انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  أنظروا هؤلاء الذين يشتمون عرض النبي صلى الله عليه وسلم ، في شمال شرق إيران يزورون مقابر عليها الشواهد : أعضاء تناسلية وعلى بعض الأضرحة صورة الخميني !!  |  فيلم غربي يفضح عنصرية الصهاينة  |  المرجع (الحسني الصرخي) واقتتال أتباع المرجعيات الشيعية في جنوب العراق - ظاهرة جديرة بالاهتمام والتحليل..!   |  بربكم ماذا أقول للإمام الخميني يوم القيامة؟ هذا ما قاله عدنان الأسدي وكيل وزارة الداخلية لضباط شرطة شيعة خدموا وطنهم بإخلاص....!!!  |  (حسن نصر اللاة) يقول: مايحدث في حمص المنكوبة هو مجرد فبركات إعلامية..! - تفضل شوف الفلم يا أعمى البصر والبصيرة.. تحذير: مشاهد مؤلمة  |  شهادة شاهد عيان شارك في مذبحة حماة  |  
 الصفحة الرئيسية
 قـسـم الـمـقـــالات
 خـزانــة الـفـتاوى
 الــركـن الأدبــــي
 مكتبة الصـوتيـات
 مكتبة المـرئـيـات
 كـُتـاب الـمـوقــع
 مشاركات الـزوار
 مكتبـة الأخـبـــار
 مكتبـة المـوقـــع
 تحـت الـمـجـهــر
 خدمات عامة
 راســلــنــــــا
 محرك البحث
 مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali وهذا عنوان حسابه الجديد hamedalalinew

    سنن الله عزوجل في عباده الشيخ أحمد فريد

حفظ في المفضلة
أرسل الموضوع
طباعة الموضوع
تعـليقـات الـزوار


سنن الله -عز وجل- في عباده
كتبه/ أحمد فريد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قال الله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ . ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ . وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ . أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ . أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ . أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) (الأعراف:94-99).

من رحمة بعباده أن ينوِّع لهم أسباب الهداية، فيبتليهم الله -عز وجل- بالضرَّاء لعلهم يلجئون إلى الله -عز وجل-، ويتركون معصية الله -عز وجل-، ثم يبتليهم بالسراء لعلهم يشكرون، فإذا كان العباد لا خير فيهم: إذا ابتلاهم بالضراء لا يتضرعون، وإذا ابتلاهم بالسراء لا يشكرون؛ عند ذلك لا يستحقون إلا أن ينزل عليهم بأس الله -عز وجل- وعذابه الذي لا يُردُّ عن القوم المجرمين.

قال الله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ . ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ) (الأعراف:94)، وقال الله -تعالى-: (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الأعراف:168)، فالله -عز وجل- يبدِّل أحوال الناس من الشدة والبؤس إلى الرخاء والنعمة، والغالب على الناس أنهم لا يعتبرون ولا يتَّعظون.

قال الله -تعالى-: (ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا)، أي: حتى كثروا وكثرت أموالهم وأولادهم، (وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ) أي: هذه عادة الدنيا، وهذا فعل الدهر: يوم لك ويوم عليك، ولا ارتباط بين ذلك وبين الطاعة والمعصية، فغفلوا عن آيات الله -تعالى-، ولم يتعظوا بمواعظه، (فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ).

ثم قال الله -تعالى-: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).

فإذا اتقى الناس ربهم -عز وجل- الذي خلقهم ورزقهم؛ أنزل الله -عز وجل- عليهم البركات من السماء، وأخرج لهم الخيرات من الأرض، وقد قال الله -تعالى-: (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) (الجن:16).

ثم قال الله -تعالى-: (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى) أي: المُهلَكة المذكورة آنفـًا (أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا) أي: عذابنا (بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ) أي: حال كمال الغفلة، (أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ) أي: يخوضون في الباطل، ويلهون ويلعبون، وهذا حال أهل الترف والباطل والغفلة: إما أنهم نائمون كالجيفة، وإما أنهم يلهون ويلعبون، فليس في حياتهم خير لأنفسهم ولا لغيرهم، فهم لا يعرفون ربهم -عز وجل-، ولا يعبدونه بأمره ونهيه.

(أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)، والأمن من مكر الله -تعالى- كبيرة عند الشافعية، وهو الاسترسال في المعاصي اتكالاً على عفو الله، وقالت الحنفية: إنه كفر كاليأس؛ لقوله -تعالى-: (إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) (يوسف:87)، (فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ).

فجهل الناس بسنن الله -عز وجل- في عباده جعلهم يتجرؤون على معصية الله -عز وجل-، ولا يعتبرون بآياته، ولا يتعظون بمواعظه.

