عبد الله الفقير
يقال في المصري "اللي على راسو بطحة بيتحسس عليها",
ويقال في العراقي" اللي بعِبة معزة تمعمع"!!,
ويبدو ان "المعزة" التي في "جعبة" حسن نصر الله اصبحت "تمعمع" كثيرا هذه الايام حتى عاد من الصعب عليه اسكاتها!!,
ففي الامس خرج حسن نصر الله "زعيم" ميليشيا حزب الله في لبنان وفي محاولة منه لاجبار المحكمة الدولية على تغيير افادتها او قرارها,خرج ليستبق الحدث ويقول بان القرار الظني الذي ستصدره المحكمة الدولية الخاصة بالحريري سيكون ((حجر الزاوية في المؤامرة الجديدة على لبنان والمنطقة)), في اشارة الى انه على يقين بان القرار سيتهم حزب الله (او على الاقل عناصر من حزب الله ) بالوقوف وراء عملية اغتيال الحريري!!,
فهل يعلم نصر الله ماذا تعني هذه "المعمعة" التي تصدر من "المعزة" التي في "عِبّه" ؟؟.
الغريب في "معمعة" العنزة التي في "عِبّ" حسن نصر الله انها هذه المرة تريد ان تصور الامر وكان كل شيء في قضية اغتيال الحريري متوقف على قضية التجسس في مجال الاتصالات,وان كل ما في جعبة المحكمة الدولية من ادلة انما تم تزويرها من قبل "الجواسيس" الذين كانوا في شركة الاتصالات,
وهو في "معمعته" هذه -سواء علم ام لم يعلم- انما ينبه المختصين بملف الحريري الى ان نقطة "الخوف" و"سر اللغز" في علاقة حزب الله بمقتل الحريري انما يكمن في مجموعة الاتصالات التي جرت قبيل وبعد اغتيال الحريري, وبالنسبة لي,ومن خلال متابعتي لتلك القضية,فاني اتوقع ان يكون اخطر مفصل في قضية اغتيال الحريري هو شريط الاعتراف "المزور" الذي وصل الى قناة الجزيرة ونشرته بعد اقل من خمس واربعين دقيقة من وقوع التفجير.
المعلومات تقول:
بان "غسان بن جدو" مسؤول مكتب قناة الجزيرة في لبنان جاءه اتصال من مجهول يدله على مكان شريط يظهر تبني جماعة مرتبطة بالقاعدة تسمى "النصرة والجهاد في بلاد الشام " لعملية اغتيال الحريري, حيث يظهر في الشريط شخص اسمه "احمد ابو عدس" يدعي بانه هو من قام بالعملية "الاستشهادية" التي استهدفت الحريري,
لكن المعلومات اللاحقة اشارت الى:
ان "احمد ابو عدس" كان قد اختطف قبل ايام من وقوع العملية, وان كل الدلائل تشير الى ان الشريط الذي بث لم يكن سوى شريط "مفبرك" و"مزيف" غايته القاء التهمة براس القاعدة لابعاد الشبهات عن الجهة الحقيقية.
وقد اشرنا في مقالات سابقة الى ان مفتاح الحل في قضية الحريري انما يتمركز حول هذه النقطة تحديدا, أي قصة الشريط "المفبرك" والجهة التي سربته ,وفيما يلي بعض المعلومات عن قصة هذا الشريط لتعرفوا المقصود من دور الاتصالات في في هذه القضية نقلا عن مصدر مهتم بالقضية :
(( فطبقا للمعلومات المؤكدة التي حصلنا عليها ، فإن " الفلسطيني أحمد تيسير أبو عدس"، الذي ظهر في شريط فيديو على قناة الجزيرة،مدعيا مسؤولية تنظيم (جماعة النصرة والجهاد في بلاد الشام )عن اغتيال الرئيس الشهيد الحريري، كان معتقلا في الفرع 251 في دمشق ، وهو فرع تابع لإدارة المخابرات العامة ويرأسه اللواء بهجت سليمان ، بتاريخ 6 شباط .وطبقًا للمصدر الذي نقل المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية معلوماته عنه "فإن أبو عدس اختفى من الفرع مساء ذلك اليوم، ولا يعرف إلى أين انتهى مصيره بعد ذلك"، إلا أن المصدر يعتقد بأن أحمد تيسير أبو عدس " إما جرى نقله إلى الفرع 285 في إدارة المخابرات العامة الواقع بالقرب من مستديرة كفر سوسة ، وهو فرع التحقيق في الإدارة المذكورة ، وإما إلى الفرع 300 في الإدارة المذكورة (وهو الفرع الخارجي فيها وكان يرأسه بهجت سليمان سابقا قبل نقله إلى رئاسة الفرع 251)، وإما أن اللواء بهجت سليمان قام بتسليمه إلى جهاز أمن الحرس الجمهوري ،أي عمليًا وضعه تحت سلطة العقيد ماهر الأسد".
