الاثنين 22 جمادى الثانية1430هـ 15 / 6 / 2009م
علم إسرائيل
الخبر: أعلن المؤرخ الإسرائيلي شلومو زانت أستاذ الدراسات التاريخية بجامعة تل أبيب في حوار مع إحدى الصحف الألمانية، أن دولة إسرائيل مثل الطفل اللقيط ، الذي جاء نتيجة اغتصاب الحقوق العربية الفلسطينية.
التعليق:
بقلم/ شريف عبدالعزيز
shabdaziz@hotmail.com
عند سقوط غرناطة آخر معاقل الإسلام بالأندلس سنة897 هجرية، كانت هناك بإسبانيا جالية كبيرة من اليهود الذين كانوا ينعمون بكل أسباب الرفاهية والأمان في ظل التسامح الشهير لمسلمي الأندلس، والذي كان ربما أحد أسباب سقوط دولتهم، هذه الجالية اليهودية تعرضت لثل ما تعرض له مسلمي الأندلس من تشريد وتنكيل واضطهاد ديني واسع النطاق، وقضى الكثيرون منهم نحبهم تحت وطأة التعذيب، في محاكم التفتيش الكنسية التي أشعلت إسبانيا الصليبية نارها لعشرات السنين، بعد سقوط الأندلس، واضطرت هذه الجالية للتنصر هرباً من نيران القساوسة، وزبانية محاكم التفتيش، في حين اختار المسلمون طريق الهجرة إلي عدوة المغرب، وانساحوا في البلاد الإسلامية، ومن بقي منهم بالأندلس اختار طريق الثورة والانتفاض مرة بعد مرة.
ولأن اليهود أهل غدر وختل وخيانة، لم يرق للنصارى فكرة دخولهم النصرانية، فأصدر الإمبراطور شارل الخامس عاهل إسبانيا قراراً بطرد اليهود المتنصرين من عموم إسبانيا، ولسالف جرائم اليهود بحق شعوب الأرض، وسمعتهم السيئة التي تسبقهم لأي مكان يذهبون إليه، فإن شعوب أوروبا قد رفضت استقبالهم، وكذلك روسيا القيصرية، وهام اليهود علي وجوههم، وقد انقطعت بهم السبل، حتى وافقت الدولة العثمانية أيام السلطان سليمان القانوني علي استضافتهم، وبالفعل دخل اليهود أقاليم الدولة العثمانية الواسعة والممتدة في ثلاث قارات عالمية، وفي ظل الدولة الإسلامية نعم اليهود لأول مرة منذ فترة طويلة بالأمن والطمأنينة.
فماذا كان رد فعل اليهود؟
كعادة اليهود من الغدر والخيانة ونكران الجميل أخذ اليهود يخططون ويدبرون ويحيكون المؤامرات من أجل إسقاط الدولة العثمانية، لا لشيء إلا لأنها دولة الخلافة المسلمة التي تقف حائلاً أمام طموحات ومخططات اليهود نحو الاستيلاء علي بيت المقدس وأرض فلسطين لإقامة كيانهم اللقيط علي الأرض المباركة، ولعب يهود الدونمه دوراً حيوياً وخطيراً في إسقاط الدولة العثمانية، وما أن تمكنوا من الإطاحة من آخر السلاطين الأقوياء، وهو السلطان عبدالحميد الثاني سنة 1909 ميلادية، حتى أصبح الطريق مفتوحاً أمام التدفق اليهودي علي أرض الميعاد بزعمهم، وبمساعدة انجليزية فرنسية مشتركة، وبدعم أوروبي روسي أمريكي، تمكن اليهود من الاستيلاء على فلسطين، ليتنفس الأوروبيون الصعداء علي تخلصهم من اليهود، وترحيل مشاكلهم وتصديرها للعالم الإسلامي والعربي.
والسؤال الآن لماذا يتفوق الطفل اللقيط علي العالم الإسلامي؟
للإجابة على هذا السؤال يلزمنا تنشيط ذاكرة المسلمين ببعض الحقائق المتعلقة بالطفل اللقيط والأمة العريقة ذات الأمجاد التليدة، والتي حكمت الأرض لفترات طويلة، وأقامت حضارة هي الأعظم والأكبر بين تاريخ الأمم.
فتعداد اليهود مثلاً قرابة 14مليون يهودي، أكثر من نصفهم يعيش داخل أمريكا، في حين تعداد المسلمين زيادة عن مليار ونصف، أي خمس سكان الأرض، وهم موزعون في كل قارات العالم، ولا يخلو بلد على وجه الأرض من المسلمين، أي أن لكل يهودي مائة وسبعة مسلم، ومع ذلك حفنة اليهود أقوى بكثير من الأمة الكبيرة الكثيرة!
