عبد الله الفقير
يبدو ان مطربة الحي لا تطرب من في الحي فقط,بل لا تطرب حتى سكان الاحياء الاخرى,ليس لان صوتها ليس جميلا,بل لان الجميع لا يريد ان يطرب الا لمن كتب تحت اسمه "المطرب العالمي المشهور",او انه منح "الاوسكار" او استضافته "اوبرا" في احدى حلقات برامجها,او شارك على الاقل في احدى مسابقات "ستار اكاديمي"!!.
ولهذا,فقد بحت اصوات الكثيرين وهم "يغنون" في اذان العالم الحي والميت بان جرائم الامريكان وعملائهم في العراق قد انشقت لها الارض وهدت الجبال هدا لبشاعتها دون ان يستمع اليهم احد او يستجيب لصرختهم سمّاع او سامع!.
قد يقول قائل بان الفرق بين المطرب"ويكليكس" وباقي مطربي "حيّنا" الذين لا يطرب اليهم احد,هو ان ويكليكس كان يدعم اغانيه الشجية بوثائق من قعر الدهليز الامريكي المرعب,وهذه حجة داحضة, فهل كانت وثائق ويكليكس اكثر مصداقية في التعبير عن الجرائم التي اقترفت في العراق من هذه الصور التي تظهر بشاعة ما اقترفه الامريكان وكلابهم في العراق والتي يرفض حتى ويكليكس ان يعرضها حتى وان سلمت له يدا بيد؟؟:
(الصور مقززة نرجو ممن كان له قلب ضعيف ان لا يضغط على روابطها)
هذه الصور ليست من فبركات الفوتوشوب,
ولا من صنع خبراء المونتاج في هوليوود,
ولا هي من تاليف خبراء المونتاج وصانعي المؤثرات الخاصة,
هذه الصور الواقعية رسمتها ريشة النظام الغربي والمجوسي على اجساد المسلمين ونقشتها باحداث ادوات الحفر وثقب والصخور ,وووقعت عليها باحدث ادوات صهر اللحم البشري التي استطاع العقل الاجرامي ان يتفتق عنها!!!:
بالله عليكم,
هل وثائق ويكيليكس اكثر مصداقية في التعريف بجرائم التعذيب التي يقوم بها كلاب امريكا في العراق ام هذه الصور لبعض من طالته مثاقبهم وسياطهم واحواض تيزابهم المقدس؟؟:
ثم لماذا رقص البعض وطبل لوثائق ويكيليكس,ولم يطبل ويزمر لهذه الفضيحة المصورة والمنقولة عن احد الامريكان رغم انه امريكي ايضا ؟؟,
تقول الفضيحة التي نشرت قبل سنوات انه كان هنالك عدة صبية يلعبون كرة القدم في احدى بساتين مدينة بهرز التابعة لمحافظة ديالى السنية,وفجاة انفجرت عبوة على احدى المركبات العسكرية الامريكية,وعندها بدأ الناس يتراكضون مبتعدين عن مكان الانفجار,فلم يجد الجنود الامريكان"المتوحشون" هدفا يفرغون به حقدهم وبربريتهم سوى اجساد اولئك الصبية الذين جاءت بهم منيتهم الى تلك البقعة من الارض,
الجريمة لا تقتصر في ان الجنود الامريكان قد قتلوا اولئك الصبية فقط,
بل الجريمة الاكبر هي انهم وفي محاولة منهم لتبرير قتلهم لاولئك الصبية,قاموا بوضع مجموعة من الاسلحة بالقرب من جثث اولئك الصبية وتصويرهم على انهم قتلوا لانهم كانوا مسلحين!!!,
بل والاكثر وحشية هو ظهور احد الصبية في احدى الصور وهو ما زال حيا,حيث لم تكن اصابته من النوع القاتل,ثم بعد ذلك تظهر صورة لذلك الصبي وهو ميت!!:
هذه صور الفتية بعد ان قتلوا,وتظهر الصور عدم وجود أي سلاح بالقرب منهم,ثم:
حيث يظهر نفس السلاح وهو ينقل في كل مرة من مكان لاخر لكي يقال بان هؤلاء الصبية كانوا مسلحون!!:
هذه الصور لبعض الصبية الذين اصيبوا في الحادث,وكانوا ما يزالون على قيد الحياة,لكن بعد قليل!!:
هذه صورة ذلك الصبي الجريح قبل ان يقتل.
