قال القائد الجهادي أبو مصعب السـوري فك الله أسـره
أخطاء وإشكالات ومعوقات وأنواع خلل أخرى في أسلوب عمل التيار الجهادي:
وهذه أيضاً سأذكرها كرؤوس أقلام بإيجاز أيضاً وبسبب تنوعها سأذكرها متفرقة على غير ترتيب مقصود فمن ذلك:
1- افتقار التيار الجهادي لعلماء يقودون مسيرته فسيدون ثغرة التربية والفتوى و الكتابة والتوجيه . ويكونون رموزاً شعبية تحشد العامة. مما ساعد على ظهور ظاهرة المفتي الشاب مما اصطلحوا عليه بالإسم الفضفاض :( أخ عنده علم )! وهو مصطلح يصدق حتى على أي جاها أو علم.. فما من مسلم إلا وعنده علم.
2- انخفاض مستوى العلم الشرعي عموماً في التيار الجهادي وعلى كافة المستويات . حتى ولدت تجمعات جهادية لتعمل في بعض البلدان في المراحل المتأخرة على أيدي كوادر شبابية تتصف بمستويات بالغة التواضع في هذا المجال الأساسي بالنسبة لتيار جهادي أصولي إسلامي.
3- انخفاض مستويات التربية العبا دية والسلوكية والأخلاقية في كثير من المتأخرين ممن لحقوا بالجهاد من الشباب . وبسبب انعدام وجود برامج للتربية ظهرت ظواهر مؤسفة في بعض التجمعات الجهادية. وكان يمكن أن يلاحظ الفارق الهائل من عاش جيل الجهاد الأول وكتب الله أن يرى تلك النوعيات من متأخري الجهاديين.
4- تفشى الجهل عامة في مختلف مستويات المعرفة فضلاً عن الجهل البشري وانخفاض مستويات التربية السلوكية. فقد طبع كثير من اللاحقين بالتجمعات الجهادية, حالة من السطحية والجهل بالواقع السياسي والأمني والعلمي... ومعظم مناحي مستجدات الواقع , بل إن المستويات المتواضعة أو حتى السيئة التي ميزت العديد من عوام من لحق بالجهاد من الشباب.. تجاوزت لتكون حالة بعض من تصدى للقيادة والإدارة في بعض التجمعات الجهادية الناشئة أواخر القرن العشرين.!
5- اقتصار مناهج التربية والإعداد في الجبهات والميادين المفتوحة مثل أفغانستان في المرحلتين على برامج التدريب العسكري شبه المحض. حيث غابت برامج الإعداد العلمي الشرعي والتوجيه السياسي والتأهيل الفكري والتربية السلوكية عن تلك المناهج . رغم توفر الظروف من الملاذ والأمان والإمكانيات المادية. فقد اعتمد الغالبية (التربية الإنكشارية) وثقافة المدافع على الطريقة العثمانية. وساهمت تلك الطريقة ومن أشرف عليها بزراعة الجهل و تخريج عينات لا تنتمي إلى التيار الجهادي الذي عرفناه قبل عقدين من الزمن , إلا بالعاطفة والحماس والإخلاص الذي تذهب تلك العلل بمعظم نتائج فضائله هذه.
6- بروز ظاهرة التنطع والتشدد في المراحل الأخيرة من التيار الجهادي , بعد منتصف التسعينات , فقد أدت الظروف العامة , من المطاردات والقهر والكبت والظلم.. وعلل الصحوة الإسلامية وبلاء علماء السلطان , وطغيان الحكومات , وغزوات الأعداء الخارجين , وما يجري في الأمة من نكبات . مع إعراض أكثرها عن دينهم . أدى إلى ردود أفعال طبعت الكثيرين من قواعد الجهاديين بالعصابية , وحب التشدد والتنطع , والتعبير عن التدين بالتشدد , وعن الالتزام بالعنف والتطرف في أبسط الأحكام والمسائل. وكنت أرى مع بعض قدماء الجهاديين بعد أن كتب الله لنا أن نرى بعض هذه النماذج المتأخرة , أن الفجوة بين هذه النماذج ومجمعاتها التي انسلخت عنها أصبحت من الهوة بحيث لا يصلحون إلا لمحاربتها . ولا يمكن لهم أن يلتقوا مع مكونات السواد الأعظم من شعوب بلادنا على شيء من القواسم المشتركة .
7- تفشى روح الإمعة وانخفاض مستويات الإبداع. وظهور ظاهرة الإدارة النخبوية النشطة في كل تجمع وتحول الباقين لأتباع تفصلهم فجوة كبيرة من حيث الإمكانيات والتأهيل عن النخبة المحدودة بالدائرة الأولى في بعض التجمعات الجهادية.
8- تدني روح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, و قلة ظاهرة النقد الذاتي الهادف , وتدني القدرة على إصلاح الخلل داخل التجمعات الجهادية إلا في دائرة محدودة جداً. وانعدام تحقق الشورى في الأوساط العامة, وانحصارها بالنخبة في معظم التجمعات , على عكس ما كانت عليه في السنة النبوية ومنهج السلف الصالح.
9- تفشي ظاهرة (المجاهد على كيفه) في المتأخرين من الجهاديين. وهذا من آثار منهج (هم رجال ونحن رجال). خاصة في أفغانستان في شوطيها.. لا مذهب.. لا جماعة.. لا أمير, لا منهج ,لا ضوابط , حر مطلقاً ,لا منتمي , متمرد لا يمكن ضبطه , ولا مرجع لديه .
10- تفشى ظاهرة جهاديين لم يجاهدوا !! ومع ذلك تصدروا كرموز وموجهين ومفتين للجهاديين..! وظهور ذلك في أوساط اتباع وأنصار للتيار الجهادي متعصبين جداً لمنهجه ورموزه بالكلام , ولكن لا يجاهدون بالفعل , وخاصة في أوساط الصحوة في بلاد الغرب , وأوساط أخرى.
11- تفشي ظاهرة من أرادوا الإعداد ولم يريدوا الخروج ! على عكس من لو أرادوا الخروج لأعدوا له.. ولكن هؤلاء أعدوا ولم يخرجوا.! آلاف المتدربين بلا فائدة ,لا يمكن معرفة مصيرهم بعد أن تلقوا ارفع التدريب . وسبب ذلك أنهم تدربوا ولم يربيهم من دربهم ولم يزرع فيهم أي عقيدة قتالية .
12- العمل لحساب الآخرين في قضايا تقاطع المصالح الدولية والإقليمية وعدم قدرة القيادات المرحلية على صناعة مشروع ذاتي. كما حصل في تجربة أفغانستان الأولى. وتجربة البوسنة.
13- نسيان الأسرى : وهذه من كوارث التيار الجهادي . فقد تراكم الأسرى بالآلاف في سجون الطواغيت . وفيهم العلماء والدعاة وكبار الإسلاميين وقادة المجاهدين وخيرة كوادرهم . ثم تراكم مئات الأسرى في سجون أمريكا والدول الغربية كذلك ..ولم يبد التيار الجهادي أي حراك في اتجاه القيام بعمليات تهدف إلى سراحهم !! وكأنهم نسيا منسيا .
14- فقدان القدرة على (الردع).ردع مختلف صنوف الأعداء حتى آل أمرنا لأن نكون مرهوبين رغم أنهم يسموننا إرهابيين!
الكاتب: عبدالرحمن السوري التاريخ: 28/08/2009 عدد القراء: 4200
أضف تعليقك على الموضوع
|