قصيدة / الباستيل !!!
وسَالَ المِدادْ
وسالت دُمُوعيَ قبلَ الكِتَابَةْ
وصدري اجتياحُ منَ الحُزنِ..
أرسى بقلبي جُيُوشَهْ
ولم يبقَ إلا العَلَمْ !
/
أيا أيها الحائرُ
أما احترتَ يوماً
وليلُكَ يورِقُهُ المُسْتغيثُ جُسُوراً..
تطوّي الفضاءَ لربِّ السَّماءْ!
/
أما احترتَ يوماً
وليلُكَ يُشْعِلُهُ القانتُونَ بِتَرتِيلِهِمْ
ينيرونَ ظُلمةَ جُدْرَانِكَ المُسْتديمةِ..
نوراً
يَهُزُّونَها بالخُشُوعِ
ويطلُونَها بالدُموعِ
ويكسُونَهَا بالألَمْ
/
أما احترتَ يوماً
وليلُكَ ما عرفَ النَّومَ من صوتِ..
فتحِ كتابٍ
وتسطيرِ دفترْ
وبريِ قلمْ
وأنشودةٍ كانثيالِ المَطَر
يردِّدُها ذلك الطاهرُ
(( أخي أَنْتَ حرُّ وَرَاءَ السُّدُودْ
أخي أَنْتَ حُرٌ بتلك القُيودْ
إذا كنت بالله مستمسكاً
فماذا يضيركَ كيدُ العبيدْ ))!!
/
أيا أيها الحائرُ
أما احترتَ يوماً بأنَّ مَمَرَّاتِكَ المستكينةِ..
يمشي عليها شَبيهُ الصَّحَابةْ !
ومن وارثيْ المُصْطَفَى
غمامُ القَصِيمٍِ ابنُ علوانَ نورُ البلادِ..
وصوتُ الأُمَمْ !!
/
فَقُلِّي..
أَمَا قَدْ عَرَفْتَ مَعَالِمَكَ الآنَ..
بينَ سُجُونِ الدُّنا ؟؟!!
وقلِّي بربِّكَ هلْ بتَّ تَحضُنُ في جَنَبَاتِكَ..
غيرَ النقاءْ
وأنكَ ما عُدتَّ سِجْناً لأهلِِ الجَرِيمةِِ..
أهلِ الشَّقَاءْ !!
فكبرْ طويلاً..
وأرسلْ منَ الحَمْدِ والشُّكْرِ نَحْوَ..
الذي قدْ أَرَادَ وَشَاءْ
وضُمَّ رِفَاقي كَـــأُمْ
وداوِ جِرَاحاتِهِم بالمَسَاءْ
بكفِّكَ أطعِمْهُمُ في العَشَاءْ
وردِّدْ مَعَ الصَّحْبِ قولَ الشَّهيدِ الفَريدِ..
((أخي ستبيدُ جيوشُ الظلامْ
و يشرقُ في الكونِ فجرٌ جديدْ
فأطلقْ لروحكَ إشراقَهَا
ترى الفجر يرمُقُنا من بعيدْ )) !!!
محمد الياقوت
بلاد الحرمين
14/4/1428 هـ
*الباستيل سجن شهير في فرنسا !
*ابن علوان هو المحدث العلامة سليمان بن ناصر العلوان ثبته الله وفرّج عنه وعن إخوانه.
*ما بين ((..)) هي أبيات من قصيدة الشهيد نحسبه كذلك سيد قطب إمام الشعراء والأدباء الإسلاميين في العصر الحديث.
الكاتب: محمد الياقوت التاريخ: 11/05/2007 عدد القراء: 5096
أضف تعليقك على الموضوع
|