فما هي سنن الله -عز وجل- في عباده؟

فمن سنن الله -عز وجل- في عباده ألا يعذبهم حتى يقيم عليهم الحجة الرسالية: كما قال الله -تعالى-: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا) (الإسراء:15)، وقال -تعالى-: (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ) (فاطر:24)، وقال -تعالى-: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) (النساء:165)، وقال -تعالى-: (كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ . قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ) (الملك:8-9)، فالله -عز وجل- قطع حُجَّة المعذبين بإرسال الرسل؛ فلا يعذِّب أحدًا في الدنيا والآخرة إلا بعد إرسال الرسل، ويقول -عز وجل-: (ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ) (الأنعام:131).

ومن سنته -عز وجل- في عباده ألا يهلك إلا القوم الظالمين والمجرمين والمنحرفين: قال الله -تعالى-: (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ) (الأنعام:47)، وقال الله -تعالى-: (وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) (الأنعام:147)، وقال -تعالى-: (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) (السجدة:22)، وقال -تعالى-: (وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) (القصص:59).

ومن سنته أنه لا يهلك قومًا صالحين: كما قال -تعالى-: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) (هود:117).

ومن سنته -عز وجل- أنه قد يمهل أقوامًا ويستدرجهم: بأن يمدهم بالأموال والبنين، فيظن الجاهل منهم بسنن الله أنه على خير، وأن الله -عز وجل- راضٍ عنهم، وأنهم على خير، فيزداد الواحد منهم في غيِّه وضلاله، حتى ينزل عليه بأس الله الذي لا يُردُّ عن القوم المجرمين، قال الله -تعالى-: (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) (الأعراف:182)، قال بعض السلف: "يعطيهم النعم ويمنعهم الشكر", وقال بعضهم: "كلما أحدثوا ذنبًا أحدث لهم نعمة".

وقال الله -تعالى-: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ . نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ) (المؤمنون:55-56)، وقال -تعالى-: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) (الحج:48).

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ)، ثُمَّ قَرَأَ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهْىَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود:102) (متفق عليه).

ومن سنة الله -عز وجل- في عباده أنه ينوع لهم أسباب الهداية كما ينوع لهم أنواع العذاب: قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الأحقاف:27)، فالله -عز وجل- يبتلي العباد بالسراء والضراء؛ لعلهم يتضرعون.

وقال -تعالى-: (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الأعراف:168)، كما ينوع الله -عز وجل- لهم أنواع العذاب فلا يعذبهم بنوع واحد من العذاب؛ فقد أهلك الله -عز وجل- عادًا بالريح العقيم، وكانت عاد عمالقة، وكانوا يقولون: "من أشد منا قوة"، فأرسل الله -عز وجل- عليهم ريحًا هي أشد منهم قوة، فكانت تحمل الواحد منهم إلى السماء، ثم تقذف به على الأرض، فينكسر رأسه، وكانت الريح تدخل في أجوافهم فتسلت ما في أجوافهم، فصاروا (كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ . فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ) (الحاقة:-87).

وأرسل -عز وجل- على ثمود الصيحة، فقطعت قلوبهم من أجوافهم، وماتوا عن آخرهم، وعذب قوم شعيب بالظُلَّة، وهي السحابة التي ظنوا أنها ستمطرهم ماء فراتـًا؛ فأمطرتهم نارًا تلظى.

وأرسل -عز وجل- على قرى اللوطية جبريل -عليه السلام-، فحمل قرى اللوطية إلى السماء، ثم قلبها، فجعل عاليها سافلها، ثم أمطرهم بحجارة من سجيل منضود، مسومة عند ربك للمسرفين، ولإخوانهم أمثالها، وما هي من الظالمين ببعيد.

وأهلك قوم نوح بالطوفان الذي علا على ظهر الأرض كالجبال، وأغرق فرعون وجنوده، وابتلى آل فرعون بالسنين ونقص الثمرات، والطوفان والجراد والقمل والضفادع، قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (الأعراف:130)، وقال -عز وجل-: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ) (الأعراف:133).

وعذَّب أقوامًا بالمسخ كما قال -تعالى-: (فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) (الأعراف:166).

ومن سنن الله -عز وجل- في عباده أن المعاصي إذا كثرت في الأرض؛ عمَّهم الله -عز وجل- بعقاب: كما قال الله -تعالى-: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الأنفال:25).

وفي حديث زينب بنت جحش -رضي الله عنها- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ)، وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ: فَقُلْتُ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟"، قَالَ: (نَعَمْ؛ إِذَا كَثُرَ الْخُبْثُ) (متفق عليه).

ومن سنن الأمم المكذبة مع وعيد الله -تعالى- أنهم يستمرون في غيهم وضلالهم، فإذا نزل بهم بأس الله -تعالى- الذي لا يرد عن القوم المجرمين تابوا وأنابوا، ولكن في وقت لا ينفع فيه الندم؛ قال الله -تعالى-: (فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ) (الأعراف:5).

