بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام ,, لا أعرف من أين أبدأ
ولكن خير بداية , بداية بكلام الله عز وجل
قال تعالى: (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ))
إخواني الكرام إن الموقف الذي سأذكره لكم حصل من غير سابق إنذار
ولكن بالفعل هذا الشيء الذي حصل أسأل الله أن يكون لي ولكم ذكرى
قال عز وجل: (( تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ ))
فهذه القصة ..
عندما كنت أريد أن أستحم بعد الانتهاء من الرياضة
أخذت ملابسي على اسعجال لتأخر الوقت ودخلت إلى الحمام [أجلكم الله]
ثم انطلقت إلى [ البانيو ] وبدأت بالإستحمام ولكني انتبهت إلى ..
وجود بعض النمل على طرف البانيو والماء يكاد أن يقع عليهم وكانوا قبله يمشون بانتظام وهناك نملة كبيره بينهم [ وكأنها الملكة ]
ولكن فجاة بعد بدأ سقوط الماء عليهم الكل منهم انطلق في حال سبيله فلا أحد يعرف ملك ولا عبد ولا صغير ولا شيء الكل يهرب ويبحث عن طريق آخر للنجاة بنفسه وبحثا عن الحياة
فجلست أنظر إليهم .. وقلت [ سبحان الله ]
أهكذا سيكون الحال عند قيام الساعة !
[ حيث إني لم أكن استشعر كيف ستهرب الأم وتترك رضيعها والكل يهرب دون أن يهتم للآخر ]
ثم خطر على بالي قول الله تعالى:
{{ فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) }}
----------------
فيجب علينا أيها الإخوة أن نراجع حساباتنا ونقف مع أنفسنا وقفات
ونرى كيف هو حالنا مع الله وكيف نحن مع اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهل جعلنا كل خطوة نخطوها وكل كلمة نقولها وكل كتابة نكتبها ميزانها الكتاب والسنة أم النفس والهوى والشيطان ؟
أما آن أيها الإخوة أن نتوب إلى الله عز وجل ؟
هل تجهزنا للقاء الله عز وجل ؟
أما نذكر قول الحسن البصري -رضي الله عنه- عندما نصح عمر بن هبيرة ؟
(( يا عمر بن هبيرة, لقد أدركت أناساً من صدر هذه الأمة, كانوا عن الدنيا وهي مقبلة عليهم أشد إدباراً من إقبالكم عليها وهي مدبرة عنكم.
يا عمر بن هبيرة, إني أخوفك مقاما خوفكه الله تعالى فقال: {{ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ }} [ إبراهيم ]. )) (1)
قال الفضيل بن عياض رحمه الله : أدركت أقواماً يستحيون من الله في سواد هذا الليل من طول الهجعة !! إنما هو على الجنب ، فإذا تحرك ( أي أفاق من نومه ) قال : ليس هذا لك !! قومي خذي حظك من الآخرة !!.
قال هشام الدستوائي رحمه الله : إن لله عبادا يدفعون النوم مخافة أن يموتوا في منامهم.
(( ما بال قلبك يا عبدالله
فلا إله إلا الله كيف يكون الحال
إذا شهدت العينان وقالت: أنا إلى الحرام نظرت
ولا إله إلا الله كيف يكون الحال
إذا شهدت الأذنان وقالت: أنا إلى الحرام استعمت
ولا إله إلا الله كيف يكون الحال
إذا شهدت اليدان وقالت: أنا أخذت وبطشت
ولا إله إلا الله كيف يكون الحال
إذا شهدت الرجلان وقالت: أنا إلى الحرام مشيت
ما بال قلبك يا عبدالله )) (2)
اسأل الله أن تكون هذه الكتابة حجة لنا لا علينا
اللهم أعزنا بعز طاعتك ولا تذلنا بذل معصيتك
أستغفر الله العظيم التواب الرحيم لذنبي وذنوب المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم, امبراطور الخير
-----------------
(1) كتاب مختصر منهاج القاصدين للإمام المقدسي,ص152-ص153,مكتبة دار البيان
(2) محاضرة [ يوم الفرار ] للشيخ خالد الراشد فك الله أسره
الكاتب: امبراطور الخير التاريخ: 21/11/2007 عدد القراء: 4481
أضف تعليقك على الموضوع
|