عبد الله الفقير
اغرب ما في تناقضات القذافي انه في الوقت الذي كان يدعي "القومية", فانه وقف الى جانب الخميني في حربه ضد العراق كحال زميله حافظ الاسد الذي كان يدعي القومية ايضا!!,
وبينما كان من الممكن تفسير وقوف الاسد الى جانب الخميني وبالضد من شعارات القومية بسبب تغليبه "العقيدة" على القومية ( كان الاسد وبعثه في سوريا يعتمد العقيدة العلوي الشيعية النصيرية), لكننا والى الان لم نجد ما نبرر به وقوف القذافي "القومي" السني الى جانب الخميني الفارسي الشيعي!!!.
ورغم ان اغلب الشيعة كانوا يناصرون القذافي لموقفه ذاك مع الخميني, الا انهم سرعان ما انقلبوا عليه بعد قضية "اختفاء" موسى الصدر, والتي اتهم القذافي بانه وراء اغتياله او "اخفائه"!!!.
قبل ايام من انعقاد القمة العربية الاخيرة في ليبيا ,اصدرت ايران اوامرها الى الشيعة في لبنان والعراق بعدم المشاركة في تلك القمة الا بعد ان تحل قضية اختفاء مهديهم "موسى الصدر"!!,
ووقف نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني (وهو رئيس حركة امل الشيعية والتي اتهمت بمجازر بشعة بحق الفلسطينيين خصوصا واللبنانيين عموما تفوق بشاعة ما قامت به الميليشيات الشيعية في العراق), وقف موقفا حازما عندما اصر على ان لا يمثل لبنان أي وفد الا بعد ان تحل قضية موسى الصدر (ليت اياد السامرائي قد وقف موقفا مشابها لهذا الموقف واصر ان لا يذهب الى ايران ويبوس حذاء خامنئي الا بعد ان يطلق سراح عشرات الالاف من العراقيين وجثثهم, وبعد ان يسلمهم ابو درع وابو مهدي ومقتدى وباقي المجرمين الذين يختبئون في ايران!!).
في تلك الايام
قلت مع نفسي, هل سيحضر المالكي هذه القمة ليعيد للعراق موقعه العربي ويتجرأ على عصيان اوامر الولي الفقيه الايراني الذي امر اتباعه بمقاطعة حضور تلك القمة ؟؟, ام انه اعجز من ان يقدم مصلحة العراق "العربية" على اوامر الولي الفقيه الايراني,حتى لو كان ثمن ذلك العصيان هو اسقاط ديون العراق من قبل الدول العربية كما صرحت بعض المصادر؟؟؟.
عُقدت القمة,
ومثلما توقعنا فقد كان المالكي اضعف من ان يعصي للولي الفقيه امرا!!,
فقد تغيب المالكي عن القمة,بل تغيب حتى الطلباني !!,
وهكذا تم ارسال وزير الخارجية ليمثل العراق "الجديد" في تلك القمة,ثم واثناء انعقاد القمة, سمعنا بان المالكي امر وفد العراق برئاسة هوشيير زيباري بالانسحاب من القمة العربية احتجاجا على موقف القذافي من دعوة وفد عراقي "غير رسمي" لتمثيل العراق بالاضافة الى الوفد الرسمي الحكومي!!,
هكذا اراد المالكي تصوير الامر,
رغم ان كل العارفين يعرفون بان المالكي كان قد قرر الانسحاب من القمة منذ ان اشهر , وانه لو كان يريد المشاركة في هذه القمة فعليا لذهب بنفسه لتمثيل العراق لا ان يبعث بوفد من الدرجة الثانية و الثالثة او العاشرة وهو الذي "تعارك" مع جلال الطلباني في العام الماضي ايهم سيمثل العراق في قمة الدوحة!!.
لن نسأل المالكي لماذا قرر في حينها سحب الوفد من القمة (رغم انه تراجع عن ذلك لاحقا!)؟,
هل لان القذافي قد تعرض فعلا لسيادتكم ؟,
واين هي السيادة اصلا واكثر من مائتي الف جندي امريكي يجوبون طول البلاد وعرضها جوا وبحرا وسماءا ؟؟, واية سيادة لك والجيش الامريكي يقول بانه يستطيع ان يعتقلك خلال ثلاث دقائق لا اكثر؟!!!.
