من خلف القضبان أتذكر يا شيخي كلماتك...
فما زالت ترن في أذني...
ولا أنسى يا شيخي وأنت تعيد علينا وتكرر مع طلوع كل يوم:
السكينة السكينة!
الصبر الصبر!
السمع والطاعة
وإن جلدوا ظهورنا وأكلوا أموالنا: فالطاعة الطاعة! والجهر بالإنكار شر والخروج عليهم مروق من الدين!
وتذكر يا شيخي حثك الدؤوب لنا:
الوحدة الوحدة!
وكيفما وعلام نكون فالوحدة خير والفرقة عذاب والفتنة نائمة دعوها!
وتذكُر يا شيخي حكمتك ونحن نتذاكر حديث من رأى منكم منكرا فليغيره:
الرفق الرفق!
والإسرار خير!
والإعلان فضح وتشهير.. أنكر بقلبك يا بني واكره!
وتذكر يا شيخي حسن ظنك بالواقع وأهله: الأمل الأمل والتفاؤل خير والرجاء بهم حسن والبطانة هي السوء كله!
وتذكر يا شيخي وعظك: التوبة التوبة والاستغفار يرفع الله به الغمة!
نُفذت الوصايا يا شيخنا بكل سكون وسكينة وتفاؤل وإسرار بالنصيحة وصبر وسمع وطاعة والتماس للمعاذير وتسويغ ما أمكن تسويغه ثم وكما ترى يا شيخي ما حلّ بأمة الإسلام؟
ظلم فوقه ظلمات وحرب على الله وعلى رسوله وعلى المقدسات بل وعلى المعتقدات؟ وأسر للصالحين والصالحات وإشاعة للفتن والفواحش والموبقات؟؟
فأين هي يا شيخي المكتسبات الموهومة؟ وأين هي المصالح المزعوم تحقيقها من وراء وصاياكم؟
ومن تضرر يا شيخي بتلك الوصايا ومن انتفع؟ ومن ربح ومن خسر! وأيهما علا وأيهما انكسر؟ الحق أم الباطل؟ أجبنا يا شيخنا من ربح:
المشروع الإصلاحي أم مشروعهم الإفسادي؟
ألا ترى يا شيخي ما حلّ بنا وبكم؟
ألا تفيق يا شيخي وأنت ترى الحق كيف وهِن وضعف وانكسر حتى تراجع عنه بعض أهله وزهدوا به وظنوا به ظن السوء! آلا تفيق وآلا تقلق وأنت ترى الباطل اشتد عوده وقوي ساعده وغنم وربح وجثا على صدر الأمة متمكنا بمثل نصائحكم؟ آلا تفيق وتقلق وتراجع نفسك بعد هذا؟ ألم تهزك ثورة تونس وينتفض عقلك ويتحرر بثورة مصر؟ آلا تتوب إلى الله وأن تترى ليبيا جمرة ملتهبة؟!
تلاميذك من خلف القضبان ينادونك: فشلت الوصايا يا شيخنا وأُكلنا كما أكل الثور الأبيض وستؤكلون وحسبنا الله ونعم الوكيل والموعد الحق بيننا وبينكم يوم الدين.
بقلم/ سجين.
الكاتب: من خلف القضبان التاريخ: 21/02/2011 عدد القراء: 3707
أضف تعليقك على الموضوع
|