ويبرر المصدر تسليم أحمد تيسير أبو عدس إلى الحرس الجمهوري ، رغم عدم وجود علاقة تنظيمية ـ إدارية بين الجهتين تتيح مثل هذا الأمر، بأن " اللواء بهجت سليمان، رئيس الفرع 251 ،هو المعني بالإشراف على الإرهابيين الذين يذهبون إلى العراق عبر سورية ، بالتنسيق مع جهاز أمن الحرس الجمهوري، وكان سبق له أن أرسل المئات للقتال في العراق لحسابه الخاص كنوع من " بزنس المقاومة " ، بعد تدريبهم على القتال في معسكر جديدة شيباني التابع للحرس الجمهوري ، الذي يقع بالقرب من قرية جديدة شيباني في وادي بردى شمال غرب دمشق".
وأضاف المصدر قوله "إن الشريط الذي ظهر فيه أبو عدس أرسل إلى مكتب اللواء جميل السيد ، المدير العام للأمن العام في لبنان ، صباح 14 من الشهر الماضي ، اليوم الذي استشهد فيه الحريري ، بواسطة سيارة بيجو 605 تابعة للحرس الجمهوري في سورية سلكت الطريق إلى بيروت عبر الخط العسكري بمهمة رسمية موقعة من العقيد ماهر الأسد شخصيًا".
وأوضح المصدر " إن الضابط الذي حمل الشريط في السيارة المذكورة ، ظل محتفظًا بالشريط ، بموجب التوجيهات التي يحملها ، حتى بعد وصوله إلى مكتب اللواء جميل السيد ، ولم يسلمه إياه إلا بعد حدوث الانفجار والتثبت من نجاح العملية (عملية التفجير )، وعندها جرى نقل الشريط بمعرفة اللواء السيد ليوضع تحت شجرة بمحاذاة وزارة الداخلية اللبنانية في منطقة الصنائع ثم بعد ذلك ، قام أحد عناصر الأمن العام المحسوبين على الحزب القومي السوري بمراقبة وحراسة الشريط عن بعد ، والاتصال في الآن نفسه بغسان بن جدو مدير المكتب الإقليمي لقناة الجزيرة في بيروت ويطلب منه أن يأتي للحصول على الشريط الموجود في المكان المشار إليه ".
وأشار المصدر إلى " أن المحققين لن يحصلوا أبدا على تسجيل للمكالمة التي جرت بين العنصر المشار إليه ومكتب الجزيرة ، لأنها محيت بمعرفة وإشراف اللواء جميل السيد والعقيد غسان الطفيلي المسؤول عن التنصت في المخابرات اللبنانية".
وفي الأخير يقول المجلس:
إنه حين اتصل مع أحد مكاتب الجزيرة في أوروبا، فإن "أحد الصحافيين العاملين فيه أكد هذه الواقعة ، مشيرا إلى أن غسان بن جدو ، وبعد اطلاعه على مضمون الشريط ، اتصل بمقر الجزيرة في الدوحة وتم الاتفاق على إرسال الشريط عبر الأقمار الصناعية ليصار إلى بثه من المقر الرئيسي للمحطة في الدوحة "، وقال المجلس إن المصدر أكد له خلال الاتصال على قوله "أنا أتحدى الجزيرة أن تثبت صحة أي رواية أخرى".)).
انتهى الاقتباس.
بغض النظر عن صحة هذه المعلومات من عدمها,
الا ان ما لا يختلف عليه اثنان هو ان "غسان بن جدو" كان قد تلقى اتصالا يخبره بوجود الشريط,
وان قناة الجزيرة قد بثت الشريط فعلا بعد خمس واربعين دقيقة من التفجير!,
بل والمعلومات تقول بان المحكمة الدولية قد استدعت غسان بن جدو,وانها حققت معه بخصوص هذه الحادثة فعلا,رغم ان البعض الاخرين لمح الى ان غسان بن جدو استدعي للمحكمة الدولية ليس فقط لهذا السبب وانما لانه صرح ذات مرة بان "عماد مغنية" كان قد اغتيل بقناص وليس بسيارة مفخخة,حيث (( قال المصدر " إن السيد "بن جدو" ألمح في إحدى حلقات برنامجه الأسبوعي " حوار مفتوح" التي بثت العام الماضي إلى أن عماد مغنية اغتيل بقناصة وليس بسيارة مفخخة ، وهذا كلام خطير لايمكن أن يقوله ـ وهو المعروف بحصافته وحرفيته ـ دون أن يكون لديه معلومات عن ذلك ، و دون أن يكون قد حصل على ضوء أخضر من حزب الله لتمريره وتسريبه عبر برنامجه ، بالنظر لعلاقته الوثيقة بقيادة الحزب و الاحترام الذي يحظى به من قبلها إلى الحد الذي خصته وحده دون غيره من الصحفيين بمقابلة الأمين العام للحزب حسن نصر الله في مقرغرفة عملياته بينما كانت حرب تموز / يوليو 2006 ( التي شنتها إسرائيل على لبنان) في أوج سخونتها واحتدامها " .