لكن السؤال الذي نطرحه هو :
بعد ان هدد المالكي بسحب الوفد العراقي, لماذا لم يقم القذافي باحدى حركاته "الحلزونية" فيقوم باعتقال الوفد العراقي بتهمة اغتيال كادر قناة الشعبية ؟؟,
ولماذا لم يفتح القذافي ملف هذه القناة الى اليوم؟؟,
ما زال الشيعة (في ايران ولبنان والعراق) يطالبون القذافي بتسليمهم صنمهم "موسى الصدر" او على الاقل الافصاح عما حل به,وما زالوا يهددون القذافي بقضية اختفائه, فهل سيقوم القذافي بفتح ملف قناة الشعبية وما تعرض له كادرها وتهديد الشيعة به كرد فعل على مطالبتهم بموسى الصدر؟؟, ام انه لا يملك المعلومات الكافية عن ذلك الملف حتى يستخدمها ضدهم؟؟.
ملف قناة الشعبية اسرار وخفايا:
تعرضت في كتاباتي اكثر من مرة لحادثة قناة الشعبية وما تعرض اليه كادرها, وربطت بينها وبين ما يتعرض له العراقيين عموما والصحفيين خصوصا اكثر من مرة وخصوصا بعد اغتيال كادر قناة الشرقية العام الماضي,
واخر مرة تعرضت فيها لقصة هذه القناة كانت قبل شهرين تقريبا عندما اتهمت ميليشيا عصائب الحق بانها وراء اغتيال كادر هذه القناة انتقاما من "القذافي" الذي تتهمه قيادة هذه العصائب بانه وراء اخفاء موسى الصدر(هذه الميليشيات جيش المهدي وعصائب الحق وحزب الله العراقي وحزب الله اللبناني كلها تخضع لقيادة ايرانية واحدة لذلك فانها تتحرك لتحقيق ماربها في أي بلد تنشط فيه باوامر واحدة ),
وحينها وصلتني رسالة من احد الاشخاص الذين شهدوا الواقعة (لن اخبركم ان كان هذا الشاهد من ضمن من اقتحم البناية او من العاملين فيها او الحراس او من الجيران او من ضمن المحققين في القضية لانه طلب مني عدم الافصاح عن ذلك ) يخبرني بقصة ما جرى وتفاصيل الواقعة,
واليوم سوف اعرض لكم نص تلك الرسالة كما وصلتني منه مع بعض التنقيح والتنسيق مع تعليقنا عليها بين قوسين:
يقول المرسل:
((بخصوص بداية نشأة قناة الشعبية الفضائية فهي كما يلي:
أستقر ضابط المخابرات السابق "عبد الرحيم النصر الله" في النرويج بعد احالته على التقاعد وهو من اهالي مدينة الناصريه ,وهناك في النرويج مارس حياته كلاجئ ومقيم معتمدا على مساعدة "السوسيال" دون تحقيق شيء يذكر.
انضم "عبد الرحيم النصر الله" الى المعارضه وكانت تربطه علاقه مع جماعة "الوفاق"(الوفاق الوطني لاياد علاوي) ومجموعة المستقلين ولكن كانت فاعليته محدوده,وبعد الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 زار سوريا, وهناك التقى مع رفاق الدرب القدماء ,ولكونه عمل فتره من الزمن في محطة المخابرات الليبيه استطاع عن طريق "هادي الركابي" ان يتصل بالمدعو "خليفه " المستشار الثقافي للسفارة الليبيه في بيروت وممثل المخابرات الليبيه فيها, وعن طريقه استطاع ان يؤمن له لقاء مع "عائشه القذافي" ابنة الرئيس الليبي وتبلورت لديه فكرة تأسيس حزب عراقي لينظم الى العمليه السياسيه بدعم من المخابرات الليبيه.
وهكذا زار العراق في بداية عام 2004 واسس حزبا باسم "حركة العداله والتقدم الديمقراطي " واستقطب من خلاله معارفه ورفاقه القدماء وكان من بينهم "نافل صيهود جياد" و"سامي فالح سليمان" و"ذاكر حسين درويش" و"هادي الركابي" ومجموعه اخرى من الهامشيين الذين لم يجدوا لهم مكان في الخارطه السياسيه.
اتجه "عبد الرحيم النصر الله" في البدايه الى المتاجره بالتهريب لبقايا ومخلفات الاسلحه والطائرات في قاعدة الامام علي الجويه في الناصريه بالاتفاق مع "شيروان الوائلي" وزير الامن الوطني وبيعها خارج الحدود بموافقة الامريكان, وكانت نقطة الخلاف بينه وبين "شيروان" هي ايرادات "184" محرك طائره "ميغ" و"سي خوي" استحوذ على مبالغها "شيروان" بعد تصديرها الى ايران دون ان يعطي "عبد الرحيم" حصته!!.
