نماذج من الأحاديث النبوية في الجهاد
وإليك بعض الأحاديث النبوية الشريفة في ذلك :
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم بأن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله , والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحياثم أقتل) رواه البخاري ومسلم .
السرية : القطعة من الجيش لا يكون فيها القائد العام .
2 - عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (والذي نفسي بيده ، لا يكلم أحد في سبيل الله ، والله أعلم بمن يكلم في سبيله ، إلا جاء يوم القيامة ، واللون لون الدم ، والريح ريح المسك). رواه البخاري ومسلم .-الكلم : الجرح , ويكلم : يجرح
3 - عن أنس رضي الله عنه قال : غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر ، فقال : يا رسول الله ، غبت عن أول قتال قاتلت المشركين ، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع . فلما كان يوم أحد ، وانكشف المسلمون ، قال : اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء ، يعني أصحابه ، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء ، يعني المشركين . ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ ، فقال : يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر ، إني أجد ريحها من دون أحد ، قال سعد : فما استطعت يا رسول الله ما صنع ، قال أنس : فوجدنا به بضعا وثمانين : ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ، ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون ، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه . قال أنس : كنا نرى ، أو نظن : أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه : (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه). إلى آخر الآية . رواه البخاري
من دون أُحد : أي من جهة جبل أحد .
4 – وعن أم حارثة بن سراقة أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله ، ألا تحدثني عن حارثة - وكان قتل يوم بدر، أصابه سهم غرب - فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك ، اجتهدت عليه في البكاء؟ قال: (يا أم حارثة ، إنها جنان في الجنة ، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى) . أخرجه البخاري - السهم الغرب : الذي لا يعرف راميه
اجتهدت عليه في البكاء : بكيت بكاء شديدا
فانظر يا أخي كيف كانت الجنة تنسيهم الهموم والمصائب وتحملهم على الصبر عند المكاره .
5 – وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف). أخرجه الشيخان وأبي داود .
6 - زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ، ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا) . رواه البخاري ومسلم و أبو داود و الترمذي .
أي : له أجره .
7 – وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من احتبس فرسا في سبيل الله ، إيمانا بالله ، وتصديقا بوعده ، فإن شبعه و ريّه و روثه وبوله في ميزانه يوم القيامة) .رواه البخاري ، ومثل الفرس كل عدة في سبيل الله
8 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قيل : يا رسول الله ما يعدل الجهاد في سبيل الله ؟ قال (لا تستطيعونه) قال : فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا كل ذلك يقول (لا تستطيعونه). ثم قال : (مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله , لا يفتر من صيام ولا صلاة , حتى يرجع المجاهد) . الستة إلا أبو داود.
9 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس؟ إن من خير الناس رجلا عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدمه حتى يأتيه الموت , وإن من شر الناس رجلا فاجرا يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شيء منه) رواه النسائي
لا يرعوي : أي لا ينكف ولا يتعظ ولا ينزجر .
10 - وعن ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنهُما قال : سمعت رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: (عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله) رَوَاهُ التِّرمِذِيّ .
11 - عن ابن أبي عميرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لأن أقتل في سبيل الله أحب إلي من أن يكون لي أهل المدر والوبر) رواه النسائي .
أهل المدر والوبر : أي أهل الحواضر والبوادي .
12 - وعن راشد بن سعد رضي الله عنه عن رجل من الصحابة أن رجلا قال : يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ؟ فقال: (كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة) أخرجه النسائي .
وهذه من امتيازات الشهيد في الموقعة , وكم له من امتيازات كهذه ستأتي بعد .
13 - وعن أبي هريرة رَضيَ اللهُ عَنهُ أن رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال : (ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة) رواه الترمذيُّ والنسائي والدارمي وَقَال الترمذي : حديث حسن غريب .
وهذا امتياز آخر للشهيد .
14 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجب ربنا تبارك وتعالى من رجلٍ غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه , فعلم ما عليه، فرجع حتَّى أريق دمه ، فيقول الله تعالى لملائكته : انظروا إلى عبدي رجع رغبةً فيما عندي ، وشفقةً ممَّا عندي حتى أريق دمه , أشهدكم أني قد غفرت له ) أخرجه أبو داود
شفقة : خوفا , أريق دمه :سال دمه .
