مات أسامة بن لادن .
...
إنا لله وإنا إليه راجعون.
حقيقة لا سبيل إلى إنكارها. قال الله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزُّمر: 30].
بأبي أنت وأمي.
طبت حيًّا وميتًا.
والذي نفسي بيده.
لا يذيقك الله الموتتين أبدًا.
أما الموتة التي كتبت عليك فقد مُتَّها.
أودعك بعين دامعة وقلب فرح..
وهل كنت أتمنى لك إلا أن ينعم الله عليك بأعلى مرتبة يمكن أن يتوق إليها مسلم. مرتبة الشهيد.
أشهد ونشهد أنك أديت الأمانة وأنك أبرأت ذمتك أمام الله ورسوله..
أشهد ونشهد أنك استدرجت أمريكا إلى منحدر سيقودها إلى الهاوية التي لا قيامة لها بعدها..
أدعو الله أن تكون كسيد شباب الجنة مولانا الإمام الحسين رضي الله عنه.. أن يكون عطاؤك بموتك أكثر من عطائك بحياتك..
يا شيخنا وحبيبنا.. نحن راضون مستبشرون ولا نعترض على قضاء الله أبدا..
لكنني أعترف..
كانت فرحتي ستكون خالصة – كحزني- لو أن الخنازير لم يأسروا جثمانك الطاهر..
سوف يخفونها.. كي لا تكون مزارا للعالمين..
وذلك لا يهمنا.. فما من قبر نبي معلوم سوى قبر رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلم..
لا يهمنا أن يكون لك قبر معلوم..
فأنت حي لم تمت.. وأنت تعيش في قلوبنا..
لأتعزى بأنك حي عند ربك ترزق..
أتعزى بالأنبياء الذين قتلهم بنو إسرائيل.. صلوات الله وسلامه عليهم.. كما أتعزى بالحمزة رضي الله عنه..
أرى أوباما بن عتبة يلوك كبدك يا حبيبي..
لا يفهم الخنازير أنك خلعته.. خلعت جسدك كما يخلع الإنسان ثوبا ضاق عليه واهترأ.
منذ أيام كنت أعتمر.. وكنت أنوي أن أعتمر عنك فحال المرض والشيخوخة بيني وبين ذاك..
أتألم الآن من أجل ذلك..
ليتني فعلتها..
رغم أني أحسب أنك كنت في مكانك البعيد أقرب إلى الله من المعتمرين ومن الطائفين حول الكعبة ومن الراكعين في الروضة.
يا لفرحة الشيطان بموتك..
ويا لفرحة عبدة الشيطان باختفائك..
لا يعلمون أنك كالنجوم التي تموت فيظل نورها يضيء بعد موتها مليار عام!!.
يظنون أنهم قتلوك..
وأنا أقول بل الآن نجوت..
وأنك – يا حبيبي- هناك حيث لا يستطيعون أن ينالوك..
أنك هناك..
مع جدك المصطفى صلى الله عليه وسلم..
أتخيل..
كم فرح بك وكم فرحت به..
يا سيدي.. يا حبيبي.. يا شيخي..
يا أسامة..
رضي الله عنك..
وإنا لله وإنا إليه راجعون
***
بقلم د.محمد عباس الكاتب: أم عزام التاريخ: 02/05/2011 عدد القراء: 3144
أضف تعليقك على الموضوع
|