( اتذكرون قصة الطائرات التي قال موسى فرج رئيس هيئة النزاهة سابقا بانه اتهم بها شركة بلاك ووتر انها هربتها خارج العراق؟, هل تتذكرون فضيحة شركة بلاك ووتر عندما قيل انها دفعت رشى الى مسؤولين كبار في الاجهزة الامنية لطمطمة قضية ساحة النسور وتجديد عقد عملها؟؟, لم يكن ذلك في الحقيقة سوى جزء من الصفقة بين شيروان الوائلي وبين شركة بلاك ووتر,حيث كان الوائلي يجهزها بالطائرات ومحركاتها وتتولى هي نقلها خارج العراق وبيعها هناك , وقيل ان الرشى التي دفعتها بلاك ووتر لتجديد عقد عملها كانت مقدمة الى شيروان الوائلي, الذي اعترف علي اللامي مرة بانه مشمول بقائمة الاجتثاث, لكن يقال بانه دفع مبالغ ضخمة الى ابراهيم الجعفري واحمد الجلبي لرفعه من الاجتثاث!!!,ويقال ان احدى الشركات ((استلمت عشرة مقاولات دفعة واحدة في قاعدة الامام علي الجوية حيث قام شروان بسرقة اربعة محركات طائرات من هذه القاعدة ،وتم ايقاف هذه المحركات عند الحدود مع ايران واعترف المهربون بانها مرسلة من قبل شخص اسمه شروان كامل سبتي الى ايران و اعترف المهربون ان شركاء شيروان هما "علي عمار فليح" و"عبدالرزاق ابو هنادي" فصدر امرا بالقاء القبض على شروان كامل سبتي من محكمة ذي قار ثم بعد ذلك سيطرت هذه الشركة على المقاولات في المحافظة، والقضية قائمة الى الان بين اضابير هيئة النزاهة)) حسبما قيل !).
اشترى عبد الرحيم النصر الله مطبعة ليصدر من خلالها جريدتي "العربية" و"الميزان" ومن خلالها بدأت أفكار الكتاب الاخضر تظهر للساحه العراقيه متمثله بالديمقراطيه الشعبيه!!, دخل "عبد الرحيم" الانتخابات البرلمانيه الاولى بقائمه تمثل حزبه لكنه فشل في استقطاب المرشحين.
سافر بعدها مرة اخرى الى ليبيا واجتمع مع "سيف الاسلام القذافي" ثم مع "عائشه القذافي" طارحا فكرة تأسيس قناة فضائيه عراقيه باسم قناة "الشعبية", وكانت توجيهات الجانب الليبي هو الانضمام الى الكتله العربيه والدخول للبرلمان من خلالها وتسخير الادوات الاعلاميه المتمثله بجريدة العربيه والميزان وقناة الشعبيه الفضائيه التي سيشكلها لتبني خطاب اعلامي مناهض للتيارات "الايرانية" في الساحه السياسية!!, وقبل "عبد الرحيم" بهذا العرض مقابل خمسة ملايين دولار هي الكلفه التخمينيه للمشروع, استلم ثلاثة ملايين دولار منها كدفعه اولى , وقد اصبح المشرف على هذه القناة من الجانب الليبي المدعو "جمعه المودي" المستشار الثقافي للسفارة الليبيه في عمان ومسؤول المخابرات فيها.
لم يصدق عبد الرحيم النصرالله انه قد استلم هذا المبلغ الضخم فبادر الى شراء دار له في دمشق وكذلك دار اخرى في بغداد شارع فلسطين استخدمها كمقر للحزب, ثم استأجر دارا أخرى في حي "زيونة" خلف دار الازياء العراقيه لاستخدامها كمقر لقناة الشعبيه الفضائيه, وقد استقطب عناصر اعلاميه وفنيه ككوادر للعمل في القناة ,فاختار "د.حسن كامل" مدير تحرير جريدة الصباح سابقا كمدير تنفيذي للقناة, و "اياد السعيدي" مدير اخبار العراقية سابقا مدير للبرامج , كما استقطب كل من لم يجدله فرصة عمل او وظيفه ليعينه في قناته المتواضعة الاجهزةه والمعدات!.
