بسم الله الرحمن الرحيم
خير ما نبدأ به هو كلام الله عز وجل في صورة الأحزاب (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ( 23 ) ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما ( 24 ) ) إنها أيام صدق الصادقين و توبة المنافقين في ظل انشغال الأزهر بتسمم طلاب السكن الجامعي و انشغال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بزيارة الشيخ يوسف القرضاوي لغزة و انشغال إسلاميي مصر و تونس و باقي الوطن العربي بأمورهم الداخلية و انشغال علماء و دعاة سوريا بالمعارك العسكرية و بمساعدة آلاف النازحين و المشردين و بالتالي ابتعدوا عن معركتهم الأساسية بالدعوى تركوا الساحة الفكرية لمن لا نعرف المهم يشهد الساحل السوري مجازر فظيعة بقصد تطهيره من أهل السنة و الجماعة ....
إننا اليوم نمر بمرحلة دقيقة و حاسمة من مراحل ثورتنا و خاصة بالساحل السوري تتطلب منا العودة الصادقة و المخلصة إلى الله تعالى لنتمكن من تجاوز هذه المرحلة بأقل الخسائر الممكنة فإن نظام الظلم الإجرام و الفساد و التخلف يهدف إلى بث الرعب و الخوف في نفوس سكان الساحل ليدفعهم إلى الهجرة كما فعل الصهاينة بالفلسطينيين عقب مجازر دير ياسين و بالتالي يسهل عليه مستقبلاً أن يقرر مصير الساحل كما يريد أو كما يحلوا له و من هنا فإننا ندق ناقوس الخطر إن تركنا لأرض آبائنا و أجدادنا بالساحل خطأ كبير و لا فائدة مرجوة منه فيظن البعض أن بمغادرته للساحل يحمي نفسه و يحمي أولاده من الموت المنتظر بالساحل و هذا الكلام خطأ كبير فالأعمار بيد الله عز وجل و ليست بيد شبيحة بشار و نحن أناس مؤمنون بالله و نتذكر قوله تعالى : قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }يونس الآية 49 فإن خلص العمر خلص سواءً بالساحل أو بتركيا أو بمصر أو أو ..... هيدا عمر بيد الله عز وجل مانوا بإيد بشار أو شبيحتوا الأعمار بيد الله و ليست بيد بشار ليأخذها نقطة انتهى .
قد يقول البعض يكفينا ذلاً بالساحل خلص بدنا نعيش ما بدنا ولادنا ينذلوا متلنا و هذا الكلام خطأ العز و الذل ليسوا بيد بشار أو شبيحته العز و الذل بيد الله وحده يا أخوتي فمن يذلكم بالساحل قادر على أن يذلكم خارج الساحل و من يعزكم بالساحل قادر على أن يعزكم خارجه حيث قال الله تعالى : (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير) .آل عمران/26 .
اليوم يا أبناء اللاذقية لاذقية الخير و المحبة يا أطيب الناس و يا أذكى الناس يا أهل الخير و العلم إن الله ابتلانا و المطلوب منا الصبر لننجوا حيث قال الله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة: 155/ 156 /157
الصبر الصبر الصبر يا أهلي اصبروا الفرج آتٍ و النصر قريب و قد يقول البعض لماذا تأخر النصر إن الله يمهل و لا يهمل و الحساب قريب حيث قال الله{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}النحل61 يا أهلي إن الله يؤخر هؤلاء الظلمة لأجل و عندما يحين هذا الأجل و هو قريب بإذن الله سترون بهم عجائب قدرته و سيرون هم أنفسهم عقوبتهم حيث قال الله تعالى : (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) صورة الشعراء 227 و لكن كيف ننتصر ؟؟ كيف نصبح أقوياء؟؟
1- بالتعاون حيث قال الله تعالى ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ المائدة الآية 2 –
2- النصيحة انصحوا بعضكم : روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((إن أحدكم مرآة أخيه، فإن رأى به أذىً فليمط عنه..)) هذه أعلى درجات الأخوة والتعاون، أنت مرآة لأخيك، فإذا رأيت في أخيك شيئاً ينبغي أن تنصحه، أن تنصحه بأدب، أن تنصحه على انفراد أن تتلطف له بالنصيحة، أن تنصحه وأنت متواضع له، أن تنصحه وأنت محب له...
3- الشورى حيث قال تعالى﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ آل عمران و قال ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ﴾ صورة الشورى ، هناك تعاون فكري، وهناك تعاون مالي، وهناك تعاون جسمي، وفي الأعمال، وهناك تعاون نفسي. أما التعاون النفسي وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتعاون الفكري المشاورة و هي أحد أهم أسباب القوة و النصر ما خاب من استشار .
4- اجتناب ظن السوء و اجتناب الغيبة و النميمة لأنها أحد أهم أسباب انتشار الفرقة و الكره بمجتمعاتنا فمن المستحيل أن يحبك أو أن يتعاون معك من تستغيبه قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ) سورة الحجرات
و قال الرسول (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تجسسوا ولا تنافسوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا ) و قال الرسول (يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه ، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورات المسلمين ، يتتبع الله عورته ، ومن يتتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله ) .
و بالنهاية خير ما نختم به كلام الله عز و جل ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾ يا أهلي بالساحل هنالك أخطاء تمنع النصر ردوا المظالم لأهلها و صلوا الأرحام و خذوا بالأسباب و توبوا إلى الله عز و جل و من أراد أن يبقى في بيته فل يجعل بقائه ابتغاء مرضاة الله و من أراد أن يترك بيته و يهاجر فليتركه و يهاجر ابتغاء مرضاة الله و أتمنى أن لا يكون موضوع الدين شيء ثانوي، الدين هو الحياة، كنت أقول دائماً: كما أن هذه الأمة بحاجة إلى من يموت في سبيلها، هي في أمس الحاجة إلى من يعيش في سبيلها، لا تكن رقماً سهلاً يا إخوان دققوا فيما سأقول: إذا لم تتبدل مقاييسنا 180 درجة يكون إيماننا فيه خلل، يسعدك أن تعطي لا أن تأخذ حبوا بعض لا نريد مسلم محسوب على الإسلام و لا يقدم له شيء و ليكن شعارنا قوله (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) المطلوب اليوم من كل علماء الأمة مواجهة هذا الخطر و الاستفادة من الأخطاء المرتكبة في مجزرة دير ياسين و صبرا و شاتيلا لأن العصبية و ردات الفعل الغير مدروسة وتخوين الشعوب و الأمم و التهرب من المسؤولية لا تفيد المطلوب فتاوي واضحة بعدم جواز مغادرة الساحل السوري ذهب رأس المال السني و ذهب مثقفوا السنة أما رأس المال العلوي و مثقفي العلويين مازالوا على الأرض و الأخطر من ذلك الآن هروب و هجرة جماعية من آلاف العائلات و غداً يتباكون ع الساحل و هم تركوه نريد فتاوي واضحة تحمل الناس مسؤولياتها الوطن ليس فندق نقيم به و نتركه متا نشاء إنه مسؤولية و أمانة و الله ولي الأمر و التوفيق .