هذا اللقاء أجرته شبكة المشكاة سابقا مع الشيخ الداعية رحمه الله
الشيخ محمد هاشم الهدية من مواليد رفاعة عام 1912م. نشأ بمدينة رفاعة وتلقى فيها تعليمه الأوّلي حيث درس بخلاويها ومدارس الكتّاب والمدارس الوسطى ثم عمل موظفاً بالبريد عام 1930م إلى أن تقاعد عام 1968م . التحق بجماعة أنصار السنة المحمدية عام 1948م, وأصبح رئيساً للجماعة عام 1956م وإلى اليوم.
يتميز الشيخ الهدية ـ 91 عاماً ـ بذاكرة قوية فقد عايش الأحداث الهامة في تاريخ السودان منذ أيام الاحتلال الثنائي البريطاني المصري, وإلى اليوم, ولا يزال يحفظ تفاصيل الأحداث والوقائع بصورة جيدة. كل الذين عايشوا الشيخ وعرفوه يجمعون على أنه رجل أصيل وداعية فريد, ذهبنا إليه لنحاوره, فترك باب مكتبه مفتوحاً وقال للسكرتير لا تمنع أحداً من الدخول واترك لمن شاء حرية الجلوس فليس لدينا ما نخفيه على أحد.
[1] الباحث عن الحقيقة:
ـ فضيلة الشيخ نرجو أن تحدثنا عن نشأتكم الأولى وأهم الأحداث التي صاحبتها؟
الشيخ محمد هاشم الهدية: كنت أشعري العقيدة وختمي "من منازلهم", بايعت السيد علي الميرغني (زعيم طائفة الختمية في ذلك الوقت) في العام 1930م في الخرطوم بجنينة (حديقة) السيد علي الميرغني, وظللت ختمياً إلى العام 1941م. ثم حدث أن جاورت أسرة عزمية في الخرطوم, وأعجبتُ بالشيخ محمد أحمد أبو العزائم وبدروسه, وبايعته على الطريقة العزمية في نوفمبر عام 1941م ثم حججت إلى مكة المكرمة في العام 1946م واختلطت بمكة بالسودانيين هناك, وحصلت منهم على رسائل في العقيدة وفي محاربة البدع أذكر منها رسالة تطهير الاعتقاد, وظللت أقرأ هذه الكتب ولكني لم أتأثر بها, وما زلت عزمياً إلى العام 1948م, وكنت طالباً بمدرسة تحفيظ القرآن بحي صالح جبريل, وسألني الشيخ عن طريقتي وعن الذكر فمجّدت شيخ الطريقة, ولامني لمّا قلت أنني لا أعرف معنى القرآن الذي أتعبد به وزجرني زجراً شديداً, على أساس أنني لا أحسن إلى ديني بذكري هذا؛ مما أغضبني وخرجتُ مغضباً من خلوة القرآن على ألّا أعود إليها ثانية, ولكني لما هدأ الغضب ورجعت إلى حالتي الطبيعية قلتُ ما الضرر الذي سيعود على شيخ القرآن بتركي الدراسة عنده, إنما الضرر يعود عليّ أنا شخصياً, وحاولت أن أجد من الشيخ صاحب الطريقة تفسير الذكر, وكان تفسيره مُعمّياً عليّ لم أفهم منه شيئاً, ولما ضايقته كثيراً قال: فلان (وسمّى شيخ الطريقة الكبير] لم يوضّح كلامهُ أكثر من ذلك وأنا لا أستطيع أن أبيّنه. فقلت في نفسي: القرآن كلام الله, فسّروه بملايين التفاسير وبكل اللغات الحية وغير الحية ولم يتحرّج أحد في ذلك. اللهم إنّ هذا منكر فأنكرتُه. وذهبت إلى شيخ القرآن وقلت: لقد مسحت لوحي نظيفاً فدلني على الأوراد. فدلّني على الكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية, مما دعاني لأن أنتسب إلى جماعة أنصار السنة المحمدية وأسير في خطهم حتى الآن بحمد الله تعالى.
