طعن بوش في برنامج أطفال فلسطيني يغضب الإعلام الأمريكي
تحرير أمريكا إن أرابيك
واشنطن، 1 إبريل/نيسان (وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك – )
تبنت العشرات من وسائل الإعلام الأمريكية وبعض وكالات الأنباء الغربية حملة تنديد قوية، كانت أول من دشنتها منظمة إسرائيلية أمريكية متشددة تقوم بمراقبة الإعلام العربي، بعرض تليفزيوني فلسطيني للعرائس يبدو فيه احد الشخصيات وكأنه يطعن الرئيس الأمريكي جورج بوش نتيجة دور بوش في "تيتيم" الأطفال الفلسطينيين والعرب.
وخصصت محطة إم إس إن بي سي الأمريكية، التي تملكها شركة مايكروسوفت بالاشتراك مع شبكة إن بي سي الأمريكية فقرة أخبارية كاملة، تم تكرارها طوال اليوم، استضافت فيها المذيعة كريس جنسنج خبير الشبكة "في شئون الإرهاب العالمي" للتعليق على اللقطات التي استغرقت ثوان ويبدو فيها طفل فلسطيني وكأنه يطعن أو يضرب الرئيس بوش نتيجة دعم بوش لحصار غزة ودوره في ظروف الفلسطينيين المعيشية.
وظهرت المذيعة الأمريكية كريس جنسنج على المحطة وهي تندد بالمشهد وتقول "لن انسى ابدا حينما كنت في الضفة الغربية ورأيت أمهات وجدات فلسطينيات يأملن في أن يستشهد أطفالهن ذوي السنتين أو الثلاثة أو أربع سنوات".
وأظهرت المذيعة استغرابا واشمئزازا شديد لطعن دمية للرئيس بوش .
وعلق خبير الإرهاب، مايكل شيهان، قائلا :"إنها عقلية الإرهاب" وقال أن الطعنه هي للحكومة الأمريكية وللشعب الأمريكي.
وكانت أول من رصدت البرنامج الذي أذيع على تليفزيون الأقصى الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية حماس منظمة إسرائيلية لها فرع في أمريكا اسمها "معهد أبحاث وسائل إعلام الشرق الأوسط" المعروفة اختصارا باسم ميمري والتي وزعت اللقطات على نطاق واسع في إسرائيل وأمريكا.
يذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية تدرج حماس ضمن قائمة المنظمات الإرهابية العالمية.
هذا وقد خصصت محطات أخرى مثل سي بي إس فقرة عن عرض العرائس وطعن دمية الرئيس بوش.
كما نقلت الخبر جريدة نيويورك ديلي نيوز التي تصدر في نيويورك التي بها اكبر تجمع لليهود في أمريكا.
وكتبت عنه جريدة "يو إس إيه تودي" اكبر الجرائد القومية توزيعا في أمريكا.
كما نقلت وكالة أنباء رويترز الخبر ووزع على المئات من المصادر الإخبارية العالمية وقامت بترجمته في خدمتها العربية التي توزع للمشتركين العرب لكنها لم تورد مصدر الخبر وهو المنظمة الصهيونية الإسرائيلية الأمريكية.
كما نقل الخبر وكالة أنباء اسوشيتد برس الأمريكية، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، المتعاطفة عادة مع إسرائيل.
ونقل الخبر كذلك مواقع إخبارية يمينية متطرفة ذات ميول صهيونية منها ورلد نيت ديلي وكذلك وشبكة الإذاعة النصرانية.
يذكر ان مصرع أكثر من 300 فلسطيني في الفترة الأخيرة في عمليات عسكرية إسرائيلية لم يحظ بالكثير من التغطية من تلك الشبكات.
