السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
توصلت اليوم برسالة من احد الإخوة يطلب فيها مني نشر احدى الرسائل الجديدة للاخوة السلفيين في السجون المغربية لتعذر فعل ذلك من طرفه لأسباب أمنية و الله أعلم .
و طلب مني الطلب من انصار الجهاد نشرها ان شاء الله قدر الامكان و بعثها للصحف و الجرائد (يمكنكم مراجعة الايميلات التي نشرت فيها الحوار مع الاخت ام عبد الله).
المهم اترككم مع الرسالة و هي موثقة بتاريخ اليوم :
من معتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية بالسجن المركزي بالقنيطرة
حول ما جرى من انتهاكات في السجن المركزي بالقنيطرة
طالت معتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية
الحمد لله الذي حرم الظلم على نفسه و جعله بين الناس محرما و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين و على صحبه أجمعين، أما بعد فبعد زهاء 8 سنوات عجاف خلف قضبان سجون القهر و الصغار، أقدمت المندوبية العامة لإدارة السجون على جريمة إنسانية، تحمل بصمات أيام الجمر و الرصاص، متحدية كل داعية إلى القطيعة مع الأساليب السادية و محاكم التفتيش ،و صارخة في وجه كل طامع في حفظ آدمية المعتقلين بوجه عام، و مخيبة لآمال كل طامح في إنصاف المسجونين بغير وجه حق، و منذرة بعهد قاتم ومستقبل بئيس يعصف بكل المساعي الداعية إلى إحقاق الحق.
و في ملف ما يصطلح عليه بالسلفية الجهادية إن يوم 9 أكتوبر 2010 يشكل منعطفا تاريخيا و مفصليا يوحي بتحول مؤسساتي نحو خيار الاستئصال في تدبير هذا الملف بالحديد و النار، و إحياء كل الأساليب البائدة لفرض الواقع المرفوض بكل المقاييس و المعايير. و لكن لتوضيح الصورة لكل طالب للحقيقة ومستشرف لرواية الضحايا نقول إن وقائع 9 أكتوبر 2010 كانت كالتالي :
ــ أعطيت الأوامر لكل الموظفين و فرق التدخل السريع للحضور قبيل فجر يوم السبت في كل السجون المتواجدة في كل من المدن التالية : فاس, مكناس, طنجة, أكادير, الجديدة, سوق الأربعاء, بن سليمان, تيفلت و الدار البيضاء. تم اقتحام الزنازين بشكل هيستيري ، و صفدت الأيادي و تم اقتيادنا بلباس النوم بدون سابق إنذار أو سابق إخبار، و صودرت معظم أغراضنا دون حسيب أو رقيب، و رحلنا في شاحنات محاطة بسيارات جميع الفرق الأمنية و الاستخباراتية، و بعد وصولنا إلى السجن المركزي بالقنيطرة, فوجئنا بجيش من قوات التدخل السريع مدججين بالدروع و الهراوات، و تم تعصيب أعيننا و اقتيادنا بين صفين من الجلادين، و انهالوا علينا بالضرب و الصفع و نتف اللحي و سب الله عز و جل و الطعن في الدين و قذف الأمهات، و كانوا يتعمدون إسقاط الضحية على وجهه و ضرب الرؤوس على الجدران، و كلما هوى أحد منا على الأرض انهال عليه (اوليدات بنهاشم) و هو لقب يحلو لفرق التدخل السريع إطلاقه على عناصرها و هي فرقة خاصة ، تأخذ أوامرها من حفيظ بنهاشم، فلا سلطة لمديري السجون عليها، وظيفتها تتمثل في حراسة مشروع عسكرة السجون و القيام على إنجاحه بالتعذيب و السطو و الإرهاب لكافة السجناء.
و مما سجل في ذلك اليوم العصيب الرفس على الوجه و الأماكن الحساسة من الجسد بل على المقاتل، مع التنبيه على أن ما تعرضنا و لا زلنا نتعرض له أوامر عليا فوق المساءلة، و علينا أن ننسى السنوات الخوالي من الحقوق و المكتسبات و أنه لا خلاص لنا "زعموا" من بين أيديهم بعد اليوم، ثم جردونا من الثياب كيوم ولدتنا أمهاتنا مع الاستهزاء و الاستفزاز و الضرب و الصفع على الوجوه و سرق منا ما خف وزنه و غلى ثمنه، و تركوا ما سلم من النهب من أغراضنا و كتبنا و مقرراتنا الدراسية تحت الأمطار، ومزقوا المجلدات و صادروا كل ذلك و لم يسلموا لنا إلا بعض الملابس و عددا قليلا من الأغطية لا تغني من شدة البرد شيئا، و تم تخصيص حصص إضافية من التعذيب لعدد من المعتقلين من بينهم : عبد العزيز البوخليفي, طارق قسمان, صلاح الدين بنيعيش, ميلود منظور, يوسف الخمال, نور الدين نفيعا, بدر بوزيكي, مصطفى كريمي و عبد العالي المجاهدي.