جماعة أنصار السنة المحمدية: النشأة والرعيل الأول:
فضيلة الشيخ: نرجو إفادتنا عن متى بدأت دعوة أنصار السنة في السودان ومن كان مؤسسها, ومن هم الذين تعاقبوا على رئاستها, والمشاكل التي صادفتكم في حقل الدعوة؟
الشيخ محمد هاشم الهدية: أساس أنصار السنة هو الدعوة السلفية, والتي لم تكن معروفة في السودان منذ أن ولدتُ في الحياة, إلى أن ظهر الحاج أحمد حسون وأعلنها في العام 1936م, وسألته من أين تعلم هذه الدعوة, فقال أستاذي الشيخ يوسف أبّو وكان زميلي في التلقي من الأستاذ المغربي عبد الرحمن بن حجر عام 1917م, وقد كان ابن حجر تاجراً في مدينة النهود, ولم يجد من الطلبة إلا ثلاثة أشخاص فقط هم: محمد أحمد أبو دقن قاضي النهود والأستاذ أحمد حسون وكان موظفاً صغيراً بالبريد, والشيخ يوسف أبّو زعيم التيجانية. وحصل من الشيخ ابن حجر ما دعا لطرده من البلد من قِبَل السلطات البريطانية, ورحلوه إلى مصر, وقد كان طلب ترحيله إلى الحجاز أو بلده, ولكن كانت الحرب العالمية الأولى دائرة والغواصات الألمانية في البحر الأحمر وفي البحر الأبيض المتوسط, وهناك خطورة في السفر للحجاز أو المغرب, وظل في مصر إلى أن استولى الملك عبد العزيز على الحجاز, فرحل إليه, وعيّنه رئيساً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة جدة, ولما سمع تلميذ يوسف أبّو بوصوله إلى الحجاز سافر حاجّاً وجلس معه ليزداد من علمه, وكانت أمه في النهود على قيد الحياة فطلبت عودته, بعد أن أقام ثلاث سنوات مع شيخه. وعاد إلى النهود, وكانت الدعوة لا تزال في صدور الثلاثة لم يعلنوها إلا في عام 1936م, تكرّم الحاج أحمد حسون بعد أن كبرت سنه وأعلنها داوية وظلت متوسعة حتى الأن ولله الحمد.
وأول رئيس لجماعة أنصار السنة المحمدية في السودان الشيخ محمد الفاضل التقلاوي أطال الله في عمره المفيد, ولما ذهب إلى أريتريا ليفتتح المعهد العربي هناك أصبح الرئيس الشيخ عبد الباقي يوسف نعمه, وبعد سنة أخذوه إلى غيل باوزير باليمن ليفتتح معهداً دينياً ومسجداً, فناب عنه الشيخ عبد الله حمد التاجر المشهور فترةً, وأخيراً مرض وحل محله الشيخ عبد الله الغبشاوي رحمه الله, ولما ظهرت الاحزاب انخرط في حزب الأمة ورأى أنّ مركزه السياسي لا يتفق والدعوة فتركنا وأقام الشيخ يوسف أبّو إلى أن توفي رحمه الله في عام 1956م. فوقع الاختيار على شخصي الضعيف.
واجهت جماعة أنصار السنة المحمدية معارضات كثيرة ومتنوعة من الطرق الصوفية ومن علماء الأشعرية ولكنا تغلبنا عليهم جميعاً لأننا حرصنا أن نسير في خط لا يُغضب الحكومة حتى لا نعوِق دعوتنا بأمر رسمي من الدولة.
وأما علاقتنا مع الطوائف الدينية فمحدودة بحيث لا تتعارض مع خطنا في الدعوة الذي لا تقره كثير من الطوائف لأنهم يختلفون في صفات الحق عز وجل وفي أسماء الله تعالى, لاننا نرى راي السلف الصالح الإيمان بالصفة وعدم البحث في الكيفية وهذا رأي الإمام مالك رضي الله عنه لما سئل عن الاستواء (الرحمن على العرش استوى) قال: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة, وهكذا نحن نطبق هذا المثل في جميع أسماء الله وصفاته, وأما علاقتنا مع عامة الناس علاقة وطنية لا تشوبها شائبة.
