|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
الحمد لله الذي رسول رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له..وأن محمدا عبده ورسوله..وعلى آله وصحبه أجمعين هذه القضية..كنت أود الكتابة عنها منذ أمد..وكنت أتخوف من حساسية بعض الأخوة..غير أن الله هداني شرح صدري للكتابة فيه..لعموم البلوى الحاصلة والخلط عند الكثيرين ممن نعرف غيرهم على الدين ونظنهم في عداد الأتقياء والصالحين .
ولا بد حين مناقشة شيء..أن ندرس بذوره..ونفتش عن مدلوله..فقد يقول أحدنا كلمة..ظاهرها باطل وجوهر مراده حق..ولا مشاحة في المصطلحات .
ليكن معلوما,,أن أول ما ظهرت فكرة \"الوطنية\" كمصطلح له مدلولاته..كانت بظهور الثورة الفرنسية..وهي ثورة على الدين بالطبع كما يعلم المتابــع للتاريخ الاوربي الحديث
والفكرة باختصار.."الفرنسيون سواء ولا دخل للدين في المفاضلة"هذه الفكرة الجديدة لم تكن معروفة حتى في أوساط الأوروبيين أنفسهم..ولكنها تمخضت كجنين مسخ عما كانت تقترفه الكنيسة من سطوة وسلطة لا يقبلها عقل ولا فطرة..
وكانت هذه الثورة أحد تداعيات ثورة مارتن لوثر..الذي خرج بدين جديد مع مؤيديه اسمه "البروتستانت "..وهي تعني "المعارض"..أي للوضع السائد من تسلط رجال الكنيسة.
ثم ما لبثت أن انتقلت عدوى الوطنية..إلى ألمانيا وبريطانيا..ونشأت الصراعات المعروفة بين هذه الدول..وكانت أوروبا من قبل تمثل اتحادا أحاديا صليبيا في مواجهة المخالفين وعلى رأسهم المسلمون.
في هذه الأثناء..كانت الدولة العثمانية تعاني من الاهتراء..والتمزق.. ولم يكن يعرف العرب-فضلا عن المسلمين-هذه الدعوى المسماة:وطنية.. فاستوردتها مصر عن طريق \"الأدباء\"-وليس عندهم أدب-الذين ابتعثوا إلى فرنسا..وعاد للفراعنة مجدهم! بعد أن كانت الفكرة السائدة ما حكاه القرآن( إن فرعون علا في الأرض) ..
وبعد أن كان \"فرعون\" مثالا لكل جاحد متكبر تشتق منه الأفعال فيقال "تفرعن "..أصبح الفراعنة دليل حضارة مصر وأنها أم الدنيا..و"لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون " ولذلك لا تجد في شعراء المصريين قبل جيل شوقي وحافظ إبراهيم من يتغنى بأمجاد مصر ويمدح مصر من حيث هي تراب محض..
ومرة أخرى..سرعان ما تهافتت دول الجوار-بالتأثير الغربي بالطبع-..لأخذالفكرة..فانتقلت إلى سورية وفلسطين ولبنان..على يد النصارى الذي روجوا لها بشدة..والذين كانوا يسكنون مصر بعدما طردهم الأتراك من بلدانهم..فحولوا بدعة \"الوطنية\" إلى مفهوم أوسع وهو القومية .
يقول برنارد لويس( تبنى الغرب القومية العربية لماذا ؟ لتكون معولاً لهدم الإسلام ).
فباعترافهم هم..\"تبنوا\" الفكرة للإجهاز على الدولة الإسلامية العثمانية..ونجحوا! بقدر الله..فظهر في مقابلة أمجاد العرب القومية الطورانية التركية وكانت المفارقة أن القوميين العرب..نصارى خلّص..والقوميون الأتراك يهود خلص والأوروبيون صدروا إلينا بالطبع ما كان سببا في إشعال الحروب بينهم وتمزيق وحدتهم..فهاهم الآن بعدما أنجزوا مهمتهم القذرة في التفريق بين دول الإسلام..وحدوا نفسهم من جديد..
وظهر الاتحاد الأوروبي..وأصبحت فكرة الوطنية الآن في أوروبا بمثابة العيب..الذي لا أحد يدعو إليه..