15 - وعن عبد الخير بن ثابت بن قيس بن شمَّاس ، عن أبيه ، عن جده قال : جاءت امرأة إلى رسوا الله صلى الله عليه وسلم يقال لها أمّ خلاد وهي متنقبة تسأل عن ابن لها قتل في سبيل الله تعالى , فقال لها بعض أصحابه: جئت تسألين عن ابنك وأنت متنقبة ؟ فقالت : إن أُرْزأ ابني فلن أُرْزأ حَيائي ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : (ابنك له أجر شهيدين) قالت : ولم ؟ قال: (لأنه قتله أهل الكتاب) . أخرجه أبو داود.
أرزأ ابني : أفقده وأصاب فيه .
وفي هذا الحديث إشارة إلى وجوب قتال أهل الكتاب , وأن الله يضاعف أجر من قاتلهم , فليس القتال للمشركين فقط ولكنه لكل من لم يسلم .
16 - وعن سهل بن حُنيف رَضِيَ اللهُ عَنهُ أن رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: (من
سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه) رواه الخمسة إلا البخاري .
17 - وعن خريم بن فاتك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أنفق نفقة في سبيل الله تعالى كتبت له بسبعمائة ضعف ). رواه الترمذي وحسنه ,والنسائي .
18 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنهُ قال : مر رجل من أصحاب رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بشعب فيه عيينة من ماء عذبة فأعجبته ، فقال لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب ، فذكر ذلك لرَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقال: (لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاماً ، ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة؟ اُغْزُوا في سبيل الله ، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة) رواه الترمذي .
عيينة : عين صغيرة تفيض بالماء .
19 - وعن المقدامِ بنِ معدِ يكربَ قال: قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم: (للشَّهيدُ عندَ اللهِ ستُ خصالٍ يغفرُ لهُ في أوَّلِ دُفعةٍ ويُرى مقعدهُ من الجنَّةِ ويجارُ من عذابِ القبرِ ويأمنُ من الفزعِ الأكبرِ ويوضعُ على رأسهِ تاجُ الوقارِ الياقُوتةُ منها خيرٌ من الدُّنيا وما فيها ويزوَّجُ اثنتينِ وسبعينَ زوجةً من الحورِ العينِ ويشفَّعُ في سبعينَ من أقربائهِ) . رواه الترمذي وابن ماجه .
20 - وعن أبي هُرَيرَةَ قال : قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم : (من لقيَ اللهَ بغيرِ أثرٍ من جهادٍ لقيَ اللهَ وفيهِ ثُلمةٌ) . رواه الترمذي وابن ماجه.
21 - وعن أنس رَضِيَ اللهُ عَنهُ قال : قال رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم : (من طلب الشهادة صادقاً أعطيها ولو لم تصبه) رَوَاهُ مُسلِمٌ .
22 – وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَنْ رَابَطَ لَيْلَةً في سَبيلِ اللهِ سُبْحَانَهُ، كَانَتْ كَأَلفِ لَيْلَةٍ، صِيَامَها وَقِيَامَها). رواه ابن ماجة
23 - وعَنْ أَبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (غَزْوَةٌ في البَحْرِ مِثْلِ عَشْرِ غَزَوَاتٍ في البَرِّ. وِالَّذي يَسْدَرُ في البَحْرِ، كَالْمُتَشَحِّطِ في دَمِهِ، في سَبِيلِ اللهِ سُبْحَانَهُ) . رواه ابن ماجة - يسدر : يميل ويهتز وترتج به السفينة
وفيه الإشارة لغزو البحر ولفت نظر الأمة إلى وجوب العناية بحفظ سواحلها وتقوية أسطولها , ويقاس عليه الجو فيضاعف الله للغزاة في الجو في سبيله أضعافا مضاعفة .
