اليوم مستشفى العلوية بجائزة اكبر مستشفى لتعاطي الرشاوي"الرشى" والفساد الاداري وذلك حسب تقرير هيئة النزاهة الحالية, وبين صب اللعنات على معاوية ويزيد ومن على قناة يستمع اليها السنة قبل الشيعة,وبدون ان يبذل مقدم البرنامج أي محاولة لاخراج الحوار من دائرة "اللعنات التاريخية" الى اللعنات الحالية !!!.
قد نتفهم ان اغلب عوام الشيعة يعانون من عقدة التاريخ ,
وانك لو تحدثت معهم عن نظرية انشتاين والنسبية العامة والخاصة,فسوف تجدهم يردون عليكم بان الحسين قتل مظلوما في ارض كربلاء,وان كل يوم عاشوراء!!,
وقد نتفهم ان ساسة الشيعة قد استغلوا عقدة "المظلومية" من اجل تدجين بعض الجهلاء وامتطاء تلك الدعوات للوصول الى مكاسب سياسية واجتماعية دفع الشيعة انفسهم ثمنها من اعراضهم باسم المتعة, ومن اموالهم باسم الخمس, ومن دمائهم باسم التطبير.
وقد نتفهم ان يصدر ذلك السباب واللعنات من وسيلة اعلانية او قناة فضائية كقناة كربلاء او المنار او الكوثر موجهة للشيعة حصريا و انها ذات ميول طائفية وغايتها تحشيد الجموع لغايات معلومة.
وقد نتفهم ان تصدر تلك اللعنات والشتائم بحق رموز اهل السنة من قناة تبث من ايران,او من النجف,او من مدينة الثورة "المنورة" !!.
وقد نتفهم الامر لو ان تلك الاهانات والسباب والشتيمات قد وجهت نحو ابو لهب او ابو جهل,او ابرهة الحبشي,او حتى ضد هبل والعزى ومناة الثالثة الاخرى,حيث لا يوجد من يقدسهم او يعتز بهم !!.
وقد نتفهم الامر لو كانت تلك هي المرة الوحيدة التي يتم فيها الطعن برموز الاسلام من خلال قناة البغدادية تلك.
لكن ان تصدر تلك الشتائم واللعنات من قناة تدعي انها "حيادية مستقلة ",وان غايتها "وطنية", وانها موجهة للشعب العراقي برمته لا فرق بين سني وشيعي وعربي وكردي الا "بالوطنية", وان تصدر تلك اللعنات من قناة تبث من دولة عربية ليس فيها شيعي واحد,وان رئيس تلك الدولة كان اول من صرح بان "ولاء الشيعة لايران وليس لاوطانهم"!!,
وان توجه تلك اللعنات وعلى الهواء مباشرة ضد احد اشهر رموز اهل السنة وبل احد اشهر رموز العرب دون ان يبدي مقدم البرنامج "المثقف" أي اعتذار او يبدو عليه أي امتعاض ,بل ودون ان تبدي القناة أي حياء او خجل وهي تعيد بث نفس الحلقة وبكل ما احتوته من مسبات ولعنات ظاهرة وباطنة,
فذلك يدل على احد امرين:
اما ان اهل السنة "رسميا" قد وصل بهم الحال من "المهانة" و"الاذلال" حتى اصبحت وسائل الاعلام تسب رموزهم التاريخية والدينية دون ان يهتز لهم أي "شارب" بل ولا حتى شعرة ؟!.
او ان تلك القنوات والوسائل الاعلامية قد امتلكت من الصلافة وسوء الادب ما جرائها على ان تشتم اهل السنة ورموزهم رغم انها تبث من عقر دارهم وانها تقتات على خبزهم وتنعم بفيئهم !!.
والا فمن اخبر البغدادية وكادرها بان مليارا ونصف مليار مسلم يعتبرون معاوية وابو بكر وعمر "ضلال" يجوز لعنهم في الطرقات كما يفعل الشيعة اليوم ؟؟,
ومن اخبرهم بان جميع اهل السنة لا يبالون لمثل تلك الزلات و"الطعنات" ؟؟,
ومن اخبرهم بان سكوت الاسد عن عبث الثعالب بلحيته انما جاء لكثرة الشيب وشدة الطعنات؟!!!.