مقدمات الحادثة!:
وهكذا بدأ البث التجريبي للقناة بتاريخ ( 18/6/2006),
وبتاريخ (10\10\2006) عقد رئيس مجلس الاداره عبد الرحيم النصر الله اجتماع مع الكادر الفني والمنتسبين واقترح عليه مدير البرامج في حينها "مشتاق المعموري" ان يعاد منتجة لقطات و"مونتيفات" البث التجريبي وانجاز شريط لمدة ساعة بشكل جذاب ومنافس , وان يكرر ذلك الشريط في فترة البث التجريبي, رحب "عبد الرحيم" بالفكرة موصيا ان يكون شعار القناة "اللوگو" هو شعار الثوره العربية على شكل وردة وان يتم التركيز على الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية, وان يتم مهاجمة الفيدرالية ودعاتها والجهات المرتبطة بالاجنبي وخاصة المرتبطين لاجندة ايران (!!), وان يتم مهاجمة تسييس الدين بالاعتماد على لقاءات مع المواطنين وآراءهم المباشرة, ثم قال بانه يريد انجاز هذا العمل يوم الخميس ( 12/10/2006 )لانه سوف يسافر يوم الجمعة الى سوريا. وعندما سأله المدير التنفيذي لماذا في المساء ؟أجاب عندي اجتماع مع قيادة الحزب هنا عصرا, وسأبقى حتى الصباح لمتابعة العمل. ثم كلف احد المخرجين و مدير البرامج بتنفيذ المهمه واختيار الفنيين الذين يحتاجونهم للعمل, وهكذا حدد اليوم التالي (11/10/2006 ) للمباشره بانجاز العمل بعد الفطور, حيث تصادف ذلك الوقت في رمضان,كان عدد المتواجدين في ذلك المساء ثمانية أشخاص وكلهم فنيون بين مخرج ومدير برامج ومخرج صوت ومونتير ومنظفين ولاعلاقة لهم بتوجهات الحزب وانما عاملين بموجب عقود مع ادارة القناة.
(وهنا يقول الشاهد): هنا وقفة استذكار لابد ان اشير الى تزامن الهجمة الميليشاوية الشرسة التي تزامنت مع هذا التاريخ او سبقته بقليل, حيث جرت اربعة حوادث سبقت حادثة قناة الشعبية وهي حادثة مهاجمة مديرية البعثات في وزارة التعليم العالى ,وحادثة مهاجمة الهلال الاحمر في المنصور, وحادثة مهاجمة التجار في السنك ,وقبلها مهاجمة اللجنه الاولمبيه وخطف احمد الحجية, وكلها تحمل نفس البصمات(!!).
(وذلك عين ما كنا نسعى الى اثباته ).
(ثم يقول ) :كما أود أن أشير الى حادثين مهمين في قناة الشعبيه سبقا تنفيذ العمليه
الاول: ففي يوم 8/10/2006 وقبل الاجتماع الذي ذكر في الاعلى بيومين ,جرت مكالمه هاتفيه بين المرحوم "عبد الرحيم النصر الله" و "شيروان الوائلي" , وسمع بعض الموظفين مدير القناة "عبد الرحين النصر الله" يهدد "شيروان الوائلي" بالقول: (( اسمع شيروان خلال اسبوع اذا ما تجيب حصتي راح أفضحك وما راح ابقيك وزير؟, لاتنسى عندي فضائيه وجريدتين؟؟))!!.
والحادثة الثانيه: جرت بعد ذلك بيومين حين وجد بعض الموظفين اسلاكا معطوبة قرب جدار بناية القناة الداخلي, مع اثار شيء محترق على الجدار !!.وقد تبين لاحقا وحسب شهادة احد خبراء المتفجرات بان القناة كانت قد فخخت وجرت محاولة لتفجيرها الا ان المتفجرات لم تعمل.
ساعة التنفيذ!:
في يوم الاربعاء (11/10/2006 ) ,
وبعد الافطار الساعة السابعة مساء , تجمع العاملون والفنيون والمخرجون في القناة لانجاز العمل,
وفي نفس الوقت حضر اعضاء من قيادة الحزب الذي اسسه عبد الرحيم للاجتماع في نهاية الدوام الرسمي , وكان من ضمن العاملين في تلك القناة شخص اسمه "طارق" قد حضر الى القناة ومعه اثنين من بناته, وكان هذا الشخص مقرب من عبد الرحيم النصر الله ويعمل الثلاثه (هو وبناته) في قسم الكرافيك ويبيتون في بناية القناة بامر من عبدالرحيم لانهم كما عرف عنهم كانو يعيشون في الاردن لمدة عشرين سنه.كذلك كان رئيس مجلس الاداره "عبد الرحيم النصر الله" ونائبه "سامي فالح" و"نافل صيهود" اضافه الى ابن اخ عبد الرحيم المدعو "علي" وهو يعمل من ضمن حماية عبد الرحيم الشخصيين, كل هؤلاء كانوا موجودين ليلة الحادث.
