|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
فثورة الويكليكس -حسب تعبير الشيخ الفاضل حامد العلي - جديرة بالتوقف مرات ومرات .. وحقيقة بأن ينظر إليها من زوايا متعددة .. وفيها من الفوائد الكثير الكثير .. ووقفتي هنا مع من يحاول التشويش على المسلمين بالتقليل من شأنها أو التشكيك في قيمتها بوجه ما .. فأقول مستعينا بالله - جل وعلا - : إن هذه التسريبات لا تخلو إما أن تكون مزورة لا حقيقة لها أصلا وإما أن تكون صادقة وحقيقية .. الاحتمال الأول لا مصير إليه وقد تواطأت الأطراف جميعها حتى المتضررة على اعتباراها ( بالجملة ) تسريبات لوثائق لا تزويرا وتزييفا لحقائق .. الاحتمال الثاني يكتنفه تحليلان أحدهما أنها مسربة عمدا لأغراض سياسية يريدها الطرف المتولي تسريبها وهذا احتمال بعيد جدا ، ولو صح فيسعنا الاستفادة منها مع الاحتراز من موافقة غرض المسربين وهذا سهل ما دامت الأغراض العامة للدول المتهمة بالتسريب معلومة .. التحليل الثاني أن تكون التسريبات وقعت رغم أنف الدول الكبرى وهذا ما تؤكده قرائن الحال وقراءة المآل .. وبهذا نكون أمام فضيحة جماعية حقيقية من حقنا - بل يتأكد علينا - استثمارها في خطابنا للموافق وجدالنا مع المخالف .. كما ينبغي للمختصين والمهتمين الاستفادة منها في إعادة تأريخ المرحلة واستشراف المستقبل وفق معطيات واقعية لا ظنية ..
وهذه الوثائق منها ما يعتبر انطباعا وحدسا سياسيا يخدمنا في فهم عقلية اللص الكبير المتمثل بأميركا وحلفائها .. ويخدمنا في فهم طبيعة العلاقات بين الأميركان وخدمهم في المنطقة .. وينقلنا من حالة الافتراض إلي حالة المعاينة لواقعية هذه العلاقات .. ومن الوثائق ما يتضمن معلومات محضة سبيلها الخبر وليس للاجتهاد في تأويلها موضع .. والفائدة من هذه المعلومات في إدراك سياقات الأحداث بينة لا تحتاج إلى تنبيه .. ثم إن طريقة تعاطي النظم الحاكمة مع هذه الفضيحة هي بحد ذاتها فضيحة جديدة تستحق التأمل والرصد والتشهير ...
ومن فوائد هذه الثورة كشف الضآلة والضحالة السياسية لدى الأطراف المفضوحة .. وإسقاط الأقنعة عن الوجوه المقبوحة .. لنرى بأم أعيننا ما لم نكن نحلم بسماع خبره فضلا عن رؤية وثيقته ..
وفي نظري أن هذه الثورة ذات دلالات كثيرة بعدد ما فيها من وثائق .. وأن التفاعل معها بحكمة واعتدال من الأهمية بمكان ..
لقد أثار حفيظتي مقال قرأته لأحد الأقلام التي ظاهرها التدين وباطنها محل شك وريبة .. كتب القلم الإسلامي يزهد في فضائح الويكيليكس ويلمح لكون التفاعل معها نوع من الانسياق لمؤامرة صهيونية .. فواغثاه من تخذيل الأدعياء ونصيحة السفهاء ... أما لهؤلاء الحمقى من دواء ؟ أما لعقول بني جلدتنا من شفاء ؟
يا أيها الأحمق هب أنها مؤامرة لنا منفذ لاستغلالها .. هب أن ثغرة في خطتهم نتسلل منها إلى شيء من أسرارهم ..
يا أيها الأحمق هب أنهم متآمرون .. وأن كل الاجراءات المتخذة لتغطية آثار التسريب ليست سوى تمثيلية كبيرة بإنتاج أميركي وإخراج يهودي .. هب كل خيالاتك الغبية صحيحة .. هل بقي لدينا ما نخسره أو نخاف عليه من مجازفة كهذه ؟ هل عندنا ما نخشى عليه من المراهنة على صدق هذه المسرحية ؟
يا أيها الأحمق تفوتك كل المسرحيات وتكتسح عقلك الصغير كل الأكاذيب ثم تستكثر أن تصدق هذه الأكذوبة ؟
يا أيها الأحمق لو كانت مسرحية لكان المنتج يتوقع منها خسائر طفيفة تقع هنا أو هناك .. وأنت حتى هذه الخسائر الطفيفة تحميهم منها ؟! وتمنع وقوعها ؟
أما الطريف في مقال المسكين فهو أنه يدعي أن العلم بالأغراض والوسائل الأميركية واليهودية تحصيل حاصل ! .. هكذا فليسحق العقل وليسحل في ساحات الغباء ! وهل العلم الاجمالي كالعلم التفصيلي ؟ وهل العلم الظني كالعلم القطعي ؟ وهل شهادتك على خصومك كشهادتهم على أنفسهم ؟
ثم أين هذا العلم لم يخرج ولم تشر إليه إلا في حالة الصد عن جهاد الكلمة ؟ أين هذا العلم لم نر له أثرا لا فكرك ولا سلوكك ولا مقالاتك إلا عندما صار باليا سخيفا أمام ثورة الويكيليكس ؟!
شكرا ويكيليكس فلقد فضحتي عقولا هنا كما كشفتي أسرارا هناك الكاتب: حسين الخالدي التاريخ: 04/12/2010 عدد القراء: 3601
أضف تعليقك على الموضوع
|
تعليقات القراء الكرام
|
|