وهكذا..قاتل العرب مع الإنجليز في \"الثورة العربية ال...\"ضد إخوانهم المسلمين الأتراك وما زلنا في مناهجنا نتجرع المرارة بتدريس الناشئة أن الثورة كبرى!..وهي كبرى في الخيانة ومناقضة الإسلام .
وعلى غرار المصريين أصبح الفلسطينيون يتغنون بأنهم كنعانيون وبالتراب..والحجــــر حتى الخليج العربي -وقس على ذلك سائر البلدان -لم يسلم منها..ولولا هذه الفكرة التـي تجسدت على أرض الواقع "جغرافيا " ما سمعت أحدا يقول: أنا كويتي..أنا مصري..أنا سعودي..أنا فلسطيني..على سبيل الفخر .
وظهر من الجمعيات القومية والوطنية التي باركها الغرب ونصارى العرب..مالا يخفى كجمعية العربية الفتاة..وغيرها
ثانيا-علاقة اليهود بالوطنية :
ــــــــــــــــ
اليهود هم أكثر الشعوب انحدارا في الأخلاق..فهم لذلك لصيقون بالأرض والتراب..هذا هو مستواهم..ومالهم ألا يكونوا كذلك وقد أشربوا في قلوبهــم العجل..
واسمع إلى ما يقصه علينا العزيز في كتابه العزيز..قال لهم موسى: ( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين) .
وانظر إلى جوابهم( قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون) .
لم يفهموا الرسالة!
طلب منهم موسى عليه الصلاة والسلام أن يعلنوا الجهاد..ليحرروا أهل هذه الأرض "الكنعانيين" من عبادة الأوثان والعباد إلى عبادة رب العباد والبلاد فماذا كان فهمهم؟
لقد ظنوا أن (الأرض) هدية من الله لهم ..فقالوا:قبلنا الهدية..ولكن لا يمكننا دخولها والجبارون فيها..أي نحن نرحب بدخولها..ونتمنى أن تكون لنا أرض مباركة مقدسة ننتسب إليا..ولكن أنّى يكون لنا ذلك..ويسكنها أناس جبابرة .
إن قومية اليهود وتعصبهم لعرقهم والتراب..جعلتهم يطالبون بأرض مر عليها أجدادهم في غابر الأزمان..
أما المسلمون فإن أعناقهم تعانق السماء..تشرئب إلى رب السماء ..لتعبده وحده.. كيف لا وقد صاغ لهم ربهم قاعدة الولاء والتبعية( وإن هذه أمتكم أمةً واحدة ) .
وبين لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه القاعدة بأوضح بيان..فقال \"ليس منا من دعا إلى عصبية\"..وحين سئل عليه الصلاة والسلام عن الرجل يموت في المعركة..نفى أن يكون في سبيل الله كل سبيل إلا سبيلا واحدة..وقال قطاعا على وجه الجزم\"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله\"
فنحن لا لنقاتل من أجل تراب فلسطين..أو أحجارها وأشجارها وأوبارها ولبنها وعسلها ولا الكشميريون يقاتلون من أجل أن أحجار كشمير أحجار كريمة ولا الشياشانيون يقارعون الروس حبا في تراب فيندو وغروزني .
لقد مني المسلمون في هزائم كثيرة كلما فاحت رائحة العصبية للتراب والوطن..ولنا في حروب الأندلس عبرة ..حيث كانت الجيوش تفترق ويعاني القادة الفضلاء المجاهدون من هذا الانقسام..كالذي جرى مع قتيبة بن مسلم الباهلي حيث انقسم الجيش إلى عرب مضرية وعرب يمنية..وحلت بهم هزائم مؤسفة بسبب هذا الأمر..
إن الوطنية رابطة على أساس الأرض والتراب..وأما الإسلام فرابطة على أساس( إن أكرمكم عند الله أتقاكم) .
ولقد شدد الرسول صلى الله عليه وسلم على أن رباط المسلمين هو رباط التقوى.. بأجلى بيان فقال( مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا إشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى) .
أما الوطنيون ..فهم أصحاب شعارات\"الأردن أولا\"..\"مصر أولا\"..\"إلخ أولا\" وبالنظر العقلي بالبحت..الأرض زائلة..كما الدنيا..بل هي الدنيا..
