في كل جزء من بلادي قصة *** تروي ضياع كرامة الإنسان
هي قصة الإسلام في أوطانه *** أمسى غريبا كالطريد الجاني
هي قصة صاغ الحديد فصولها *** بمداده الدامي وبالنيران
هي محنة الأجيال يرسم بؤسها *** بُعد عن التحكيم بالقرآن
فالشام تندب والعراق كئيبة *** والحزن خيم في ربى لبنان
وعلى ربوع النيل قيد محكم *** يخفي الحقيقة في دجى القضبان
تروي أخاديد السجون ملاحماً *** عن محنة التوحيد والإيمان
ما للسجون تعيد أمساً دارساً *** يروي سيادة شرعة القرصان
في مصر جرح للعقيدة نازف *** وبحمص والشهباء جرح ثاني
والبغي يحصد كل يوم فتية *** كرهوا الحياة بذلة وهوان
فالمسجد الأموي يشكو بؤسه *** والأزهر المنكوب والحرمان
ويردد الأقصى حزينا باكيا *** متألماً متجدد الأحزانِ
وفي القوقاز دماء المسلمين رخيصة *** حتى بلغن قرى أخي الأفغاني
وفي البشناق أرض الكرامة *** أبحر من الآلام والطغيانِ
أما الصومال فلقت من الأهوال *** بعد احتلالها من بني الصلبانِ
يا أمة أمسى يسوس لواءها *** قيد الحديد وقسوة السجان
يكفيك عاراً حين يصرخ لاجيء *** يا أمة التوحيد أين مكاني
يكفيك بؤساً حين يهتك عرضنا *** بيدي الذئاب وخادم الأوثان
يكفيك عاراً أن تساق نساؤنا *** شبه القطيع لغادر خوان
يا أمة الإسلام كيف غدوت فريسة *** لكل وغد حاقد وجبان
يا إخوة الإسلام هذا حالنا *** غرباء في الدنيا بغير أمان
يا إخوة الإسلام إن قصيدتي *** عجزت وأعيا الخطب كل بيان
أسد العقيدة لن يداس عرينها *** ستهب كالإعصار بالطوفان
وتموج تقتلع الطغاة لتعتلي *** فوق العروش شريعة الرحمن
هذا قضاء الله أنفذ وعده *** وليأتين النصر بعد قرب زمانِ