وما أحلى كلمات ابن القيم – والشعر له – حين يصفها بقوله : ( تالله ما هزلت فيستامها المفلسون ، ولا كسدت فيبيعها بالنسيئة المعسرون .. لقد أقيمت للعرض في سوق من يزيد ، فلم يرضى لها ثمن دون بذل النفوس ، فتأخر البطالون ، وقام المحبون ينظرون ؛ أيهم يصلح أن يكون ثمناً ؟ فدارت السلعة بينهم ، ووقعت في يد (( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) . ولما كثر المدعون المستشرفون . طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوى، فلو يعطى الناس بدعواهم لادعى الخلي حرقة الشجي ، فتنوع المدعون في الشهود ، فقيل: لا تقبل هذه الدعوى إلا ببينة : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) فتأخر الخلق كلهم ، وثبت أتباع الحبيب في أفعاله وأقواله وأخلاقه .. فطولبوا بعدالة البينة بتزكية ؛ (( يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم )) فتأخر أكثر المحبين وقام المجاهدون .. فقيل لهم : إن نفوس المحبين وأموالهم ليست لهم ، فهلموا إلى بيعة : (( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة )) فلما عرفوا عظمة المشترى ، وفضل الثمن ، وجلالة من جرى على يديه عقد التبايع عرفوا قدر السلعة ، وأن لها شأناً ، فرأوا من أعظم الغبن أن يبيعوها بثمن بخس ، فعقدوا معه بيعة رضوان بالتراضي ، من غير ثبوت خيار ، وقالوا : ( لا نقيلك ولا نستقيلك ) فلما تم العقد وسلموا المبيع ، قيل لهم : مذ صارت نفوسكم وأموالكم لنا ؟رددناها عليكم أوفر ما كانت ، وأضعافها معها، .. (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون *فرحين بما آتاهم الله من فضله )) .. فحمد القوم عند الوصول سراهم .. وشكروا مولاهم على ما أعطاهم الكاتب: صلاح البحريني التاريخ: 01/01/2007 عدد القراء: 5316
أضف تعليقك على الموضوع
|