وأضاف المصدر القول " إن تلميح بن جدو ( إلى اغتيال مغنية بقناصة) يتقاطع مع معلومات لدى مكتب النائب العام في المحكمة تشير إلى أن عملية اغتيال مغنية لم تجر بسيارة مفخخة أبدا، وإنما بطريقة أخرى، بينما استخدمت السيارة / السيارات المفخخة لتمويه الطريقة التي اغتيل بها ، ولتضليل أي تحقيق قد يجرى بشأنها.))
علما ان بعض المصادر قالت: (( أن القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية اغتيل بقناصة وليس بسيارة مفخخة ، وأن عدد السيارات المفخخة التي فجرت في المكان بطريقة الريموت كونترول كان اثنين على الأقل . وأكدت هذه المصادر لـ " الحقيقة " أن جميع الروايات المنشورة عن ظروف اغتيال مغنية " مزيفة ولا أساس لها من الصحة " ، وأن مغنية "اغتيل بقناصة من أحد الأبنية المشرفة على المنطقة التي تقع فيها إحدى المقرات الثقافية ـ الاجتماعية الإيرانية في ضاحية كفر سوسة بالعاصمة السورية حيث كان يشارك في احتفال أحيته السفارة الإيرانية في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية " .)).
اذا,فان القضية الان تتمحور حول مكتب قناة الجزيرة في لبنان,
وتحديدا مسؤول المكتب "غسان بن جدو",
والمفصل الذي يفضح كل شيء هو الاتصال الهاتفي الذي قال بن جدو انه تلقاه من جهة مجهولة يدله على مكان شريط الاعتراف, وهو الاتصال الذي يقال بان التحقيقات تشير الى انه قد "محي" من ذاكرة شبكة الاتصالات!!!.
فرغم ان البعض يريد ان يقول بان بعض الجهات قامت بحذف ذلك الاتصال,ويلقي بتبعة ذلك على "الجواسيس" الذين في شبكة الاتصالات ، فاني ارى غير ذلك,
فحسب رايي المتواضع,
فانا اظن ان "غسان بن جدو" لم يتلق أي اتصال في تلك الحادثة, وانما كان الشريط بحوزته حتى من قبل ان يحدث التفجير, وانه قام بعرض ذلك الشريط مدعيا بانه وصل اليه بعد الحادثة, ولهذا لم يعثر احد على معلومات ذلك الاتصال الذي يدعي "غسان بن جدو" انه تلقاه من شخص مجهول!!!.
اما الاحتمال الاخر
فيشير الى ان غسان بن جدو قد تلقى فعلا ذلك الاتصال,وان جهة الاتصال كانت من عناصر مرتبطة بحزب الله,وان عناصر قريبة من حزب الله هي من قام بحذف قواعد المعلومات الخاصة بتلك المكالمة, ولهذا يخشى حزب الله الان من ان تلقى تبعة التفجيرعليه بعد ان افتضحت حقيقة الجهة التي سربت ذلك الشريط,ولهذا جاءت "معمعة" العنزة التي في جعبة "حسن نصر الله" بقوة هذه المرة !!!.
ولنتذكر اننا في مقال سابق بعنوان "ما هي علاقة اياد علاوي بملف اغتيال رفيق الحريري؟؟!, وهل ستطالب اللجنة الدولية باستجوابه ؟!", تطرقنا الى ارتباط احمد الجلبي بحزب الله وعلاقته بقضية اغتيال الحريري,والرابط بين محاولة اغتيال اياد علاوي في لبنان التي كشفتها حركة امل الشيعية وعلاقة ذلك بما تعرض له الحريري!!, ولنتذكر ايضا ان شركة "نور امريكا" التابعة لاحمد الجلبي لها فروع متخصصة بالاتصالات!!**.