إن كل ما سبق ذكره لا يشكل إلا عشر معشار ما تعرضنا له حقيقة. كل ذلك تم تحت إشراف المسؤولين الأمنيين و مفتش تابع للمندوبية المسمى محمد العزرية و مدير السجن المركزي بالقنيطرة مصطفى حجلي و رئيس المعقل أحمد الحنيش و نائبه العاظمي و رئيس الحي خالد المانع و رئيس فرقة التدخل السريع خالد و نائبه عصام.
أما المبنى الجديد الذي لم يمر على إنشائه إلا شهرين فصار مستنقعا لمياه الصرف الصحي، و مرتعا للتعفنات مع انبعاث الروائح الكريهة، و انتشار الرطوبة على السقف و الجدران و نزول مياه المراحيض على نزلاء الطابق تحت أرضي (3 أمتار تحت الأرض) مع حرماننا من الحمام و التهوية الكافية والتعرض لأشعة الشمس و إغلاق الزنازين أكثر من 21 ساعة في اليوم ،وحرماننا من المكان المخصص لغسل الملابس و نشرها ، ناهيك عن إهانة الزوار و إرهابهم و حرمان أكثرهم من الزيارة لأتفه الأسباب مع التفتيش المهين لأمهاتنا و نسائنا و العبث بالأطعمة بالأغراض و إفساد الكثير منها و مصادرة بعضها بطريقة مزاجية، و لم يسلم من ذلك حتى أطفالنا حيث يتم تجريدهم من الملابس و تخويفهم بروح انتقامية تفتقر إلى أدنى الأحاسيس البشرية.
إن جريمة 9 أكتوبر 2010 و تداعياتها على كل المستويات تجعل الموت أرحم لنا من هذا المبنى الجديد الذي يتغنى به بن هاشم في كل المحافل، و أشرف لنا و لزوارنا. باطن الأرض أرحم لنا مما نحن فيه. وكيف لحد الساعة لم نر لجنة لتقصي الحقائق لتقف على الوضع المأساوي و تعاين عن كثب عدم صلاحية المكان لإيواء أي كائن حي ؟ إننا نتساءل أين شعارات سياسة مدافعة الحرس القديم ؟ و ماذا تعني عسكرة السجون في ضمير الحديث عن الإنجازات الحقوقية و التحولات النوعية في هذا المجال ؟ و كيف تفسرون أن يشهد هذا الملف بعد 8 سنوات من النضالات من إضرابات عن الطعام ومظاهرات و بيانات و ندوات و مراسلات ؟ كيف بعد هذا كله نشهد هذه الانتكاسة ؟ إننا نضطر اليوم لخوض معركة الأمعاء الفارغة في ظل هذه الظروف الاستثنائية و نخاطبكم في هذا الموسم الحقوقي بما يستحث كل جاد و صادق في نصرة قضيتنا العادلة للعمل على إيقاف هذا النزيف الإنساني قبل فوات الأوان. يجب التصدي بكل حزم لكل هذه الانتهاكات و الانقلابات السافرة على كرامتنا و حقوقنا و مكتسباتنا و مطلبنا الثابت ألا و هو الإفراج عنا. و خلاصة القول أن معركتنا اليوم ضد كل جلاد يحن إلى جلود الأحرار، و ضد كل دنيئ يهدر كرامة الشرفاء و ينحي عزة الرجال خلف القضبان، و ضد كل من يتمترس بالقوانين لانتهاك كل فضيلة إن معركتنا اليوم مع كل من يأبى إلى أن تكون السجون مرتعا للجرائم البشعة تحت إشراف من يظن فيهم محاربتها.
و عليه فإننا نهيب بكم أجمعين الانخراط القوي في هذه المعركة التي تتعين أساسا للحفاظ على الكرامة ومحاربة الجلادين و الضرب على يد كل من تسول له نفسه العبث بحقوق الناس و الاستهتار بآدميتهم تحت أي عنوان أو شعار كان . و يسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
معتقلو ما يسمى بالسلفية الجهادية
بالسجن المركزي بالقنيطرة
08-12-2010
الكاتب: احمد الظاهري التاريخ: 23/12/2010 عدد القراء: 3471
أضف تعليقك على الموضوع
|