معذرة يا عباد الله, عائشة -رضي الله عنها- ليست في حاجة لدفاعٍ منّا, بل نحن من يجب عليهم الدفاع عن أنفسهم لما نحن مُتَلَبِّسون به من موالاةٍ لمن يسبّ أمنا عائشة -رضي الله عنّها- .
فعائشة -رضي الله عنها- تكفَّل الله -جل جلاله- بتبرءتها !, أوبعد التبرءة من الله تُنتظر من غيره -جلّ شأنه- !؟
فقد أنزل -سبحانه- آياتٍ بيِّناتٍ في أم الكتاب تبدأ من قوله -سبحانه- " إنَّ الذين جآءو بالإفكِ عُصْبَةٌ منكم, لا تحسبوه شرًا لكم, بل هو خيرٌ لكم..." إلى آخر الآيات من سورة النور [26:11]
فالأمر من ناحية تبرءة عائشة -رضي الله عنها- مُنتَهٍ .
من أجل ذلك أجمع العلماء أن من يتهم عائشة بهذا الفعل فهو كافر زنديق !, لِمَ لا وقد قال الله " يَعِظُكُمُ اللهُ أن تعودوا لِمِثْلِهِ أبدًا إن كنتم مؤمنين " [النور: 17]
فذاك الخاسر الهالك الخبيث -لعنه الله- كافرٌ زنديق .
هذا مُلَخَّص الأمر لما حدث الأيام القليلة الماضية .
ولكنّ الأمر لا يقف على هذا الحد وحسب,
بل الأمر يتطلب منّا بأن نقف وقفة لندافع عن أنفسنا -وليس عنها- ونثبت أننا من أبناِئها حقًّا بالبراءة من هؤلاء الفجرة الفُسَّق من الروافض الإثنى عشرية , فنحن نُشَرِّف أنفسنا بأننا نقف وقفة تحت اسم الطاهرة المُطَهَّرة عائشة -رضي الله عنها- عسانا نُحْشَرُ في زمرة المؤمنين يوم القيامة .
فكما كانت هذه الحادثة -الإفك- في بداية أمرها تمحيصًا ومحنة وابتلاءًا للمسلمين; فهي كذلك اليوم -مع الفارق بأن ظروفنا اليوم أفضل من ذي قبل, فقد استقر الشرع والآيات بين أيدينا- .
فاليوم يحتاج الكثير بأن يُدافع عن نفسه من موالاته لهؤلاء الروافض الإثنى عشرية -قبحهم الله- وكل من يسير على نهجهم,
فحركة حماس الفلسطينية تحتاج بأن تدافع عن نفسها وتتبرأ من علاقاتها مع دولة الروافض إيران .
وكلَّ الدول التي فيها "شعرة" من الإسلام أمثال تركيا, ودمشق, وغيرها يحتاجون بأن يدافعوا عن أنفسهم ويتبرءوا من علاقاتهم مع الدولة الرافضية إيران .
بل إن كلَّ شخصٍ دعى في يومٍ من الأيام للتقريب بين السنة والشيعية يحتاج بأن يدافع عن نفسه ويتبرء من هؤلاء الروافض الفجرة الفُسَّاق .
بل إن كثيرًا من الحكومات المسلمة ممن في شعبهم أمثال هؤلاء الأنجاس يحتاجون بأن يُدافعوا عن أنفسهم بفعل أيِّ خُطوةٍ من هؤلاء الأنجاس . وغيرهم الكثير .
إلى كل من يتصف بأي شيء مما قيل = اعلم بأنك الذي تحتاج بأن تدافع عن نفسك, وأن تكون مستحقًا بأن تقف تحت راية "أبناء عائشة" في الدنيا والآخرة -إن شاء الله-, فأنت من تحتاج بأن تأخذ موقفًا رسميًا عمليًا اتجاه هؤلاء الروافض الأعداء -قبحهم الله-
فذاك عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول الصاحبيّ الجليل بن المنافق الكبير!, عندما رجع المسلمون من غزاة تبوك قال المنافق عبد الله بن أبي بن سلول: والله لئن رجعنا إلى المدينة ليُخرجن الأعز منها الأذل, فعندما عرف ابنه عبد الله -رضي الله عنه- ذاك وقف له على أطراف المدينة ولم يأذن له بالدخول وقال له: والله لا تدخل حتى تقول: إن محمدًا العزيز وأنت الأذل !!,
بل إن عبد الله بن عبد الله استأذن النبي -عليه الصلاة والسلام- بأن يقتل أباه لما وصل به من نفاقٍ فاضح, فلم يأذن له النبي -عليه الصلاة والسلام- !!