فضيلة الشيخ: تربطكم علاقات متميزة مع بعض الدول العربية الإسلامية هلا حدثتمونا عن هذه العلاقات؟
الشيخ محمد هاشم الهدية: تربطنا علاقة متميزة مع الملكة العربية السعودية وقد بدأت علاقتي بالسعودية نتيجة للكتب التي اقتنيتها عندما كنت حاجّاً وأنا أشعري وصوفي, ولكن قويت هذه الصلة عندما أصبحت سلفياً, ولكني لم أتصل بأي سفارة من سفارات الدول بالسودان بعد الاستقلال إلا بعد أن وصل إلى السودان الشيخ محمد عبدالرحمن العبيكان سفيراً للسعودية لدى السودان واتصل بنا هو شخصياً وأكد لنا أنّ دعوته دينية قبل أن تكون سياسية فارتبطنا به ربطاً وثيقاً, وهذا هو الذي جعلنا من أقرب أصدقاء السعودية حتى الآن, وقد عملنا في مجال التوجيه بطلب من المفتي الأعظم الشيخ محمد بن إبراهيم في حياته, وتولّى العمل معنا بعده سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ووضع لنا كرسي في الحرم المكي والحرم المدني للدعوة في موسم الحج سنين عدة ألى أن سحبتها الداخلية بسبب سياسي وحتى الآن رباطنا بالسعودية نعتز به.
عهود متعددة ... ودعوة واحدة:
فضيلة الشيخ: هلا حدثتمونا عن نشأطكم السياسي والدعوي عبر جميع الحقب السياسية التي مرّت على السودان؟
الشيخ محمد هاشم الهدية: ظهر مؤتمر الخريجين عام 1937م مما فتح باباً للحرية واحتقار الاستعمار أو الدعوة للعمل ضده, ولم تكن الأحزاب السياسية يومئذ قد تكونت؛ إنما كان هناك نشاط عام كنا نشترك فيه دون تنظيم خاص, إلى أن ظهر العمل السياسي ـ كأحزاب ـ عام 1952م, وانضم الناس ونحن من ضمنهم إلى الأحزاب, وكنتُ من المنضمين إلى الوطني الإتحادي واشتركنا في المظاهرات وجميع ألوان الأنشطة في ذلك التاريخ, إلى أن رضخ الاستعمار ووضع قانون الحكم الذاتي الذي حدد الانتخابات لتحدد مسار السودان: الاستقلال أو التبعية لمصر. وقد فاز الحزب الإتحادي الوطني بالحكم, واختصر السيد إسماعيل الأزهري رحمه الله رئيس أول حكومة وطنية الطريق بأن أعلن الاستقلال من داخل البرلمان, واستطاع السودان أن يتخلص من الاستعمار في جميع أشكاله, ونحن ولله الحمد كنا انصار سنة مع حزبيتنا اتحد رأينا أن نتقدم للحزب لنؤكد له أن الاستقلال ليس غاية في ذاته إنما وسيلة لحكم الشريعة الإسلامية, ولم يكن مسموحاً للإخوان المسلمين في ذلك التاريخ العمل باسم الإخوان المسلمين وإنما كان العمل في الأندية التي سموها الأندية الثقافية وهي خالصة لهم, وظهر شاب من شبابهم حضر حديثاً من القاهرة من كلية الحقوق جامعة القاهرة اسمه عمر بخيت العوض وأعجبنا نشاطه مما أدى إلى اتفاق بين أنصار السنة والإخوان المسلمين بقيادته لتكوين كتلة إسلامية يشترك فيها جميع المسلمين: هيئات وطرق صوفية تحت اسم الجبهة الإسلامية للدستور وقررنا أن نتخلص من حزبيتنا, ويكون هدفنا العمل لإعلان لشريعة الإسلامية دستوراُ للبلد.
