بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم الكاتب العراقي عبد الله الفقير
طوال عمر الشيعة وتاريخهم,لم يتمكن الشيعة من تحقيق نصر واحد على المسلمين الا في حالتين -علما ان الشيعة لا يرون عدوا غير المسلمين ولم يشهد لهم التاريخ بانهم خاضوا حربا ضد غير المسلمين-,الاولى عندما يتحالفون مع اعداء الاسلام ضد الاسلام,كما في احتلال هولاكو لبغداد(في العصر القديم) او احتلال الامريكان للعراق(كما في الوقت الحاضر),اما الحالة الثانية فتحدث عندما تضعف الدولة المركزية بشكل كبير حتى تعجز عن تحريك جندي من جنودها او يموت السلطان وتفقد الدولة مركزيتها كما في سيطرة الصفويين على بلاد فارس بعد موت الخليفة عنهم ولم يجد الناس من يسوسهم فتسلط الصفوي عليهم.ولم يشهد التاريخ للشيعة باي ثورة يمكن ان يفتخروا بانهم قاموا بها بانفسهم واستطاعوا ان يقولوا عندها بحق"هيهات منا الذلة",وكلما ما قاموا به طوال التاريخ هي غوغاء تنتهي عند حافة الفرهود او الانتقام البربري لا يلبث ان ينتهي بمجرد ان تتدخل السلطة لفض "المتفضين",وما حصل بعيد انسحاب العراق من الكويت وقيام "الانتفاضة الشعبانية" كما يسمونها ,خير مثال على ما نقول,بل حتى ثورة الخميني التي يتفاخر الايرانيون بها, فانها ثورة ما كان لها ان تتم لولا ان اعد الغرب كل خيوطها وادواتها والاتها واداروها كما يديرون احدى سيناريوهات افلام هوليود الفنتازية,حيث يصعد الشاه الطائرة من هنا وينزل الخميني بطائرة من هناك,علما انها في كل الاحوال لم تكن سوى ثورة من اجل الحكم ,وهي ثورة الشيعة على الشيعة لتغيير اشخاص السلطة,كما لو ان جماعة الصدر حاليا قاموا بثورة ضد جماعة الحكيم ليكون رئيس الوزراء منهم هل سيعد هذا ثورة للشيعة يصيحون بعدها"هيهات منا الذلة"؟,لم يتغير سوى الاسم وشكل العمالة من العمالة الظاهرية (كما هي عمالة الشاه الظاهرة لامريكا والتاج البريطاني او كما هي عمالة الحكيم حاليا للغرب)الى العمالة الباطنة(كما كانت عليه عمالة الخميني للغرب او عمالة الصدر الحالية للايرانيين).
لقد سأم صدام الشيعة سوم العذاب,ليس لانهم شيعة وانما لعمالتهم لايران وتهديدهم لكرسيه,مثلما سام باقي طبقات الشعب العراقي,ورغم ذلك لم يستطع الشيعة طيلة ثلاثين سنة ان يقوموا باي حركة يمكن ان يتفاخروا بها, رغم عظيم الدعم الغربي والايراني والعربي لهم,ولم يستطيعوا ان يتخلصوا من صدام ويهتفوا على جثته "هيهات منا الذلة" الا بعد ان اباحوا للامريكان احتلال العراق ليستبيح كل مقدساتهم ثمنا لجلوسهم على كرسي الحكم.ومن قبل صدام,كانت طالبان قد اذاقت الشيعة اشد العذاب ليس لانهم شيعة,وانما لانهم كانوا متحالفين مع الحكومة التي نصبها الاحتلال السوفيتي ايام الثمانينات,حيث كان حزب "الوحدة" الشيعي قد لعب نفس الدور الذي تلعبه حاليا قوات بدر والمجلس الاعلى من حيث الخدمات التي قدموها للامريكان من جانب,وللايرانيين من جانب اخر,لذلك عندما تمكنت طالبان من فرض سيطرتها على افغانستان منتصف تسعينيات القرن الماضي,كان