أبو عثمان اليمني
من بلاد اليمن و التي دعا لها الرسول صلى الله عليه وسلم بالبركة من منطقة حي( مسيك) تحديداً خرج الأخ أبو عثمان رحمه الله متأثراً بأخينا الشهيد أبو الحارث الدوسري رحمه الله ونذكر هنا حديث رسولنا عليه الصلاة والسلام " أن الرجل يعمل بعمل أهل النار حتى يٌكتب من أهلها فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام و قال النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الآخر ( خياركم في الإسلام خياركم في الجاهلية إذا فقهوا ) ، نعم هكذا كان أخونا قبل فترة التزامه حيث كان من أصحاب السوابق كما يقولون ،
فكان من أصحاب السوابق في المشاكل وأصحاب السوابق في الجهاد والشهادة وعندما هداه الله للإسلام والسنة كان حريصاً على دينه آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر حتى ذاع صيته بين أفراد حيه ومنطقته ،
سمع داع الجهاد في بلاد الرافدين فلبى الركب مسرعاً نحو المعالي ومسابقاً إلى لقاء الله سبحانه والإثخان في أعدائه فطار إلى هناك وعندما دخل أرض الجهاد سجد لله شكراً وحمده تعالى على ذلك وذرفت عيناه فرحاً بهذا، لا كما يفعل بعض الشباب اليوم من البكاء على محبوبته أو على المغني الفلاني وغير ذلك ، دخل أخونا وسجل نفسه ضمن كتيبة ( البراء بن مالك ) .
كان خدوماً لإخوانه يطبخ لهم ويقضي حوائجهم قدر استطاعته، بكاءً من خشية الله تعالى ، محباً للدعابة مسلياً بها إخوانه و مخففاً عنهم ما هم فيه من الغربة والبعد عن الأهل والمال والولد وجاءت الفرصة حيث أعد الإخوة لعملية جديدة وقوية على العدو، حيث أفاد جهاز الترصد العسكري بوجود موقع جديد للأمريكان قد نزلوا فيه سراً في منطقة ( حصيبة ) وتحديداً في ناحية ( السنجك ) وذلك تمهيداً لدخول المدينة من عدة محاور
حيثٌ تم نشر سلاح القناصة لتأمين الدخول البري وذلك لتجنب المواجهة المباشرة مع المجاهدين فاتُخذَ القرار على الفور من الأمير العسكري _ حفظة الله _ بضرورة العمل السريع على هذا الموقع مهما كلف ذلك ، فكان اختيار ضربةٍ بسيارة استشهادية وذلك بسبب تحصين الموقع وصعوبة الدخول إليه بدون تكبد خسائر بشرية ومادية كبيرة لأنه يقع في منطقة مكشوفة ومرصودة تم اختيارها بدقة من قبل العدو، فجهزت السيارة وحُمِّلت بالكمية اللازمة من المتفجرات ، وقادها أخونا أبو عثمان _ رحمه الله _ .
جلس الأخوة معه قبل التنفيذ فكان أن بكى أحدهم على فراق أبي عثمان، فأخذ الشهيد يسليه ويصبره فكان والله كأنه في نزهة وليس ذاهباً إلى الموت لله دره ، ودّعه إخوانه بأعين باكية وذهب مسرعاً وانقض على فريسته فدك عليهم حصنهم الحصين موقعاً فيهم عشرات القتلى والجرحى و بدا الموقع كأنهُ ساحة حرب حقيقية وشوهدت طائرات الإسعاف تنزل إلى المكان أكثر من مرة لإخلاء المصابين على الفور.
رآه أحد الأخوة في رؤية بعد مقتله وكأن هاتفاً جاءه في المنام وقال له ( إن أبا عثمان أصاب الفردوس الأعلى من الجنة ) فأولت له والله أعلم بالشهادة و استحلفه أحد الأخوة من جزيرة محمد صلى الله عليه و سلم أن يأتيه في المنام إذا تقبله الله في الشهداء ، وهكذا كان ، فقد أتاه بعد فترة من مقتله في رؤيا صادقة يستعجله بها في القدوم و اللحاق به في الجنة . فوداعاً أبا عثمان ورحمك الله رحمة واســــعة
الكاتب: ابو سعيد الموحد التاريخ: 03/02/2007 عدد القراء: 5334
أضف تعليقك على الموضوع
|