ركزنا على نواب البرلمان على أساس أنهم المسؤولون عن تحديد مسار البلد, واستجاب لنا جلّهم وعاهدونا إذا عُرضت الشريعة للنقاش ولم تستجب أحزابنا صوّتنا مع الشريعة الإسلامية, وكان بالنسبة لنا هذا مكسب كبير, ولكن الأحزاب كانت أبعد نظراً منا فعيّنت لجنة اسمتها لجنة الدستور, وكانت معيّنة من النقابات والإتحادات ونحن نتهم هذه المنظمات باليسارية, وحرصنا على عدم قيام هذه اللجنة, ولكن للأسف لم نجد استجابة من رؤوساء الأحزاب ولا من آبائهم الروحيين, بل انحازوا لسياسييهم وقامت هذه اللجنة, وعددها 84 عضواً, وكان رئيسها بابكر عوض الله رئيس البرلمان الأسبق, وكلها من المسلمين وليس بينهم مسيحي واحد, وأول سؤال وُجه لرئاسة اللجنة من المحامي أحمد خير رحمه الله بأن يكون السودان جمهورية برلمانية, وأضاف إلى هذا السؤال عمر بخيت العوض كلمة إسلامية. وكلمة إسلامية هذه أقامت الدنيا ولم تُقعدها فاتفقوا على أن ينعقد الاجتماع بعد شهر, ومضى الشهر وأيضاً لم يسفر الاجتماع عن شيء, وأجّل شهرا آخر, وانعقدت الجلسة بعد شهر وكان أول المتكلمين الدكتور محمد آدم أدهم فقال: مادام يريدونها إسلامية لماذا أتوا بنا وكان الواجب أن يأتوا بعلماء من المعهد العلمي (ولم يكن ممثلاً لحزب سياسي ولعله كان ممثلا لإحدى النقابات أو الإتحادات). وبعد أن انتهى النقاش قرروا التصويت فَعُرض الدستور الإسلامي, واقترح مندوبنا عمر بخيت العوض أن يكون التصويت بالوقوف, فوقف مع الدستور الإسلامي خمسة هم: أعضاء الوطني الإتحادي والدكتور يوسف شبيكة ممثل الأطباء والأستاذ عمر بخيت العوض الأمين العام لجبهة الدستور الإسلامي, ووقف ضده 79 عضواً. ولكن أراد الله أن لا تستمر هذه الحكومة وحصل انقلاب عبود.
حكومة عبود ألغت الدستور وحلت الأحزاب وسقطت الحكومة, ونحن أنصار السنة حرصنا على بقاء الجبهة الإسلامية منفردين وتقدمنا بمذكرة وضع اسسها الأستاذ عمر بخيت العوض وكان غائباً في عمرة, فصغتها في مذكرة فيها بنود وقدمتها لمجلس الثورة, ثم بعد أيام قليلة استدعاني اللواء طلعت فريد الناطق الرسمي باسم الحكومة والمسؤول عن الإذاعة السودانية على أن أقابله اليوم التالي الساعة التاسعة صباحاً, فذهب إليه ومعي إخواني عبد الله الغبشاوي وعبد الرحمن الصائم المعلم بالمعهد الديني, ودخلنا مكتبه واستقبلنا مدير مكتبه العسكري على حامد رحمه الله, واستدعى الوزير مدير مكتبه السياسي (....) وقال الوزير بالحرف الواحد: إنّ مجلس الثورة معجب جداً بمذكرتكم وقد وصلتنا مذكرات كثيرة فكانت مذكرتكم هي التي أثارت إعجابنا وهي تصلح لأن تكون دستوراً للسودان وكلفت بأن أبلغكم شكر مجلس الثورة واستفسر عن التطبيق فوراً أو بالتدرج, فشكرنا مجلس الثورة وقلنا: هناك أشياء تُطبق فوراً ولا يتضرر البلد بتطبيقها وأخرى تحتاج للتدرج لبعض النظم التي أقرها الإسلام؛ لأن المنحرف إذا أخذ بأسباب الإصلاح وعاجلته المنية كافأة الله بالجنة نتيجة مجهوده وحسن نيته للتطبيق المطلوب. لكن مع الأسف مدير مكتبه المدني عارضنا معارضة شاذة ودافع عن كل منكر أردنا إزالته على أساس أنّ أمريكا بكل قوتها وصولجانها عجزت عن محاربة مثل هذا الذي تطلبون إزالته, وصك باب الوزير أمامنا ولم نتصل به حتى سقطت حكومة عبود.