وهذه صورته بعد ان قتل.
وهذه صورته اثناء الدفن!.
فهل كانت هذه الجريمة الموثقة بالصور اقل مصداقية من وثائق ويكليكس؟,
ام كان صوت "المطرب" الذي غرد بها اقل عذوبة من صوت ويكيليكس؟,
ام كانت اقل بشاعة من بعض الجرائم التي نشرها ويكيليكس و"مكيجها" بشتى انواع مساحيق التجميل الغربي لكي يقلل من فظاعتها؟؟.
منتهى العدالة الغربية ان تكون انت الحكم والخصم!!:
النفور الغربي والعالمي من مطربات حينا التي كانت وما زالت تنوح بأعذب الالحان على جثث ضحايانا ليست المسخرة الوحيدة التي بكينا من شدة الضحك عليها,لكن التصريحات التي سمعنا بعض ممثلي الامم المتحدة يطلقها قبل ايام من على منابر الامم المتحدة كانت اكثر سخرية من كل "تراجيديا" العالم منذ ان عرف شيء اسمه "تراجيديا" والى اليوم!!,
خصوصا عندما لعلع صوته العذب قائلا بان "على الحكومة الامريكية والعراقية ان تحقق بحالات التعذيب التي نشرت على موقع ويكيليكس"!!!!.
فهل شهدتم كوميديا اكثر مهزلة من ان تطلب من المجرم ان يحقق في جريمة هو من اقترفها؟؟,
وهل رايتم مسخرة اكثر من ان تطالب الجلاد بان يحقق مع نفسه؟؟,
وهل رايتم انحطاطا اخلاقيا وعقليا و قانونيا من الانحطاط الذي بلغته ما تسمى بالامم المتحدة و جمعياتها "الاممية" حين تعرض عليها كل تلك الجرائم الموثقة فتكتفي بان تطالب من اقترفها ان يحقق في مصداقيتها؟؟؟؟.
لنتخيل لو ان الامريكان او الامم المتحدة او ايران او أي من الدول التي تعادي الاسلام,كانت قد وقعت يدها على وثيقة واحدة (وليس اربعماءة الف وثيقة!!) تدين أي من الدول او الانظمة المعادية لها كنظام صدام السابق او حكومة طالبان او النظام السوداني او الليبي او أي من الدول التي تتربص بها تلك الدول شرا,
هل كانت الامم المتحدة ستطالب من ادارات تلك الدول ان تحقق في صدقية تلك الوثائق او التحقيق بشانها,ام كانت ستعلن من الغد عن تشكيل محكمة دولية للتحقيق بشان تلك الجرائم حتى لو كانت الوثائق مزورة؟؟؟؟.
هل كانت "الجرائم" التي زعم ان النظام السوداني الحالي قد اقترفها في جنوب السودان اكثر بشاعة من الجرائم التي اقترفتها الادارة الامريكية في العراق وافغانستان؟؟,
هل كانت "الجرائم" المزعومة في جنوب السودان اكثر توثيقا من الجرائم التي اقترفتها امريكا وكلاب ايران في العراق؟؟.
هل سمعتم ان الامم المتحدة قد طالبت من عمر البشير ان يحقق في الجرائم التي يقال ان بعض الميليشيات التابعة لحكومته قد اقترفتها في جنوب السودان؟؟,
لم اذا تطالب الامم المتحدة من جلادي العراق ومجرميه ان يحققوا هم بانفسهم من الجرائم التي اقترفوها والتي اعترفت بها حتى الوثائق الرسمية لجيش الاحتلال؟؟؟,
هل لان العدالة الغربية لها معيارين, معيار يطبق على الاقوياء الاغنياء العملاء, ومعيار يطبق على "المغضوب عليهم"؟؟,
ام لأن الامم المتحدة تقول لنا اكثر من مرة بانني لا اريد ان اكون الها لكم ايها المسلمون ولا يشرفني بان اكون "ربا" لامثالكم, لكننا رغم ذلك ما زلنا نصر على ان نحتكم اليها ونتحاكم لها وان نتخذها "الها" مقدسا ,وان نتسابق بتقديم "القرائن" لها مشفوعة بالقرابين ولسان حالنا يقول "لعلك ترضى"؟؟!!.
والسلام عليكم
الكاتب: أبو محمد العراقي التاريخ: 28/10/2010 عدد القراء: 7324
أضف تعليقك على الموضوع
|