في شهادة لاحدهم يقول ما يلي :
كانت غرفة المونتاج في الطابق العلوي, وكان عبد الرحيم يصعد اليهم كل فترة لمتابعة العمل, وفي الساعة الثانية مساءا تقريبا, قرر عبد الرحيم الذهاب الى النوم في غرفته بينما استمر الفنيون بالعمل,وفي تلك الاثناء افتعل المدعو "طارق" مشاجره مع الحرس الذين في باب البناية, حيث وجده نائما في اثناء الواجب, ثم اشتكاه الى "عبد الرحيم" الذي قرر طرده من القناة في نفس اللحظة امره بالخروج من القناة وتسليم سلاحه, وحيث لم يبق الا حارسا واحدا فقد استلم المدعو " طارق" ذلك السلاح بتكليف من عبد الرحيم وامره بالمناوبة مع الحارس الاخر , وبعد انتهاء هذه الحادثة ذهب عبد الرحيم الى النوم , وكذلك فعل كل من " سامي فالح" وابن اخته "علي" حيث كان منامهم في الطابق الارضي.
في الساعة الثالثه صباحا ,لاحظ العمال توترا وارتباكا شديدين على وجه المدعو " طارق ", حيث دخل على العمال وبيده الموبايل وطلب منهم النوم وانهاء العمل , فتشاجر معه احد المخرجين قائلين له "ماعلاقتك انت بهذا العمل؟؟, نحن لدينا واجب ان نكمل ساعة البث حتى الصباح وليس لديك الحق بايقاف العمل!!".
بعدها خرج المدعو" طارق " الى"البالكونة" واخذ يتصل باحد الاشخاص .
في السادسه صباحا انهى الفنيون العمل وناموا جميعا كل في غرفة من الغرف, بينما ظل المدعو " طارق " لوحده متظاهرا بانه ينتظر ساعة مناوبته للحراسة. بعد قليل سمع صوتا وجلبة في الطابق الارضي , نهض بعض الفنيين ليستطلعوا الامر فوجدوا اربعة اشخاص يرتدون زي الشرطه وعلى وجوههم اقنعه (كليتة سوداء) يحملون بنادق ومعهم شخص آخر يلبس زي الشرطة ايضا ولكن بدون كليته وبيده مسدس امريكي نوع "كلوك" من التي يستخدمها عناصر الشرطة, والذي كان يبدو وكانه قائد المجموعه او احد الضباط لكنه لم يكن يحمل رتبة, وكان المسدس مركب عليه "كاتم للصوت".
تم جمع العاملين جميعا,
كان الاعتقاد السائد انهم يريدون تفتيش البناية اوتفتيش الموظفين ,لكن فجاة تقدم آمر المجموعة وعلى مسافة متر واحد صوب مسدسه الكاتم الى رأس احد المصورين فخر صريعا ثم الثاني ثم الثالث حتى اتى على اخرهم!!,ثم نادى على احد العناصر (( ها "هليل" بقة احد؟؟)), فأجابه ذلك العنصر :(( بس بنات طيف)), وهنا خاطبهن ذلك القائد قائلا (( لاتخافن عمو مويمچن السالفة )), ثم طلب من المجموعه الانسحاب.
كانت العصابة تركب سيارتين شرطه نوع "بيك أب", صعد فيها الجناة تبعتهما سياره ثالثة كانت تقف في رأس الشارع واتجهت السيارات الثلاث باتجاه ساحة "ميسلون", ثم انعطفت يمينا باتجاه "كراج الامانة",ثم الى الشارع المؤدي الى "الكرادة" واختفت هناك .
يقول الشاهد :تبين ان المدعو" طارق " كان هو دليل المجموعة المهاجمة , وكان من المفروض للعملية ان تتم الساعة الثالثه ليلا, وان السيارات الثلاث كانت تجوب شارع فلسطين لتنفيذ العملية, والدليل ان هنالك شكوى مقدمة من احدى دوريات الشرطة في المنطقة تخبر عن وجود ثلاث سيارات تجوب المنطقة وهي غير معلومة الهدف!!, لكن يبدو ان المجموعه لن تهاجم القناة الا في الساعة السابعة الا ربع صباح,في يوم الخميس المصادف (12/10/2006 ), حيث تقدمت المجموعة الى الجندي الحرس وطلبت منه ان يدلها الى غرفة عبد الرحيم ,ثم طلبت منه ان يناديه ويطلب ان يفتح الباب, وعندها قتلوا الحارس في باب الغرفة ثم اقتحموا الغرفة وقتلوا عبد الرحيم فيها وكذلك قتلوا سامي الذي دخل حمام الغرفة محاولا الاختفاء وكذلك علي ابن اخت عبد الرحيم , ثم صعدوا الى الطابق الاعلى واتموا القضاء على من وجدوا فيه .
