بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
في الموضوعين السابقين تطرقنا لجانبين من نتائج ذوبان جليد القطب الشمالي
الجانب الاول هو تأثير ذوبان جليد القطب الشمالي على إرتفاع مستوى مياه البحر وبالتالي تأثيره على بعض المدن والمناطق الساحلية العربية.
والذي يمكن قرائته مباشرة من الرابط
إرتفاع مياه البحر وأثره على بعض المدن العربية
في الموضوع الثاني تحدثنا عن تسبب ذوبان الجليد في فتح ممرات بحرية جديدة بديلة لقناة السويس
والذي يمكن قرائته مباشرة من الرابط
ذوبان جليد القطب الشمالي سيفتح ممرات بحرية جديدة بديلة لقناة السويس
في هذا الموضوع سنتحدث عن جانب آخر أكثر خطرا
ولننظر أولا لصورتين يمثلان وضع الجليد في العامين 1981 و 2007
وضع الجليد شهر 9-1981
وضع الجليد شهر 9-2007
الخط البنفسجي يمثل وضع الجليد قبل الذوبان
فذوبان جليد القطب الشمالي ستكون له تأثيرات كثيرة وخطيرة
وبداية علينا أن نتذكر أن هذا الجليد في وضعه السابق كان له وزن أو ثقل حينما كان متواجدا بالقطب
وعندما نفكر في الامر جيدا ندرك أن ما حدث لهذه الكتلة الهائلة من الجليد هو أنها أزيحت من موقعها القديم
وتوزعت على شكل مياه سائلة على المحيطات والبحار
وهذا الوضع الجديد سيخلق الكثير من التغييرات في القشرة الارضية
ولكي نفهم هذا التغيير جيدا فمن الممكن تشبيهه بأن يضغط أحدنا بإبهامه على كرة ، فيلاحظ كيف أن إصبعه أو إبهامه قد خلق انبعاج او ضمور بهذه الكرة.
ثم إذا ما رفع إبهامه من على الكرة فإن ذلك الانبعاج سيختفي وأن سطح الكرة سيعود لما كان عليه
وعندما يضع بقية أصابعه على جسم الكرة المتبقي فإن منطقة الانبعاج السابق ستزداد بروزا.
وبالرغم من بساطة هذا التشبيه إلا أن هذا هو ما يمكن أن يحدث للقشرة الارضية.
ولكي ندرك ثقل هذا الجليد فلننظر إلى هذه الصور
منظر جوي لكتل هائلة من الجليد
وتغطي مساحات شاسعة
ويصل سمك طبقة الجليد التي تغطي بعض مناطق "جرينلاند" إلى ميلين ، والتي تساوي 3218 متر وهذا هو سمك الطبقة أي إرتفاعها أو عمقها وليس طولها أو عرضها
وهناك قانون بسيط يقول أن ما يطفو من الجليد هو 10% فقط من إرتفاعها
بمعنى أنه إن كانت هناك كتلة جليدية إرتفاعها عشرة أمتار فإن ما سيظهر فوق الماء هو متر واحد فقط.
وأما التسعة أمتار الباقية ستظل مغمورة تحت الماء.
ولهذا السبب نسمع دائما بالمثل أو المقولة التي تقول "The tip of the iceberg"
وذلك كتعبير عن إختفاء أكبر جزء من الشيئ و ظهور جزء بسيط فقط على السطح أو كما نقول "ما خفي كان اعظم"
ولقد قدرت المساحة التي كانت تغطيها الكتل الجليدية ثم ذابت خلال السنتين الماضيتين بضعف مساحة فرنسا وذلك حسب الدراسات الحديثة التي أجراها "المركز الوطني للبحوث العلمية" بفرنسا
والتي أعلن عنها يوم 25-1-2008 ( أي منذ أسبوع فقط ) وأوردته وكالة رويترز للانباء.
ويقول مدير المركز المذكور أن العام 2008 سيكون عاما حرجا على كل المستويات.
The Arctic ice cap has shrunk by an area twice the size of France's land mass over the last two years, the
Paris-based National Centre for Scientific Research (CNRS) said Wednesday.
"The year 2008 promises to be a critical year on every level," said Jean-Claude Gascard,
the body's research director and coordinator of European scientific mission Damocles,
which is monitoring the effects of climate change across the Arctic
ومرة أخرى عندما نتذكر أن حجم الماء الناتج من ذوبان هذا الجليد سيرفع مستوى مياه البحر ، علينا أن ندرك وزن أو ثقل هذا الماء.
فهناك ملايين الاطنان من المياه ستتحرك من منطقة القطب الشمالي إلى أجزاء مختلفة من الارض
وأود أيضا أن أذكر بحقيقة علمية شهد عليها مهندسون وعلماء
فبعد بناء السدود المائية وملئها بالماء تحدث زلازل بالمناطق القريبة .
حدث هذا في ولاية "نورث كورولاينا" بأمريكا قرب سد فونتانا
وحدث أيضا بالهند عام 1967 في ولاية "ماهاراشترا" قرب سد "كونيان"
فإي تغيير كبير في توزيع الاثقال سيجعل القشرة الارضية تهتز لتعادل هذا التغيير
والقشرة الارضية كما يعلم الجميع ليست قالبا واحدا بل إنها تتكون من صفائح
وهذه الصفائح هي في حالة حركة بطيئة جدا ولكنها مستمرة وعادة ما تحدث الزلازل عند نقاط الاحتكاك بين هذه الصفائح.
خريطة تظهر فيها الزلازل المسجلة بالماضي بنقاط حمراء والبراكين بمثلثات صفراء
فذوبان جليد القطب الشمالي سيزيل ضغطا شديدا كان يمارس على القشرة الارضية بتلك المنطقة
فالتغير الكبير في أوزان الجليد والمياه سيحدث عددا كبيرا من الزلازل في عدة مناطق من الارض
وخاصة في المناطق المعروفة بزلازلها السابقة بسبب وجود شروخ في القشرة الارضية.
بل إن الامر سيتعدى خطر حدوث الزلازل إلى ثوران البراكين وهو أمر طبيعي
ومن المعروف عن البراكين أنها تطلق كميات هائلة من الدخان والاغبرة والغازات والتي بدورها تعمق دورة التسخين
وعند حدوث الزلازل بالمناطق البحرية العميقة أو المحيطات سيحدث أمر آخر خطير جدا يعرفه الجميع الآن بسبب ما حدث بالقرب من سواحل اندونيسيا
إنه السونامي أو الموجات الهائلة المدمرة.
ومن المعروف أيضا أنه هناك شرخ أرضي كبير يمر بأرضية المحيط الاطلنطي ويمتد إلى القطب الشمالي
فذوبان الجليد سيحدث كوارث لا حصر لها ولن نعرف مداها إلا بعد حدوثها
فهل من الصعب علينا أن نتصور حدوث زلزال عظيم في منطقة شمال الاطلسي أو بالقرب من القطب الشمالي مما يؤدي إلى ظهور موجات سونامي عاتية تجتاح شمال أوروبا والساحل الشرقي لأمريكا وكندا محدثة بذلك خسف بالمغرب كما حدث قبله خسف بالمشرق ؟
نسأل الله تعالى أن يلطف بنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مهندس محمد خالد الكيلاني
منقـووول من الساحات الكاتب: نقله لكم أبو المعالي الكويتي التاريخ: 10/02/2008 عدد القراء: 5167
أضف تعليقك على الموضوع
|