الحمد لله حق حمده، كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على عبده ورسوله، وأشهد أن لا إله إلا الله أحد أحد في ربوبيته وإلهيته وأسماءه وصفاته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، وأمنيه على وحيه، وحجته على عباده، أرسله رحمة للعالمين، وقدوة للعاملين، ومحجة للسالكين، وحجة على العباد أجمعين، فهدى به من الضلالة، وعلم به من الجهالة، وكثر به بعد القلة، وأعز به بعد الذلة، وأغنى به بعد العيلة، وفتح برسالته أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة حتى وضحت شرائع الأحكام، وظهرت شرائع الإسلام، وعز حزب الرحمن، وذل حزب الشيطان، فأشرق وجه الدهر حسنا، وأصبح الظلام ضياء، واهتدى كل حيران، فصلى الله وملائكته وأنبياؤه ورسله وعباده المؤمنون عليه كما وجه الله وعرف به ودعا إليه وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ثم أما بعد :
لقد فجعت جزائر الإسلام وأمة السنة والقرآن وأتباع سيد الأنام بما صدر من الكاتب والشاعر " أدونيس الماجن" الذي تطاول على تعاليم الدين ومقدساته الكريمة فطعن في آيات الله تعالى، أخرج ما في جعبته وفكره من زبالة عقله فجاء إلى بلاد الجزائر ينشر شره ويروج لبضاعته الفاسدة وسلعته البائرة، فباء بسخط من الله ، ثم بغضب من أنصار الإسلام وأتباع سيد البشرية عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، فرأينا من واجبنا دينيا ودنيويا كدعاة للإسلام وأنصار للسنة المحمدية ومنهج أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أفضل أتباع وحواري خير البرية صلى الله عليه وسلم أن نبين موقفنا كمسلمين أولا، ثم كطلبة العلم ودعاة ثانيا أننا سخطنا وما سكتنا بل أنكرنا، فلا يمكن أن نصنف كلماته المارقة ومقالاته الفاسقة إلا في خانة محاربة الدين ودعوة أهله المسلمين للخروج عنه، فهذه التصريحات الملحدة للشاعر الماجن والكاتب الفاتن : "أدونيس" الذي استطال على الإسلام في بلاد الإسلام، وتمادى في غييه وتجاوز حده، ولم يعرف حدود ضيافته لا يمكن أن تصدر إلا عمن يحمل حقدا دفينا على الإسلام والمسلمين، ففي الحقيقة مثله ومن هو على شاكلته لا يستقبل في بلاد الشهداء كالجزائر، ولقد أثارت مقالاته الفاسدة، وكتاباته الساقطة، وكلماته الفاسقة سخط المسلمين في بلادنا، فرأينا من واجبنا الديني اتجاه الله أولا، ثم دينه، ثم المسلمين في هذه البلاد : أن ننكر ما صدر من هذا الحقير مقالات كفرية باطلة فيها افتراء على الدين ورسالة الإسلام والمسلمين، فموقفنا نحن أصحاب ميراث السنة، واضح في هذا الطعن الخبيث، ضد الدين وأهله، وحضارة الإسلام العريقة، فنبرأ إلى الله تعالى من قدوم مثل هؤلاء المارقين عن الدين والمنحلين عن الإسلام إلى بلادنا فلا كرامة لهم ولا حصانة لينشروا مثل هذا الكلام الساقط الذي لم يتلفظ به خصوم الإسلام، فكيف بمن ينتسب إليه عن طريق الهوية وهو يحاربه ويصد عنه ويطعن فيه، فقياما بواجب النصح كطلبة علم ودعاة إلى الله تعالى : يجب على المسلمين أن لا يسكتوا عن مثل مخازي وجرائم هؤلاء الطاعنين في ملة الإسلام المعتدين على حقوق الله تعالى بسبب تطاولهم الفاجر على ديانة الإسلامية.
تعقيب الشيخ الفاضل ابي حاتم القسنطيني حفظه الله :
الحمد لله رب العالمين الذي له الحمد الحسن و الثناء الجميل و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا - صلى الله عليه و سلم - عبده و رسوله و بعد : أقول ابتداءً بارك الله في جهود الإخوة القائمين على هذا الموقع المبارك و على رأسهم المشرف الشيخ عبد الفتاح زراوي حفظه الله ، و لقد أحسن و الله فيما قال؛ و زيادة على قوله أحببت أن أدرج هذا التعليق المقتضب فأقول: مصيبة الإسلام اليوم أنه تصدّى للتعريف به أعداؤه و خصومه يُعينهم على ذلك أبواق الإعلام و سفهاء المثقفين من بني جلدتنا. فهذا الدّنِسُ الذي له من اسمه نصيب و قد طابق لفظه معناه "أدونيس" فإن من كان في لسانه عجمة و رطانة بغير لغة القرآن نطق الفعل " أُدنِّس" "أدونيس" و هذا معروف مألوف ، زد على ذلك أن اللّص لا يجرؤ على الولوج إلى الدار إلا و حبله متصل بخائن الدار فكيف يستضاف دنس مثل هذا لينفث سمومه ؟و الجواب على هذا التساؤل هو كونه مما لا يمكن الاحتراز منه غالبا كما يقول الفقهاء في بعض ما يفسد الطهارة- ويكون حكمه العفو و التجاوز- أما هو فهو مما لا يمكن الاحتراز من حضوره غالبا لأسباب معروفة لكن حكمه وجوب الطهارة ؛ و مما يشرع للتطهر منه ما يهيج به القلم من السمّ المنقع فينفث له هذه الجمل و في كل جملة حملة و في كل فقرة نقرة فإن عاد بالتوبة عدنا بالصفح و إن زاد في الحوبة عدنا على المتون بالشرح و إن شرد شيء عن الشرح كانت الحاشية . و أما إن تمعّض و قال أتبخلون بالثناء على أصحاب الفكر الحرّ و ترفضون النقد بعثنا له ثناءً لكن بمثل ريح الجورب والمقام لا يتسع لأكثر من هذا و الحمد لله أولا و آخرا.
الكاتب: موقع ميراث السنة الجزائري التاريخ: 23/10/2008 عدد القراء: 4003
أضف تعليقك على الموضوع
|