هاهي النماذج المشرقة !!, فذاك عبد الله -رضي الله تعالى عنه- لم يقم بما قام إلا ليُثبت ولاءه للمؤمنين وبراءته من المشركين والمنافقين ولو كان أبوه!, فقد سمعوا قول الله تبارك وتعالى " لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدّون من حآدّ الله ورسوله ولو كانوا ءابآءهم أو أبنآءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم, أولئك كتب في قلوبِهِمُ الإيمان..." الآية
واستمعوا لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- " إن أوثقَ عُرى الإيمان, أن تُحبَّ في الله, وأن تُبغضَ في الله "
وذاك المغيرة بن شعبة -رضي الله تعالى عنه- في صلح الحديبية الذي أخرجه البخاري..
فكان ممن بعثت قريش عروة بن مسعود الثقفي... وعندما جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان كلما تكلم كلمة أخذ بلحية الرسول -عليه الصلاة والسلام-, والمغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- قائم على رأس النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو مُقَنَّع في الحديد وفي يده السيف; فيضربه بِنَعْلِ السيف, ويقول: أخِّر عن لحية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, أو يقول: كُفَّ يدك قبل أن لا تصل إليك!
فقال -أي عُروة-: من هذا يا مُحَمَّد..؟! ما أفظّه وأغلظه!
قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ابن أخيك!
فقال: ياغُدَر, والله ماغسلتُ عنّي سوءتك إلا بالأمس...الحديث, وقد ذكرته مختصراً.
فانظروا يارعاكم الله كيف كان تصرف الرجل مع عمّه عندما قام بفعل شيء لا يتناسب مع وقار النبي -عليه الصلاة والسلام-!, هذا لأنه قد فرّق بينهم الدين فلا محاباة بينهم يومئذ!, فما بالكم بمن يَسُبَّون ويقدحون في عرض النبي -عليه الصلاة والسلام-..؟!
فالدين لم يكن في حاجة بأن يقر عبد الله بن عبد الله بن أبي بأن أباه منافق.. ولكن عبد الله كان يحتاج بأن يُسَجِّل الولاء لهذا الدين وأنه مُقَدَّم على نفسه والأقربين !
والدين لم يكن في حاجة بأن يُقِر المغيرة بن شعبة بأن عمّه كافر.. ولكن المغيرة كان يحتاج بأن يُعلن الولاء للمسلمين والبراءة من الكفار في كل وقتٍ وحين !
والنماذج على ذلك كثيرة في سلفنا الصالح -رضي الله تعالى عنهم-, ولولا الإطالة لَحَبَّرتُ وزَيَّنت بهم الصفحات الطوال !
ولكن بهذه النماذج الآنفة الذكر يتضح بأننا من يحتاجون على الحقيقة بأن ننضم تحت راية عائشة -رضي الله تعالى عنها- وأن نُعلن البراءة من أعدائها وأعدائنا أعداء الدين, على كلِّ مستوى; الأفراد, والمجتمعات, والدُوَل, والمحافل الرئيسية للمسلمين .
فإلى كلِّ من لُطِّخَت يده بمصافحة هؤلاء القوم انفض عنك هذه النجاسة واعلن البراءة منهم .
وإلى كلِّ من يدعو إلى التقريب معهم اقطع هذا الوصال -المبتور من قبل أن يوصل- حتى تبرئ نفسك أنت!, وإلا فالدين منصور والتاريخ يُسَجِّل من الذي نَصَر, ومن الذي خَذَل!, ويوم القيامة نُرَدُّ إلى عالم الغيب والشهادة!
فاللهم وفقنا بأن نُستعمل لدينك, ونعوذ بك ياربنا بأن نُسْتَبدل بتقصيرنا المُفرط وتخاذلنا المُفْضِح!
ولكنّ نواصينا بيدك, قلوبنا بين إصبعين من أصابعك.. فاللهم خذ بنواصينا إليك, إءتي بنا إليك!, إنك ولي ذلك والقادر عليه .
هذه كلمات يسيرات.. خرجت من صدر مكلوم بالزفرات.. فقد سطَّرتها على صفحات.. عسى أن تنفعني وإياكم يوم أن نلقى رب البريات !.
وهنا الكفاية.. والحمد لله على نعمة الهداية.. ونعوذ بك ياربنا من الغواية !.
كتبه/ الراجي ستر وعفو ربه
أبو مصعب السلفي
المشرف العام على منتدى الحور العين
الكاتب: مسلمة التاريخ: 22/09/2010 عدد القراء: 3758
أضف تعليقك على الموضوع
|