الان وبعيدا عن قضية اغتيال الحريري ومكتب الجزيرة والمحكمة الدولية (بالمناسبة فانا من اشد المرحبين بعملية اغتيال الحريري,فهو عميل اكثر من حسن نصر الله!), وبالعودة الى قضية "التجسس" والجواسيس الذين ورد ذكرهم في خطاب حسن نصر الله بالامس,وتحديدا حين قال بان (( "أهم الاستحقاقات التي يواجهها لبنان والمقاومة هي مسألة العملاء والشبكات العملاء والجواسيس"، لافتا إلى أن "هذا الموضوع يستحق المزيد من الاهتمام والمزيد من العناية".)),
ووقوفا عند هذه النقطة تحديدا نوجه السؤال التالي الى حسن نصر الله فنقول : هل يقتصر موقفك هذا من عمليات التجسس التي تحدث في لبنان لصالح اسرائيل فقط ام يشمل ذلك كل عمليات التجسس ولاي جهة كانت؟؟.
علما ان نصر الله طالب بالامس بـ ((" تنفيذ أحكام الإعدام التي صدرت بحق بعض العملاء دون أي تباطؤ أو اعتذارات"))،وامام طلبه هذا نعود لنقول له: وهل ستطالب بانزال عقوبة الاعدام بحق من يثبت تورطه لايران ايضا ام ان طلبك هذا يتوقف على من كان يتجسس لصالح اسرائيل فقط؟؟.
من المعلوم ان حزب الله هو احد اذرع ايران "المسلحة" في المنطقة,وهو قد اعلن ان ولاءه لايران مقدم على ولاءه للبنان في اكثر من مناسبة ,وصور خامنئي وخميني والاعلام الايرانية التي ترفع فوق العلم اللبناني وقبله ليست بحاجة لكثير من الذكاء لاستنتاج ما تعنيه !!,
وبالتالي,فان كل معلومة يحصل عليها حزب الله فهي ستصل بالتاكيد الى يد الاستخبارات الايرانية,ومعلوم ان التجسس هو "عملية ايصال معلومات تمس امن الدولة ورعاياها وخصوصياتهم الى جهات خارجية لا يجب ان تصل اليها",
ومعلوم بان حزب الله كان قد اقام شبكة اتصالات خاصة به يراقب من خلالها منطقة الجنوب اللبناني و"يتجسس "عليها بدون أي تفويض حكومي,كما ان قضية مسؤول امن مطار الحريري الذي قدم استقالته قبل ايام,وتورطه بنصب كاميرات مراقبة داخل مطار الحريري بدون موافقة الحكومة اللبنانية,
كل ذلك يعتبر تجسس على مستوى عال من الخطورة لا يقل خطورة عن التجسس لصالح اسرائيل خصوصا وان تلك المعلومات و"الصور" كانت تصل الى يد الاستخبارات الايرانية حتى قبل ان تعرض على حسن نصر الله!!!.
وبالتالي كان على من يريد القضاء على التجسس و"الجواسيس" ان يُعّرف اولا من هم الجواسيس,وان يشمل بتعريفه ذاك كل من يعمل لغير وطنه,لا فرق بين من يتجسس لاسرائيل او يتجسس لايران او ان يتجسس لسكان المريخ !!.
لا اظن ان هنالك من يشك الان بان حزب الله هو اكبر جاسوس "ايراني" في لبنان,وكان على الحكومة اللبنانية ان تعتقل حسن نصر الله ليس فقط لانه متورط في اغتيال الحريري,بل لانه "جاسوس" ايراني, بل ولانه يقود اكبر شبكة جواسيس في المنطقة العربية تعمل لصالح ايران!!, ومن المعلوم ان ايران ليست اقل شرا على العرب والمسلمين من اسرائيل, اليس كذلك؟؟.
والسلام عليكم
مقالات سابقة ذات علاقة:
*ما هي علاقة اياد علاوي بملف اغتيال رفيق الحريري؟؟!, وهل ستطالب اللجنة الدولية باستجوابه ؟!:
http://www.kitabat.com/i69180.htm
*اياد علاوي واحمد الجلبي وقضية اغتيال الحريري, تداخل بين الرؤوس والفؤوس !!:
http://www.kitabat.com/i69222.htm
** سيناريو العصافير الستة !!,احمد الجلبي وقصة صواريخ سكود التي عبرت الى حزب الله!!!:
http://www.iwffo.org/index.php?option=com_content&view=article&id=14130:2010-04-23-15-42-47&catid=4:2009-05-11-20-54-04
&Itemid=5 الكاتب: ابومحمد العراقي التاريخ: 18/07/2010 عدد القراء: 3702
أضف تعليقك على الموضوع
|