فالعبد يبقى تائهًا في أودية الضلال، منهمكًا في اتباع الهوى، لا يتذكر ولا يرعوي عما هو فيه، حتى يسقط على أم رأسه، ويفاجأ بنقمة الله -تعالى-، فعند ذلك يهتف باسم الله، وينادي بالإيمان والرجوع إليه حيث لا ينفعه إيمان، ولا تقبل منه توبة؛ قال الله -عز وجل- عن فرعون: (آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) (يونس:90).

فهكذا يعترف العباد بالذنب عند معاينة العذاب، ولكن هيهات لات حين أمان، قال الله -تعالى-: (فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ).

ومن سنة الله -عز وجل- في القوم المجرمين أنه إذا أهلكهم استبدل بهم قومًا آخرين، ويكون اللاحقون خيرًا من السابقين المعذبين: كما قال الله -تعالى-: (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ) (الأنعام:133)، وقال الله -تعالى-: (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) (محمد:38)، وقال الله -تعالى-: (وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ) (الأنبياء:11).

فاللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، وأعلِ راية الحق والدين.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه، وسلم تسليمًا.

www.salafvoice.com


موقع صوت السلف


الكاتب: أبو الفداء
التاريخ: 30/12/2009
عدد القراء: 3392

أضف تعليقك على الموضوع

الاسم الكريم
البريد الإلكتروني
نص المشاركة
رمز الحماية 6730  

تعليقات القراء الكرام
 

اعلانات

 لقاء الشيخ حامد العلي ببرنامج ساعة ونصف على قناة اليوم 28 نوفمبر 2013م ـ تجديد الرابـط .. حلقة الشريعة والحياة عن نظام الحكم الإسلامي بتاريخ 4 نوفمبر 2012م
 خطبة الجمعة بالجامع الكبير بقطر جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب بتاريخ 8 ربيع الآخر 1433هـ 2 مارس 2012م ... كتاب حصاد الثورات للشيخ حامد العلي يصل لبابك في أي مكان في العالم عبـر شركة التواصل هنا الرابط
 كلمة الشيخ حامد العلي في مظاهرة التضامن مع حمص بعد المجزرة التي ارتقى فيها أكثر من 400 شهيد 13 ربيع الأول 1433هـ ، 5 فبراير 2012م
 لقاء قناة الحوار مع الشيخ حامد العلي عن الثورات العربية
 أفلام مظاهرات الجمعة العظيمة والضحايا والشهداء وكل ما عله علاقة بذلك اليوم

جديد المقالات

 بيان في حكم الشريعة بخصوص الحصار الجائر على قطـر
 الرد على تعزية القسـام لزمرة النفاق والإجرام
 الدروس الوافيـة ، من معركة اللجان الخاوية
 الرد على خالد الشايع فيما زعمه من بطلان شرعية الثورة السورية المباركة !!
 خطبة عيد الأضحى لعام 1434هـ

جديد الفتاوى

 شيخ ما رأيك بفتوى الذي استدل بقوله تعالى" فلا كيل لكم عندي ولا تقربون " على جواز حصار قطر ؟!!
 فضيلة الشيخ ما قولكم في مفشّـر الأحلام الذي قال إن الثوب الإماراتي من السنة و الثوب الكويتي ليس من السنة ، بناء على حديث ورد ( وعليه ثاب قطرية ) وفسرها بأنه التفصيل الإماراتي الذي بدون رقبة للثوب !!
 أحكام صدقة الفطر
 أحكام الأضحية ؟
 بمناسبة ضرب الأمن للمتظاهرين السلميين في الكويت ! التعليق على فتوى الشيخ العلامة بن باز رحمه الله في تحريم ضرب الأمن للناس .

جديد الصوتيات

 محاضرة الشيخ حامد العلي التي ألقاها في جمعية الإصلاح ـ الرقة عن دور العلماء كاملة
 محاضرة قادسية الشام
 محاضرة البيان الوافي للعبر من نهاية القذافي
 نظم الدرر السنية في مجمل العقائد السنية للشيخ حامد العلي الجزء الأول والثاني
 إلى أم حمزة الخطيب الطفل الشهيد الذي قتله كلاب الطاغية بشار بعد التعذيب

جديد الأدب

 فتح غريان
 مرثية محمد الأمين ولد الحسن
 مرثية الشيخ حامد العلي في المجاهد الصابر مهدي عاكف رحمن الله الشهيد إن شاء الله المقتول ظلما في سجون سيسي فرعون مصر قاتله الله
 قصيدة ذكرى الإنتصار على الإنقلاب في تركيا
 قصيدة صمود قطـر


عدد الزوار: 46804758