نستطيع أن نقول أن ليست السياسة ودهاليزها ودسائس اليهود ومؤامراتهم فحسب هي التي مكنتهم من السيطرة علي مفاصل الساحة الدولية، ولكن كلمة السر تمكن في أمر آخر غفل عنه المسلمون علي الرغم من كونهم أصحاب الريادة فيه، كلمة السر هي العلوم والمعارف التي قطع اليهود فيها شوطاً كبيراً بينما المسلمون مازالوا يتغنون بأمجاد الماضي، ويواصلون التقهقر والتخلف.
ولكن هل تفوق اليهود المعرفي والعلمي محض صدفة أم وهم أم مؤامرة أم حقيقة ثابتة؟
أيضا للإجابة علي هذا السؤال يلزمنا تنشيط المسلمين ببعض المعلومات المهمة:
أولاً: خلال المائة سنة المنصرفة، فاز اليهود بملايينهم الأربعة عشرة ب108 جازة نوبل في شتي فروع العلم، بينما فاز المسلمون بمليارهم ونصف ب3 جوائز فقط، واحدة منها فقط في العلوم، ولك أن تتخيل نسبة ومعدل الجوائز بعملية حسابية بسيطة.
ثانياً: العالم الإسلامي بأسره به 500 جامعة، في حين أمريكا بها وحدها فقط 5758 جامعة، ولا توجد أي جامعة عربية شمن الجامعات الخمسمائة الأولى علي العالم، في حين توجد في القائمة ست جامعات إسرائيلية، وفي الهند زيادة على 8000 جامعة.
ثالثاً: نسبة التعلم داخل الكيان الغاصب الصهيوني 90% ، بينما نسبة التعلم في العالم الإسلامي 40% .
رابعاً: اليهود يحتفظون بسجل معاصر حافل بالعلماء والمخترعين والمتخصصين في شتي مجالات العلوم الطبيعية والتجريبية، ومعظم الاختراعات الحديثة المؤثرة تمت في معامل اليهود، وبأيدي علمائهم، منها علي سبيل المثال لا الحصر:
مخترع الحقنة الطبية يهودي، ومخترع لقاح شلل الأطفال سالك اليهودي، ومخترع دواء سرطان الدم اللوكميا إليون اليهودي، ومكتشف مرض الالتهاب الكبدي وعلاجه بلومبيرج اليهودي، ومكتشف علاج مرض الزهري إرليخ اليهودي، مخترع فكرة الغسيل الكلوي كلوفكيم اليهودي، مطور المعالج المركزي ميزور اليهودي، مخترع المفاعل النووي ليوزيلاند اليهودي، مخترع الألياف الضوئية شولتز اليهودي، مخترع الصلب الذي لا يصدأ ستراس اليهودي، مخترع الجرامافون والميكرفون بيرلاينر اليهودي، مخترع مسجل الفيديو جينسبيرج اليهودي، مؤسس فكرة جوجل سيرجي برين اليهودي، وشركة ديل واوركل لأنظمة وبرامج الحاسوبات المتقدمة أصحابها يهود.
وما ذكرناه طرف من قائمة طويلة.
رابعاً: أن هذا التفوق العلمي لا يعني أن اعتمادهم الأساسي على عقولهم فحسب، فاليهود يسيطرون علي الآلة الإعلامية الجبارة في بلد مثل أمريكا، ولهم ساسة وأصحاب أموال، ورجال أعمال، وجماعات ضغط، وهيئات سياسية قوية تقوم بالدور الأكبر، في إحكام قبضة اليهود علي العالم.
وقد يظن البعض أن ما ذكرناه مبالغة أو انهزام نفسي أمام النفوذ المتنامي لليهود، والتراجع المتزايد للعالم الإسلامي، أنه من جنس الترويج للفزاعة الصهيونية، وبث اليأس في قلوب المسلمين، لكن الله عز وجل ورسوله صلي الله عليه وسلم، قد أخذ علينا أمانة النصيحة للأمة حكاماً ومحكومين، عامة وخاصة، ومن النصح لهذه الأمة أن تعرف سر تأخرها، ومكمن دائها، وتعرف لماذا يتقدم هذا الطفل اللقيط، والكيان الغاصب على أمة عددها أبنائها مثل الرمال، لأن الترويج لفكرة أن السياسة والسياسة وحدها هي التي مكنت اليهود من اغتصاب بلادنا، والانغراس في قلب مقدساتنا، يكرس حالة الغفلة التي عليها الأمة، ويعمق جراحاتها، وإن كانت السياسة وألاعيب أوروبا وأمريكا قد أدخلت هؤلاء النجس، وأمكنتهم من بلادنا أول مرة منذ مائة سنة وزيادة، فإن هذا الكيان الغاصب لن يخرج أبداً إلا بسواعد الفئة المؤمنة القوية الآخذة بأسباب القوة والنهوض، وأبرزها النهضة العلمية والتقدم المعرفي.
فهل وعيت أمة اقرأ لماذا يتحدي الطفل اللقيط العالم الإسلامي بأسره؟
منقول لأهميته من موقع مفكرة الإسلام