|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
بقلم: الشيخ طه حامد الدليمي
ما إن وصلتني رسالة على هاتفي الجوال تخبرني بأن مؤتمراً لنصرة أُم المؤمنين في الكويت يبث الآن على قناة (صفا) حتى أسرعت إلى التلفاز لأوصله بالكهرباء وأتسلق سلم القنوات في جهاز التحكم كي أصل إلى القناة المعنية.
فماذا رأيت؟!
أول ما طالعتني به الشاشة صاحب الوجه الصبيح النائب محمد هايف المطيري حفظه الله تعالى، وأمامه جموع كثيفة من الرجال يخطب فيهم! ثم تتابع من بعده الخطباء: الشيخ الفاضل عثمان الخميس، ثم النائب خالد السلطان، والناطق الرسمي باسم السلفية العلمية، وآخرون أفاضل غيرهم.
لقد كان الشيخ محمد هايف المطيري يقيم تجمعاً حاشداً لندوة جماهيرية نصرةً لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ولتوضيح الموقف الشرعي والسياسي من مسألة الطعن في أم المؤمنين بعد صلاة العشاء في ديوانه في منطقة الفردوس تحت عنوان «عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين رغم كيد الزنادقة والمنافقين». ولكن الحشود فاضت حتى امتلأت بها الطرقات المجاورة!
سرني المنظر كثيراً؛ فتجمع بهذا الحجم، لهذا الغرض، بصرف النظر عن محتواه يعني بالنسبة لي الكثير الكثير. فلما سمعت عدداً من الكلمات التي أُلقيت ببنودها ومطالباتها، وتعرفت على أصحابها وثقلهم العلمي والسياسي والاجتماعي: سررت أكثر؛ فمضامين الكلام يدلل على أنها ليست مجرد خطب حماسية، تقال لإثارة العواطف، سرعان ما يبعثرها الهواء. أبداً. إنه الإيمان القائم على الوعي والتصميم. وحين يبنى الإيمان على الوعي، ويتوج بالعزم والهمة والتصميم فالبشارة قادمة بإذن الله تعالى.
حين تكون المطالبة بـ:
· محاكمة المجرم، وسحب جنسيته، وضرورة جلبه إلى البلد الذي ينتسب إليه للمحاكة فيه، فتلك أمور مهمة ومطلوبة.
لكن حين يؤكد المتكلمون على:
· وجوب قيام الشيعة بالتعبير عن موقفهم الواضح من المجرم: هل هم معه أم ضده؟
· والقول بأن الساكت منهم شريك له في الجريمة، وأن البراءة منه لا تكفي حتى يتم التبرؤ من المراجع المكتوبة التي تصدِّر هذا الكفر، والتي تمثل أساسه ومستنده مثل كتاب الكافي والبحار وغيرهما، وحرق هذه الكتب الخبيثة.
· وحين ينتبه إلى مسألة في غاية الأَهمية، ويعبر عنها أوضح تعبير.. مسألة تمثل مشكلاً فكرياً وعملياً لم يحسم عند عامة أهل السنة، ويذكر فيها الحكم الفصل، وهي أن التساهل مع هؤلاء السفهاء على أساس السياسة، ليس بسياسة، وإنما السياسة هي في الضرب على أيديهم بقوة تردعهم وتكون نكالاً لغيرهم. هذه قضية جوهرية عضوا عليها بالنواجذ!!!
· وحين يصرح المندوبون بأن الكويت في خطر من هؤلاء العابثين، الذين ما لم يتلقوا عقابهم القاسي فإنهم سيجلبون الخراب للكويت ويصنعون به كما صنعوا بالعراق.... وغيرها من المعاني الكبيرة..
نعم حين يكون الكلام بهذا العمق، فإن السامع سيطمئن إلى أن الأُمة قد بلغت في الوعي مبالغ تشرح الصدور، وتسر القلوب.
وحين تشاهد علامات العزم والتصميم بادية على تلك الوجوه الوضيئة، لا تملك إلا أن تقول: إن هذا له ما بعده بإذن الله جل في علاه.
· شيء واحد لي فيه رأي قد يكون هو الصحيح.. وجدت بعض المتكلمين الكرام قد قسا على الحكومة في كلامه، وقد يكون الكلام من الناحية الموضوعية صائباً. ولكن من نظر إلى خط المؤامرة الشعوبية منذ مقتل الإمام عثمان رضي الله عنه وإلى اليوم، يجدها تنتهج خطة التفريق بين الحاكم والمحكوم. فأرى مد حبال الصلة مع المسؤولين، للوقوف صفاً واحداً بوجه إيران وشيعتها وأفراخها.
أيها الإخوة في الكويت!
لقد سننتم سنة في الأُمة، (لكم أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة). فبارك الله تعالى بكم. نشد على أيديكم، وندعو لكم بالثبات والربط على قلوبكم. ونحن معكم.
ولا يفوتنكم أن استثمار الحدث أهم من الحدث. فامضوا في طريقكم من خلال مقررات عملية حسب خطة محددة الآليات وواضحة الأهداف.
ويا قوم!
لا يهولنكم أولئك الجرابيع، أولاد المتعة، وأحفاد يزدجرد الشريد الطريد؛ فإنهم لا يملكون غير الوقاحة خصلة، والصفاقة صفة، والضجيج فعلاً. فإن صرخ منهم صارخ فردوها في فمه، وصكوا بها وجهه وأذنه. فإن عاد فعودوا بصوت أعلى وفعل أنكى. فإن كررها فارفعوا من وتيرة ردكم.. عندها ستجدونه مستخذياً منبطحاً تحت أقدامكم يلحسها، رافعاً يد الشكر والاعتراف لكم بجميل التعريف بنفسه، والعودة به إلى وعيه.
وأيها القادسيون!
أبشروا..
لستم وحدكم في الساحة.. لم يعد منهجكم غريباً كما بدأ.
أما قلت لكم من سنين وسنين:
إن من لم ينفعه نور الوحي ستأتي به سياط القدر، وأن الأحداث ستعلم الأمة، وتوقظها.
لا أعني أبداً أننا وحدنا الذين كنا نعلم، وأن الآخرين لم يكن لهم وعي سابق. إنما أقصد بكلامي هذا أننا، ومن هو على شاكلتنا من الأَخيار، كنا قلة في الأُمة. واليوم نزداد بحمد الله تعالى. وأن من لم يكن لهم سابق يقظة، قد أجبرتهم الأحداث بوقعها على الاستيقاظ. وأن هؤلاء سيكثرون ويكثرون.
وقبل بضعة شهور أعلنت لكم من خلال قناة (صفا) المباركة: أن الشيعة يتمددون أُفقياً ويسقطون عمودياً.
وهذه تباشيرها.
استغلال الحدث، الساكتون
الكاتب: ابن الاسلام التاريخ: 15/09/2010 عدد القراء: 3741
أضف تعليقك على الموضوع
|
تعليقات القراء الكرام
|
|