يذكر ان ميمري منظمة صهيونية تأسست المنظمة في فبراير/شباط عام 1998، وتمتد فروعها في برلين ولندن وطوكيو والقدس المحتلة وبغداد المحتلة، وتتخذ من واشنطن مقرا لها، تقوم برصد الإعلام العربي ثم ترجمة أبحاثها إلى الإنجليزية والألمانية والعبرية والإيطالية والفرنسية والأسبانية واليابانية وتوزيعها في العالم.
وتهدف المنظمة من هذه الترجمات إلى إظهار الانتقادات العربية الموجهة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي بأنها معاداة للسامية أو أنها توضح "ثقافة العنف والكراهية" لدى العرب.
وقد تأسست المنظمة على يد الباحثة والمفكرة ميراف وورمسر، التي ولدت في إسرائيل، والكولونيل الإسرائيلي المتقاعد يجال كارمون، وكلاهما من المتشددين المؤيدين لحزب الليكود الإسرائيلي.
وكان الأخير قد عمل ضابطا في الجيش الإسرائيلي حيث خدم أكثر من 20 عاما في المخابرات العسكرية الإسرائيلية.
وقد عمل كارمون مستشارا لكل من رؤساء وزراء إسرائيل السابقين إسحاق شامير ومناحم بيجن لشئون مكافحة الإرهاب من عام 1988 وحتى عام 1993.
وضم طاقم العمل في المنظمة حاليا عددا من الإسرائيليين من بينهم يوتام فلندر، الذي عمل أيضا في المخابرات العسكرية الإسرائيلية.
هذا، ورغم أن الإعلام الأمريكي لم يزهر دور المنظمة في توزيع الخبر، إلا أن ميمري قد اجتذبت الكثير من الانتباه إلى عملها خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر/ايلول 2001، وما تلاها من الحرب التي أعلنها الرئيس الأمريكي جورج بوش على ما يسمى بالإرهاب.
هذا ويذظر كثير من اليهود الأمريكيين أنفسهم إلى تلك المنظمة، التي تتلقى تمويلا من عدد من أثرياء اليهود الأمريكيين، على أنها متشددة ولها أجندة تهدف إلى تشويه صورة العرب ويقولون أنها تظهر اليهود في الوقت ذاته بموقف المغالي المتصيد للعرب والمسلمين بما يقتل فرص السلام بينهما وتستثير الدول الأجنبية عليهم وهو ما يعتبره بعض اليهود الأمريكيين أنفسهم عملا عدائيا تجاه العرب.
يذكر أن مقدمي مشروع قوانين محاسبة الدول العربية مثل قانون محاسبة السعودية وقانون محاسبة سوريا في الكونجرس الأمريكي في عام 2003 وأوائل 2004 قد اعتمدوا على ترجمات قدمتها تلك المنظمة أيضا.
هذا وقد عملت المؤسسة الثانية لميمري، ميراف ورمسر، كمدير مركز سياسات الشرق الأوسط في معهد هدسن إنستيتيوت، الذي مقره إنديانابولس بأمريكا وعرف عنها معارضتها المستميتة لاتفاقيات اوسلو اللسلام مع الفلسطينين كما إنها تكتب أعمدة لجريدة اليمين الإسرائيلي المتشدد "جيروزليم بوست".
ووفق مؤسسة "ميديا ترانسبيرنسي" أو "الشفافية الإعلامية" الأمريكية فان من ضمن الممولين لتلك المنظمة مؤسسات لبعض الأثرياء ورجال الأعمال من اليهود منهم المؤسسة اليمينية "ليندي اند هاري برادلي فاونديشن" والتي قدمت لميمري 100 الف دولار في الفترة بين 1999 الى 2000 فقط علاوة على مؤسسة"رونالد اند ماري ان لاكمن فاونديشن" وكذلك مؤسسة راندولف الخيرية التي قدمت 100 الف دولار في عام 2001 فقط.
الكاتب: أبو غالي التاريخ: 03/04/2008 عدد القراء: 4255
أضف تعليقك على الموضوع
|