فهل يقتل المرء نفسه ويضحي بها ويتحمل المشاق من أجل شيء مصيره المحتوم ..الزوال؟
أم أنه يضحي لأجل الله وحده..وفداء للدين ولا أقول (والوطن)..لأن الله باق..
لقد أجبرونا أن نقول \"الأمتين العربية والإسلامية\"..وأصبح الشيخ الكريم يستحيي من أن
يكتفي بذكر الإسلامية..كما قال الله \" أمتكم أمة واحدة\"..وهم جعلوها أمتين..بسبب الوطنيات والقوميات .
لقد آن الأوان أن نعلن البراءة مما تجرعنا مرارته..وأن نعلن الولاء الخالص لله وحده .
وليعلم المؤمن أن الوطن لا يقدم له شفاعة عند الله ..
وإلا لاستحق نصارى فلسطين الجنة..
لقد علمنا هذه الدين حقيقة التفاضل على أساس التقوى..فنعل الهندي المسلم الذي يقول في الفاتحة ( الحمدو لله رب الآلمين )..أشرف عند الله من رأس المشرك أو العلماني أو..أو..إلخ..وإن كان من قريش..يتحدر من مكة .
يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه:
وإني لمشتاق إلى أرض غـزة *** وإن خانني بعد التفرق كتمــاني
سقى الله أرضا لو ظفرت بتربها ***كحلت به من شدة الشوق أجفاني
فهو يعلن اشتياقه لمسقط رأسه غزة..حيث تربى ونشأ ..حنينا منه ..
وقد يحن المرهف إلى حماره الذي فقده..أو سيارته التي تعود عليها..
وأحسن من هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم..مخاطبا موطنه مكة( والله إنك لأحب البلاد إلي والله لو أن أهلك لم يخرجوني منك ما خرجت..)
فها هو ذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يثبت أن للموطن ومسقط الرأس حنينا في النفس..
واشتياقا فطريا..كما الطيور تحن إلى أوطانها بعد مهاجرها..وتعود ولو بعد حين .
لكنه لا يتعدى ذلك إلى المفاخرة أو التباهي بالأوطان..فهذه جاهلية بحتة ولا يجاوزه إلى الاعتزاز بالأرض والاعتزاء إليها..
لقد قطع الله رابطة النسب حين اصطدمت برابطة الدين..فقال الله تعالى معاتبا لنبيه نوح عليه الصلاة والسلام( يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح)
لقد آن الأوان أن نتحرر من المبالغة في التغني بالراب..وأحسب أن النصر سيتقارب كلما تخلينا عن هذه العقدة..عقدة الوطن المقدس .
إن فلسطين أرض مباركة..بمباركة الله لها..حيث فيها سرت دعوت الأنبياء وإليها أسري أفضلهم عليه الصلاة والسلام..وجعلها الله جنة ..مع أن البيئة حولها صحراوية..من الغرب سينا ومن الشرق وادي الأردن..
وثبت في الحديث الصحيح أن جزيرة العرب تعود مروجا خضراء في آخر الزمان .
فهي مباركة مقدسة..لأن الله باركها كما بارك مكة والمدينة .
لا أنها كذلك لخصوصية الوطن وقدسيته في قاطنيه .
فكل موضع بركة ..يستمد بركته من الدين لا من التراب ..
لقد اختار الله مكة مهاجرا لخليله إبراهيم عليه السلام كي يؤذن في الناس ويدعوهــم إلى عبادة الله وحده..ثم هي موطن أفضل الأنبياء..وفيها أقدس البيوت فاستحقت بذلك أن تكون أقدس بقعة على الأرض .
وإنك لتعجب حين ترى بعض الوطنيين..ممن لازال لديهم بقايا من الدين..تتجهم وجوههم حين تخبرهم أن مكة أفضل من بيت المقدس .
ولا يعجبهم هذا فيضربون عنه صفحا..تجاهلا وجهلا .
ولهؤلاء وغيرهم..أقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حرمة دم المسلم أغلى عند الله من هدم الكعبة..
فهل هذا الدم الغالي يسفك لأجل التراب بعدئذ؟ الكاتب: أبو القاسم التاريخ: 01/01/2007 عدد القراء: 6185
أضف تعليقك على الموضوع
|
تعليقات القراء الكرام
|
|