قرأت لبعض من إدعى العلم وأساء الفهم ، ولم يكن في كلامه من التوفيق سهم ، إستنكاره وإنكاره على مدح الشيخ حامد العلي لموقف الأتراك في الوقوف مع أهل غزة ، وعلى ثنائه على الشعب التركي ، وعلى التحوُّل الإسلامي في تركيا ، مع تجنبه ذكر حزب العدالة الحاكم بسبب كونه حزبا علمانيا ، ولكن الشيخ العلي أظهر كثيرا من الفرح بإنجازات هذا الحزب منذ وصوله إلى السلطة ، وطالب بأن ينفتح العالم الإسلامي على تركيا ، بسبب أن ما يجري فيها من التحول إلى الإسلام ، والبحث عن علاقات مع العالم الإسلامي ، تغـير ما كان سائدا في الحقبة الأتاتوركية السيئة التي حاولت إفساد الشعب التركي المسلم.
والحقيقة أن الشيخ حامد العلي أصاب كبد الحقيقة ، وأبدى موقفا مطلوبا منه كعالم يهتم بامور أمته ، ولاينكر عليه هذا الفرح ، والثناء على المواقف المحمودة ، والدعوة إلى التواصل مع تركيا ، والنظر بعين إيجابية للتحول الإسلامي في تركيا ، رغم كل الماضي الأتاتوركي الذي كان ينخر في جسد الأمة التركية المجيدة ، لاينكر عليه ذلك إلاّ جاهل ، أو متجاهل ، أو حاسد ، أو متحامـل .
وإذا كان الإسلام شرع الفرح بإنتصار الروم على الفرس في صدر الدعوة المحمدية ، لأن فيه فائدة للإسلام وأهله ، فكيف لايشرع الفرح بقيام الحزب الحاكم في تركيا بغض النظر عن التدين الذي ينتشر في المجتمع التركي ، وبالسماح بالحجاب ، والتعاطف مع أهل غزة ، والدعوة إلى إغاثتهم ؟!!
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أثنى على جهود المطعم بن عدي الجاهلي المشرك لأنه وقف مع النبي صلى الله عليه وسلم عندما رجع إلى الطائف ، فكيف ينكر الثناء على الموقف التركي وهو سعي صادق في فك الحصار عن مليون ونصف مسلم فلسطيني .
وكان في تاريخ الإسلام يشكر المسلمون كل من يساعدهم في محنتهم ، ويثنون على موقفه ، ويشجعونه على ذلك ، ولايمانع من ذلك ، ولاينكره إلاّ غليظ الفهم ، أو سيء الطباع لايعرف التحضر ، ولا يقدر الشهامة وحسن الأخـلاق .
وفي الختام أنا بوصفي تركي فرح جدا بما يجري في بلادي من عودة للإسلام ، وأقدر وأشكر الحزب الحكام على جهوده في التخفيف على الأتراك قيود الأحزاب العلمانية الماضية ، أقدم شكري الجزيل للشيخ حامد العلي ، وأشجعه على المزيد من دعوته المباركة للإستمرار في التواصل مع الشعب التركي ، ونصح الحكومة التركية أن تزيد من تواصلها مع المسلمين ، وتزيد من السماح بالتدين في تركيا ، وتعزز علاقاتها مع الشعوب الإسلامية ، والحركات الدينية في بلاد الإسلام والحمد لله رب العالمين ، وندعو الشيخ حامد العلي إلى زيارتنا في تركيا وإلقـاء الدروس والخطب المفيدة
عبدالعزيز عبدالمجيد الأستنابولي ـ إستنابول تركيا الكاتب: عبدالعزيز بن عبدالمجيد من تركيا التاريخ: 06/06/2010 عدد القراء: 3661
أضف تعليقك على الموضوع
|