اول ما قامت به هو احتلال السفارة الايرانية والقاء القبض على من فيها من الايرانيين ثم انزال عقوبة الاعدام فيهم امام جموع الناس كجزاءا وفاقا للدور التخريبي الذي كانت تقوم به ايران وعملائها في افغانستان,وهو نفس الجزاء الذي سيحل بالسفارة الايرانية والمتعاونين معها عندما يسيطر العراقيون المخلصون على زمام الامر في العراق باذن الله,ورغم عظيم الدعم الغربي والايراني والعربي (ايضا)لشيعة افغانستان,لكنهم رغم ذلك لم يستطيعوا ان يزيحوا عن كاهلهم عبيء "الذلة" حتى استعانوا بالامريكان وفتحوا لهم طريق الغدر لاحتلال افغانستان,فكان للامريكان و"بوش" تحديدا الفضل الاكبر لتنفس الشيعة للصعداء في افغانستان وفيالعراق,ولولا "بوش" لما كان للشيعة اليوم ان يظهروا على فضائيات العالم يتباهون بـ"هيهات منا الذلة" وهم الذين لم يستطيعوا كسر "هاء" الذلة فضلا عن "تائها"الا بفضل "بوش" زعيم الشيطان الاكبر الذي يلهجون بلعنه بعد كل صلاة جمعة ويلهجون بتسبيحه وتمجيده سرا وخفية بكرة واصيلا !!,لو كان لاحد على الشيعة من فضل بعد "عبد الله ابن سبا" مؤسس التشيع لكان "بوش" لما قدم لهم من خدمات جلية لم يحلموا ان ينالوا بقواهم الذاتية معشار عشرها ,وان كان "السيستاني" قد فشل في الحصول على جائزة "نوبل" للعمالة,فان "بوش" يستحق بجدار جائزة"المنقذ" و"المخلص" الذهبية للشيعة.
لماذا ينتظر الشيعة مخلصهم"المهدي"؟,الا ينتظرونه لكي ينالون تحت وجوده السلطة التي حرموا منها,وينالوا الرفاهية التي منعوا منها,ويذيقهم اطيب الطعام والذ الشراب وانعم الفرش وارق المتع واشهى المسرات واملء الخزنات؟,هل ينتظرون المهدي لولا انهم يريدون ان يخلصهم من جور الحكام وبطش الظلام ؟,ان كان هنالك من سينال الشيعة على يديه اضعاف ما كانوا ياملون به من ظهور المهدي بكل سلبياته وايجابياته عليهم,الا يحق لذلك الشخص ان يكون افضل من المهدي واعلى شانا عند الشيعة؟,بل الا يكون من المنصف ان يبني الشيعة لذلك الشخص تماثيل الذهب والفضة ويرفعوا صوره فوق رؤوسهم ,وكلما ذكروا اسمه اجنوا رقابهم ورفعوا ايديهم فوق رؤوسهم؟.لقد استطاع بوش ان يقدم للشيعة ما لن يستطيع المهدي ان يقدمه لهم,بل لربما كان بوش اكثر شجاعة واقد على تحقيق احلام الشيعة من مهديهم الذي ينتظرونه منذ الف سنة,لان بوش قد انجاهم من نظام صدام ونظام طالبان,وهما اشد اعداء الشيعة,فيما لم يستطع المهدي انقاذهم من جور بني العباس,بل لم يستطع هو نفسه حماية نفسه فراح يختفي في سردابه خوفا من حراب بني العبس التي لم يستطع ان يجابهها رغم قوته التي تتحدى حدود المعقول!,لقد استطاع بوش ان يذيق الشيعة لذة كرسي الحكم في بغداد عاصمة العباسيين بمجرد ان طلب منه الشيعة ذلك,بينما لم يستطع مهدي الشيعة ان يذيق الشيعة لذة كرسي "المحافظ" في ابعد محافظة في العراق رغم انهم يتوسلون به منذ الف سنة!,وقد استطاع بوش ان يبدل مياه الشيعة المالحة عسلا ولبنا سائغا وخمرة لذة للشاربين,بينما لم يستطع مهديهم ان يسقي جده واهل بيته في كربلاء حتى قتلهم عطش