بسم الله الرَّحمــن الرَّحيـــم

دارَت بغــــزةَ فـتـنــَــة ســــوداءُ...

نســـأل الله أن يلطف بأهلنــا في غـــزة..



دارَت بغــــزةَ فـتـنــَــة ســـــوداءُ
و جـَرتْ عليهــا أدمُـعٌ و دمـَـــاءُ

و بكـَتْ بلادُ الشام تسألهـَا و قــَــد
زاد الشـِّقـاقُ و بانـَت البغـــضــاءُ

و السَّيف في كفِّ الحبيب يُذيقـُـهـا
نـــارا تلـوذُ بِحـرِّها الــرَّمـضـَـــاءُ

و بنو العروبة كلـُّهم شحذوا لــهـا
أسيافـَهـُــــم و تقاتــَـل الأبْـنـــَــاءُ

و رماحُـهـا عَقـَدت أكفَّ رجالـِـهـا
فيها تلوحُ معـــــاركٌ و شــَـقــَــاءُ

و تبعثرت فيها النجوم غـــريـبــة
و تتمكنت من نـورهـا الظـلــمــاءُ

و تلعثمت أفواه ســادتـهــا فـمــــا
نطقت بها و استأسـَــد الدَّهــمـــاءُ

و تجبَّـرت فيـها الجهالة و اعتلــى
صَهَواتـِها الحـسَّــادُ و الغـَـوغـَــاءُ

دارت بغــزة طاحـنـاتٌ و الــــــرَّدى
ينــــتـــَــابُهــا و النــَّـائـبـَــات رداءُ

كـم شـح فيها الماءُ و هي أسيـــــرة
و لأهلهـا بيــن الشعـــــوب سخــــاءُ

و الــزاد يحبسـُهُ الأحبــَــة دونـَـهــا
و الجـُــرحُ لاطــبٌ لــــه و شِــفــاءُ

و لأهـلهـا جُرحٌ يسيــلُ و وجهــُـهـا
طمـَست ملامــحَ حـُـســنـِـه الأدواءُ

و يجيء في جهـلٍ يراودها الأسـى
مكلومة فـي النائبـــات تـُـســـــــاءُ

و بها العيون السُّود تذرفُ دمعَهـا
و يفوحُ منها المسكُ و الحــــنــَّـاءُ

و نـداؤها المبحوح يخفـتُ صـوتـُـه
ما عـاد يـُسمــعُ للصِّغــَـار نــِــــداءُ

لو كان يجديكِ القصيدُ بذلـــتــُــــه
فتفيـضُ فيـكِ مفــاخـــرٌ و رثــــاءُ

أو أنْ يطـرز ثوبـَك القـانـِـي دمــِي
و لكـم تسيـْـلُ على يَديــْــكِ دمـَــاءُ

يا أختُ مالكِ قد حبست مدامعــــا
كي ما يبـيــنَ توســُّــــلٌ و رجــاءُ

دارت عليــك مكائــدٌ من أهـــلِـنـــا
و طغت سفـاهٌ و استهيــن حـَـيـَـاءُ

و يداك تزرعُ في الحدائقِ وردَهَــا
و نشيج صوتك في المسير حــداءُ

يبكـي بَنُوكِ و حولهـُم أهـــلٌ لهـُــم
طـول المســاء مـَـوائـِــدٌ و شـــواءُ

و القيضُ خضَّب حاجبيك مهـابــَـة
و يدق بابـَـك بالنـــحــيــب شـِـتــاءُ

و القدس تبحثُ عن عيونِ حبيبـها
دهــرا و يجرحُ صوتها استجـــداءُ

و الفتنة السوداءُ تطــرقُ بابـَــنـَــا
و عليك يُورق في الدروب شقـــاءُ

تاهت بها أهـلُ الرشاد فما لــهــــم
صــوتُ و لا رأيٌ و لا إصــغـــــاءُ

و بنـو قريظة و النضير تـآمــــروا
و مخالبٌ شُحـذت لنـــَــا و عـُــواءُ

نحن الذين تقطعت أقوامُنـا شـِـيَعَـاً
و سـَــار بركــبـــنـــــا الأعــــــداءُ

نحــن الذيــن تقاسمــتـنـــا عــــزة
كـَذِبـَـا و أهــدر عـِـزَّنــا الكـُرمـــاءُ

نحن الذين على الحدود تقاتــلــــوا
و على الموائد سَـاسـَـة جُــبـَـنـَــاءُ

و يفاوضون الكافريـن سِــيـَـاسـَـة..!
و الخَـصـْـم منـَّا حـَــدُّهُ الإقــصـَـاءُ

و إقـامــة الشـَّـرع الحنيف جَـريـمةٌ
في عُـرف مـن طابـتْ لـه الأجــواء

يا قلـبَ غــزةَ ما كفــتــــك مَـدامــعٌ
حتـــى تـُضـرِّجَ وجنتـيــك دمـــــاءُ

درات بغــــزة فــتــنـــة عربــيـــــــة ٌ
و تـَـقــَـاتـَــل الآبــَــاء و الأبــنــــاءُ

و عـَـدت على أبنــَـائِـنـَـا أبنــاؤنــا
و استنفــرتـنـا صيحـة هـَــوجـَـــاءُ

هِـي فتـنــة رسَمـَت معـالمَـها يـَــدٌ
مغـلولـة و اسْـتـُحـْـكـِـم الإمـضـَـاءُ


دارَت بغــــزةَ فـتـــنــَــة ســــوداءُ

..


الجبـــــوري..

..