الم تاتهم انباء افغانستان وما يصنع هنالك اسود الاسلام بالامريكان ؟؟,
الم ياتهم انباء العراق وانتصارات اهل السنة رغم تكالب الاعداء؟؟,
هل يظنون ان سكوت اهل السنة عن تلك الاهانات ناجم عن ضعفهم ,ام لانشغالهم بما هو اكبر من عبث الاطفال ونزق المراهقات؟؟.
فيا قناة البغدادية,رويدك باهل السنة,فلا يغرنك ما يقال عن "الاقلية", فان صاحب الدار هو مالكها,وان ادعى اللصوص انهم اكثر عددا من انفار اهله !!.
تعقيب اخر:
كان احد الضيوف الذين استضافهم ذلك البرنامج في تلك الحلقة هو معاون عميد كلية الامام الكاظم المتخصصة بالدراسات الدينية الشيعية,وقد ورد على لسان هذا المعاون انتقاده لمن يسرق من اموال الدولة"حاليا",او يخرب حديقة "حاليا",او يكسر عمودا"حاليا" تعود ملكيته للدولة,كما ورد على لسانه "تحريم" الرشوة والفساد واستخدام اموال الدولة لحاجات خاصة, وحيث ان مقدم البرنامج والحضور لم يكونوا بتلك الجراء او "الرغبة" التي يستطيعون من خلالها اسكاته واخباره بان الدين الشيعي وفتاوى مراجعه كلها كانت تبيح سرقة اموال الدولة في تلك العصور والازمان,الا انني هنا ,ومن هذا المكان ,
سوف اطرح على ذلك الشخص فتوى وليه المقدس محمد صادق الصدر التي وردت في كتاب "فقه المجتمع"
,لنستبين رايه فيما كان, حيث ورد في ذك الكتاب من الصنم محمد الصدر هذا السؤال والجواب :
السؤال (215): بعض الموظفين في الصحة والإنشائية وغيرها يخرجون بعض المواد من الدوائر الحكومية ويبيعونها. ما حكم هذه المواد وما حكم البيع وهذا الأموال التي يأخذونها لهم؟.
بسمه تعالى: هذا موقوف على إذن الحاكم الشرعي. وقد اجزنا لهم ذلك إذا كان بمقدار ضرورتهم الحياتية كالأكل والشرب لا أكثر، بشرط أن يكون الفرد مصليا وله سنة خمسية. وإذا جاز ذلك جاز التعامل فيه.
(وهذا يعني حسب قول الصدر ان بامكان الشخص ان يسرق من اموال الدولة (سابقا) اذا كان يؤدي خمسها للسيد!!).
السؤال (216): بعض الموظفين في الدوائر يأخذون الأموال من المُراجعين لانجاز معاملاتهم فما حكم هذه الأموال؟.
بسمه تعالى: إذا كان المُراجع أهلا للتعاون معه وكانت الحاجة حقا جاز اخذ الأجرة عليها. وخاصة برضا الطرف.
(أي ان محمد الصدر اباح للشيعة اخذ الرشوة من المراجعين هكذا شرط ان يكون المراجع "اهلا" للتعاون معه!!!!).
الان امام هذه الفتاوى لوليكم المقدس محمد الصدر,هل يستطيع معاون عميد كلية موسى الكاظم ان يخبرنا عن رايه بهذه الفتاوى واثرها في جعل محافظة النجف حاليا المحافظة رقم واحد في الرشوة والفساد الاداري حسب تقرير هيئة النزاهة حاليا؟؟؟.
وهل يستطيع ان يخبرنا عن اثر تلك الفتاوى في تشريع "السرقة" في المجتمع الشيعي؟؟,
وهل يستطيع ان يخبرنا ان كانت روايته عن "العطار" التي اوردها في ذلك البرنامج والذي قال بانه كان يستحرم استخدام "الورق" الخاص بالدائرة لاغراض شخصية صحيحة ام مختلقة, واذا كانت صحيحة فكيف تستقيم مع فتاوى محمد الصدر التي اوردناها في الاعلى ؟؟؟,ام ان ذلك "العطار" لم يكن من اتباع الصدر ومن ابناء هذه الافكار؟؟,.
والسلام عليكم
الكاتب: ابومحمد العراقي التاريخ: 20/07/2010 عدد القراء: 3383
أضف تعليقك على الموضوع
|