24 – وعن جَابِرَ بْنَ عِبْدِ اللهِ رضي الله تعالى عنه يقُولُ : لَمَّا قُتِلَ عِبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ ، يَوْمَ أُحُدٍ ، قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم :(يَا جَابِرُ! أَلاَ أُخْبِرُكَ مَا قَالَ اللهُ عزَّ وجَلَّ لأَبِيكَ ؟) قُلْتُ: بَلَى . قَالَ : (مَا كَلَّمَ اللهُ أَحَداً إِلاَ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ , وَكَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحاً , فَقَالَ : يَا عَبْدِي! تَمَنَّ عَلَىَّ أُعْطِكَ , قَالَ : يَا رَبِّ! تُحْيِيِني فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيةً , قَالَ : إِنَّهُ سَبَقَ مِنِّي (أَنَّهُمْ إِليْها لا يَرْجَعُونَ) قَالَ: يَا رَبِّ! فأَبْلِغْ مَنْ وِرِائي , فأَنْزِلَ اللهِ عزَّ وَجَلَّ هَذهِ الآيَةَ : (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذيْنَ قُتِلُوا في سَبيلِ اللهِ أَمْوَاتاً.. الآيَةَ كُلَّهاَ) . رواه ابن ماجة
25 - وعَنْ سَهْلِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ النبي صلى الله عليه وسلم قَال : (لأَنْ أُشَيِّعَ مُجَاهِداً فِي سَبِيلِ اللهِ فَأَكُفَّهُ عَلَى رَحْلِهِ ، غَدْوَةً أَوْ رَوْحَةً ، أَحَبُّ إِليَّ مِنَ الْدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا). رواه ابن ماجة .
فأكففه على رحله : فأساعده عليه . عدوة :بالغدو وهو الصباح . روحة : بالرواح وهو المساء
26 – وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وفد الله ثلاثة : الغازي والحاج والمعتمر). رواه مسلم.
27 – وعن أبي الدّرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته) . رواه أبو داود .
28 - وعن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلاًّ لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) . رواه أحمد وأبو داود وصححه الحاكم .
29 – وعن أنس رضي الله عنه قال : انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر وجاء المشركون , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض) , قال عمير بن الحمام : بخ بخ , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما يحملك على قولك بخ بخ) قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها , قال : (فإنك من أهلها) , فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن , ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه ، إنها لحياة طويلة , فرمى بما كان معه من التمر, ثم قاتل
حتى قتل . رواه مسلم .
30 - عن أبي عمران قال : كنا بمدينة الروم فأخرجوا الينا صفا عظيما من الروم فخرج اليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر وعلى الجماعة فضالة بن عبيد فحمل رجل من المسلمين على صف من الروم حتى دخل عليهم فصاح الناس وقالوا سبحان الله يلقي بيده إلى التهلكة، فقام أبو أيوب الأنصاري فقال: ياأيها الناس إنكم لتأولون هذه الآية هذا التأويل؛ وانما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما أعز الله الاسلام وكثر ناصروه. فقال بعضنا لبعض سرا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت وان الله قد أعز الاسلام وكثر ناصروه فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم يرد علينا ماقلنا (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) فكانت التهلكة الاقامة على الأموال واصلاحها وتركنا الغزو. فما زال أبو أيوب شاخصا في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم . رواه الترمذي
ولاحظ يا أخي أن أبا أيوب حين يقول هذا كان في سن كبيرة قد جاوزت الشباب والكهولة , ومع هذا فقلبه وروحه و إيمانه مثال للفتوة القوية بتأييد الله وعزة الإسلام .
31 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من مات ولم يغز ، ولم يحدث به نفسه ، مات على شعبة من النفاق). رواه مسلم وأبو داود ونظائره كثيرة .
كذلك وفي تفصيل أحكام القتال , أكثر من أن يحيط به مجلد كبير , وندلك على كتاب (العبرة فيما ورد عن الله ورسوله في الغزو والجهاد والهجرة) للسيد حسن صديق خان وهو خاص بذلك البحث , وكتاب (مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق مثير الغرام إلى دار السلام) وما جاء في كتب الحديث كلها في باب الجهاد ترى الكثير الطيب . الكاتب: يوسف أبو عمار التاريخ: 01/01/2007 عدد القراء: 5369
أضف تعليقك على الموضوع
|