أين الزرقاوي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله معز الإسلام بنصره، ومذل الشرك بقهره، ومصرف الأمور بأمره، ومستدرج الكافرين بمكره، الذي قدر الأيام دولاً بعدله، وجعل العاقبة للمتقين بفضله، والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه.
أمّا بعد...
أينقص الدين وأنا حي ؟ !
عن أبي رجاء العطاردي قال: (دخلت المدينة فرأيت الناس مجتمعين، ورأيت رجلاً يقبل رأس رجل وهو يقول؛ أنا فداؤك لولا أنت لهلكنا، فقلت؛ من المُقَبِل ومن المُقَبّل؟ قالوا؛ عمر يقبل رأس أبي بكر في قتاله أهل الردة إذ منعوا الزكاة حتى أتوا بها صاغرين).
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (توفي النبي صلى الله عليه وسلم فنزل بأبي بكر ما لو نزل بالجبال لهاضها، اشرأب النفاق بالمدينة، وارتدت العرب، فوالله ما اختلفوا في نقطة إلا طار أبو بكر بحظها وفنائها في الإسلام).
يومها وقف الصديق - فداه أبي وأمي - كالجبل الأشم سداً منيعاً أمام تيار الردة، صارخاً من أعماق قلبه متوكلاً على ربه قائلاً: (قد انقطع الوحي وتم الدين، أينقص الدين وأنا حي؟!).
"أينقص الدين وأنا حي؟!"؛ يالها من كلمة فاض بها لسانه، ونطق بها جنانه، كلمة ترسم منهجاً واضحاً لما يجب أن يكون عليه كل فرد من أفراد هذه الأمة؛ علو في الهمة، قوة في التوكل، ثبات على الحق.
"أينقص الدين وأنا حي؟!"؛ قالها لسان حال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل الشيباني، الصديق الثاني، يوم أن وقف وحده كالطود الأشم في محنة خلق القرآن، فكشف الله به الغمة، وأنقذ به الأمة.
"أينقص الدين وأنا حي؟!"؛ تمثلها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يوم أن قام يحرض الأمة على قتال التتار، وكان رحمه الله لصدق توكله على الله ويقينه بموعوده؛ يقسم بالله - لا يستثني - أن الله ناصرهم على التتار، فيقال له: (قل إن شاء الله!)، فيقول: (تحقيقاً، لا تعليقا)، فرد الله عاديتهم وانقلبوا على أعقابهم خاسرين.
"أينقص الدين وأنا حي؟!"؛ صرخ بها قلب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، فكان يطوف كالوالدة الثكلى بين البلاد، وعيناه تذرفان بالدموع ينادي؛ يا للإسلام! يا للإسلام!.
إن الأحزان والمصائب تشحذ الهمم وتصنع الرجال، فإن لم تحفزنا المصائب وتعلي هممنا الآلام والأحزان فما الذي يُعلينا؟! وما الذي يوقظنا؟!
ياله من دين... لو أن لهُ رجالاً؟
مقطع قوتي
http://www.4shared.com/file/11450936/a5c98940/_2_online.html
فلاش
http://www.4shared.com/file/11451076/76c810ae/ommohamad.html
الكاتب: ابن الخطاب الإماراتي التاريخ: 28/02/2007 عدد القراء: 5405
أضف تعليقك على الموضوع
|