كانت المحصلة مقتل كل من في البناية,
والغريب ان الاشخاص الوحيدين اللذين نجيا من الحادث ولم يصبها خدش واحد هو المدعو " طارق" وبناته!!!, حيث ادعى هذا الشخص بانه عندما سمع الجلبة والضوضاء هرب الى السطح مع بناته !!, مع ان الجميع يؤكدون بان باب السطح كانت مغلقة باقفال غليظة ولا احد يعرف مكان مفاتيحها, ثم يتساءل البعض: لنفرض انه استطاع النجاة بنفسه لانه كان مستيقضا, فكيف تسنى له ايقاض بناته والهرب معهن الى السطح ؟؟,وكيف فات اولئك العصابة البحث في السطح عن هاربين؟؟, وكيف سيوفقون بين شهادة من قال انه سمع قائد المجموعة يطمئنهن وبين قوله انهن كن معه على السطح؟؟؟!.
لاحقا استطاع احد الاشخاص التعرف على قائد المجموعة,
حيث تبين انه ضابط برتبة نقيب واسمه "علي ساجت",
وهو احد قادة فرق الموت المتخصصة في وزارة الداخلية ايام "جبر صولاغ", وهو من كتائب حزب الله ,وان الشخص الذي كان اسمه "هليل" كان مفوضا في شرطة الناصريه وتم نقله الى وزارة الداخلية!!.
يقول احدهم انه: راى"علي ساجت" والمدعو "ط......" وضابط تحقيق في وزارة الداخلية وهم يتضاحكون ويتمشون سوية في ممرات الوزارة بعد ايام قليلة من الحادث !!!.
الغريب انه بعد تلك الحادثة, وبعد تغير ادارة القناة مع ثبات المدعو" طارق" في عمله , تولى جيش المهدي حماية بناية القناة (ويا مودع البزون شحمة!!), ثم اغلقت القناة ابوابها بعد ذلك بايام واعلنت وفاتها وهي في طور البث التجريبي ولم تعد للحياة بعد !!!
عرف لاحقا بان المدعو" طارق "هو الذي وشى بـ"هادي الركابي" امام "صفية السهيل" باعتباره قاتل ابيها , وانه اليوم احد القياديين في التيار الوطني للاصلاح الذي يقوده ابراهيم الجعفري!!!!.
هذه هي قصة اغتيال كادر قناة الشعبية كما رواها الشهود وكما وردت في التحقيقات, وكما وصلت اليّ, وربما هنالك من يملك شهادات اكثر عنها, لكن بالنسبة لي فاني اكتفي بها لتثبت ما كنت اردده منذ فترة بخصوص بصمات الميليشيات الشيعية ومسؤوليتها عن تصفية هذه القناة انتقاما لاختفاء موسى الصدر, وربما كانت هذه العملية هي اول ضربة يوجهها حزب الله انتقاما الى وجه القذافي انتقاما لموسى الصدر , رغم ان ضحاياها جميعهم كانوا من العراقيين, ومن الشيعة حصريا (يعني مثل مصرف الزوية!)!!!.
الان ونحن نضع تفاصيل هذه "الجريمة" ونفتح ملفها نعود للتساؤل: لماذا لم يفتح لحد الان ملف هذه القناة والجريمة التي ارتكبت فيها؟؟,
وهل سيأمر القذافي بفتح ملف هذه القناة لمعرفة من قتل كادرها؟؟,
وهل تملك المخابرات الليبية معلومات كالتي قدمناها لها هنا؟؟,
وهل سيقوم القذافي بحركة عقلانية واحدة فيقوم باستخدام ملف قناة الشعبية لتهديد شيعة لبنان وايران قابل تهديدهم له بقضية موسى الصدر ؟؟؟.
والسلام عليكم
الكاتب: ابومحمد العراقي التاريخ: 13/07/2010 عدد القراء: 4416
أضف تعليقك على الموضوع
|