في ثورة أكتوبر ظهرت الديمقراطية من جديد, وقامت جبهة الميثاق الإسلامي التي رفضتُ الاشتراك فيها لتجربتي في الجبهة الإسلامية الأولى, ولكن أمام إصرار أنصار السنة بالإنضمام؛ اضطررت للإنضمام وعملت بكل جهد سياسي رغم أني كنت موظفاً في الحكومة ودستور البلد يمنعني من السياسة, وعملت بجهد وتوسعت الدعوة للدستور الإسلامي وعلم الناس بمجهودنا أنّ الإسلام يمكن أن يقوم على ضوئه دستور له أبواب وقيم, وهو الذي بسببه تعمر الدنيا ويلقى الناس ربهم وهو عنهم راضٍ. ولكني استقلت من الميثاق قبل قيام نميري بشهرين, لرأي رأيته وما اردت أن أفقد إخواني الذين عاشرتهم في الميثاق الإسلامي من جماعة الإخوان احتفاظاً بأخوتهم وذلك لمخالفات في نظري ما كان يجب أن تحصل.
قامت 25 مايو عام 1969م وجاءت بالنميري, وبعد أول سبت من قيام الإنقلاب ألقى القبض عليّ بسبب خطبة جمعة زعم رجال الأمن أني قلت فيها: يلعن أبو الحكومة. فسألت الضابط: من هو أبو الحكومة؟ فقال: هل أنت لعنت الحكومة أم لا؟ فقلت: إنّ هذه المنابر لا تصلح للعن إنما هي للبشارة والنذارة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أن شُجّت جبهته وكان يمسح بيده الدم ويقول: لا يفلح قوم شجوا رأس نبيهم. قالوا: أتدعو عليهم يا رسول الله؟ قال: ما بعثت فحاشاً ولا لعاناً اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون. وبعد ثلاثة أيام وأنا أنام على الحصير على الأرض في سجن أم درمان أطلق سراحي بأمر من وزارة الداخلية, وكان يوم الاثنين, ويوم الأربعاء ألقي القبض علي بسجن تحفظي بكوبر, وظللت فيه ثلاثة أسابيع, ثم استدعاني وزير الداخلية فاروق حمد الله وقال: لم نجد ضدك حاجه وأطلق سراحي. ولكن في عام 1970م ألقي القبض عليّ مرة أخرى دون أن توجه إليّ أي تهمةوظللت في كوبر ثلاثة شهور. وبعدها أطلق سراحي وظللت أمارس عملي في الدعوة.
في الحكم الديمقراطي نصوت للعضو المسلم الذي نتأكد من صدقه ليقف مع الشريعة إذا عرضت في البرلمان بغض النظر عن حزبه.
الإنقاذ.. من المواجهة إلى المشاركة.
فضيلة الشيخ: كيف كانت تجربتكم مع نظام الإنقاذ الحاكم الآن في السودان؟
الشيخ محمد هاشم الهدية: لما قامت الإنقاذ كنت غائباً في الحج, وأول من بايعها وفد من جماعتنا بقيادة الدكتور محمد الحسن عبدالرحمن, وكان خطابها الأول يتفق ومخططنا في الدعوة, وطمأننا رئيس الجمهورية بأنه يثق في أنصار السنة ويقبل نصيحتهم في أي وقت وبابه مفتوح لهم, ولما عدت إلى السودان ذهبت ومعي إخواني وقدمنا له التهنئة وقدمنا له بعض النصائح, التي قبلها في ذلك التاريخ. ولكن للأسف لم يعمل بها, وبعدنا عنه حتى لا يحصل منه أو منا ما يعوق دعوتنا, وقد صودرت منا مساجد وبعض اشياء أخرى وعجزنا أن نردها, وظل الأمر بيننا وبينهم دون تعاون ودون معارضة منا, إلى أن عُيّن علي عثمان محمد طه وزيراً للتخطيط الاجتماعي, ودعانا هذا الوزير وفتح لنا مجالاً للتفاهم وأصدر أوامر للولايات أن تساعدنا في بناء المساجد والمعاهد والمراكز الصحية والأمر بيننا أصبح إلى حدٍ ما طيب.
كان مضيق علينا في بداية عهد الانقاذ، لكن تغير الوضع، وتم تعيين : عبد الله التهامي محافظاً للكاملين، وكذلك الأستاذ محمد أبو زيد وزيرا للدولة بالتربية والتعليم, والأستاذ إسماعيل عثمان محافظاً لدنقلا ثم كادوقلي.
http://www.meshkat.net/new/contents.php?catid=12&artid=12015
الكاتب: حسب الله مرتضى التاريخ: 19/09/2007 عدد القراء: 5913
أضف تعليقك على الموضوع
|