الفرات مثلما قتل سعف البصرة و"نخل السماوة",وقد استطاع بوش ان يركبهم احدث سيارات المرسيدس ويهبهم طائرات خاصة يتنقل بها ان طويريج حيثما يريد وانى اراد ,بينما لم يستطع مهديهم ان يهبهم عصفورا يقتاتون على لحيماته او ريشا يتوسدون بردته,لقد اسكنهم بوش افخم قصور صدام الاسطورية ويجلسهم على افخر الاثاث الايطالي ويدثرهم بافور الفرش الفرنسية,بينما لم يوفر لهم مهديهم صريفة واحدة طيلة فترة اختفاءه,بل لو كان باستطاعته ان يوفر لهم سكنا لكان هو اولى به بعد ان حصرته جدران السرداب وخنقته غازات المغارة السامة,وقد جند لهم بوش الاف الجنود وعشرات الاف الجواسيس باحدث اجهزة الكشف والتنصت والاتصال,بينما لم يكن باستطاعة مهديهم ان يجند سرية واحدة بعشرة رجال لكي يحرسوا باب مغارته من عبث "الوهابية"وسخريتهم من "بعرور" غزالته!,قد جعلهم بوش سلاطين وملاك اراضي وبساتين واصحاب رؤوس اموال وعقارات ,بينما ما زال مهديهم يجمع جباية خمسهم ويتوسلهم الصدقة لكي يجند بها جيشه"المرتزقة" الذي لن يستطيع تجييشه الا بالاغراءات المالية و"الكرين كارت"!,وقد استطاع انصار المهدي في ظل بوش ان يقيموا المظاهرات "المليونية" ويحجوا الى سردابه وان يؤسسوا اول جيش للمهدي ,بينما لم يستطع انصار المهدي طيلة الف سنة في ظل المهدي ان يقيموا اجتماعا واحدا يتعدى حضوره العشرة اشخاص ثم يتفرقوا وهم آمنون!!,لقد استطاع الشيعة اليوم ان يطبعوا الكتب وينشروا المنشورات وينشوءوا الفضائيات ويغزوا الستلايت ويلطموا بالمباشر ويطبروا بالانترنيت ويعقدوا زواج "المتعة" بالماسنجر بكل حرية وديمقراطية وانفتاح, بينما لم يستطيعوا طيلة انتظارهم لمهديهم ان يطبعوا منشورا واحدا او يلطموا الا فرادا وهم خائفون,لقد مكنهم بوش ان يقولوا"هيهات منا الذلة" ويسمعها منهم كل العالم وهم يهتفون بها وطائرات المستر "بوش" تحميهم من فوقهم ودباباته عن يمينهم وشمائلهم وجواسيسه من تحت ارجلهم,بينما لم يستطع مهديهم ان يمكن الشيعة من قول "آه" فضلا عن ان يقولوا "هيهات"!!.
لقد كان حقا على الشيعة ان يُنصّبوا "بوش" مهديا لهم عرفانا بجهوده فيما وصلوا اليه من سيادة واستقلال وحرية(!!),ولو كانت المهدوية بالانتخاب الديمقراطي,لكان بوش اول الفائزين بها,لكن يبدوا ان مهدي الشيعة لا يؤمن بالديمقراطية التي يؤمن بها السيستاني وعبد العزيز الحكيم ومقتدى الصدر لذلك فسوف ينتزع مهدويته بالقوة وبالثورة المسلحة ويطرق باب الحرية الحمراء بيد مضرجة بالدماء لا بيد مضرجة بالحبر "الجيني" ودهن"الخنزير" ولن ينتظر الاتفاقية الامنية يوقعها من دخل ارضه بلا استاذان,لذلك سوف يكون اول المعترضين على مهدوية مهدي الشيعة هم سادة الشيعة البرجوازيين والاقطاعيين الذين شربوا من كاس الديمقراطية حتى سالت من بين ثنايا افخاذهم المترهلة ,حتى صاح رجلا من اقصى المدينة ,
ويلك مهدي...لا تخرج!
لو جئت اليوم,
لحاربك الداعون اليك وسموك "دكتاتوريا"!!.
الكاتب: ابومحمد العراقي التاريخ: 02/01/2010 عدد القراء: 3753
أضف تعليقك على الموضوع
|