بسم الله الرحمن الرحيم
صلّوا على الشيخ أبي مصعب رحمه الله تعالى
بقلم أبي مسلم الجزائري
الحمد الله و العاقبة للمتّقين و لا عدوان إلاّ على الظّالمين .
أمّا بعد : أعلن اليوم العدوّ الأمريكي على دفن الجسد الطّاهر لبطل الإسلام الشيخ أبي مصعب الزرقاوي رحمه الله تعالى ، و بهذا الإعلان الغير المفاجئ و المنتظر خاصّة بعد رفض حكومة الأردن العميلة دخول جسده إلى أراضيها ، أقول بعد هذا الإعلان أنّ الشيخ رحمه الله إنتصر على أعداء الله و رسوله و أعداء الأمّة إذ أرهبهم حيّا و ميّتا ، و نقول لهؤلاء لا يضرّ الشيخ إذ يصير قبره مجهولا ، فهو واحد من عشرات الآلاف الّذين تجهل الأمّة قبورهم و هم من سادات هذه الأمّة و على رأسهم أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ، فلسنا و لله الحمد من الّذين يقدّسون القبور و يتبرّكون بها ، و لعلّ الله أكرم الشيخ بما صنعه العدوّ إذ مات الشيخ على راية التوحيد ، و من حماية التوحيد و سدّ ذرائع الشرك عدم التعلّق بالقبور.
و بعد هذا الإعلان الأمريكي الأردني أقول : قال الله تعالى : " و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين " .
يُشرع لكلّ مسلم أن يصلّي على الشيخ صلاة الغائب عند الجمهور ، فلو ترك العدو دفنه من بعض الأمّة لما شُرع الصّلاة عليه صلاة الغائب في أصحّ الأقوال ، وأمّا في هذه الحالة فيشرع للأمّة أن تصلّي عليه ، و هذه مكرُمة الله له و الجزاء من جنس العمل ، مات الشيخ من أجل أن تحيا هذه الأمّة في زمن الخذلان فأكرمه الله بهذه الحالة حيث يشرع للأمّة أن تصلّي عليه ، إذ لم يصل عليه أثناء دفنه ، و هذا تأسّيا بفعل رسول الله عليه الصّلاة و السّلام لمّا صلّى على النجاشي يوم وفاته و لم يصلّ عليه أحد ؛ قال شيخ الإسلام فيما نقله عنه الإمام إبن القيّم في كتابه زاد المعاد : الصّواب أنّ الغائب إن مات ببلد لم يصلّ عليه فيه صُليَ عليه كما صلّى النبيّ عليه الصّلاة و السّلام على النجاشي .إنتهى
و هذا الفعل أي الصّلاة على الغائب هو ما إتفق عليه أصحاب رسول الله عليه الصّلاة و السّلام ، قال الإمام إبن حزم في كتابه المحلّى بالآثار : و لم يجئ قط عن أحد من الصّحابة أنّه زجر عن هذا أو أنكره – أي صلاة الغائب – إنتهى
و ليكن في علم الإخوة أنّ المقصود الشرعيّ من صلاة الجنازة هو الدّعاء و الإستغفار للميّت ، و ليس المباهاة .
إستعملت لفظة " يُشرع " بدل " يجب " للخلاف المشهور في حكم الصلاة على الشهيد ، فذهب بعض أهل العلم أنّ الصّلاة على الشهيد لا تجب بل تستحبّ ، ومع فممّا لا ريب فيه أنّ الصّلاة عليه أفضل لأنّها عبادة و دعاء .
فالحمد الله على فضله و إحسانه . و الله أعلم .
الجزائر : الأحد : 06 جمادى الثانية 1427 هج
02 / 07 / 2006 م
الكاتب: أبي مسلم الجزائري التاريخ: 01/01/2007 عدد القراء: 5232
أضف تعليقك على الموضوع
|