الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى.
وبعد..
فقد ارسل الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم هاديا ومبشرا ونذيرا، ثم امرنا ان نتبعه، فقال: «وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا»، وقال: «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم».
وبيّن الله في كتابه ان رسول الله اولى بنا منَّا، ومن ذوينا، ومن الناس اجمعين.
فقال سبحانه: «النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم».
وحب النبي صلى الله عليه وسلم واجب علينا، ولا يكتمل ايماننا الا اذا قدمنا حبه على كل شيء، فعن انس قال: «قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين»
ولما قال عمر «يا رسول الله لأنت احب الي من كل شيء الا من نفسي»، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا والذي نفسي بيده حتى اكون احب اليك من نفسك»، فقال له عمر: «فانه الآن والله لأنت احب إلي من نفسي»، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الآن يا عمر».
وعلى هذا المعنى، فطاعة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة علينا، وحبه واجب علينا، ونصرته واجبة علينا، لان من يحب يدافع عن محبوبه ولو بروحه، ومن نصرته الواجبة علينا نحن المسلمين ان نذود عن عرضه.
فلا يجوز لمسلم يدّعي الاسلام ان يسكت عن اساءة توجّه لعرض رسول الله، فعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس موضعا لاختلاف الآراء ووجهات النظر، فهو عرض الامة باسرها بل هو اكرم من اعراضنا وأجل، وعرض اهل بيته، وازواجه من اهل بيته، فعائشة رضي الله عنها التي زوجها الله لنبيه والتي روت عنه صلى الله عليه وسلم العلم والفقه الكثير، والتي قال لها النبي صلى الله عليه وسلم «أُر.يتُك. في المنام مرتين، ارى انك في سَرَقة من حرير، ويقول، هذه امرأتك، فاكشف عنها، فاذا هي انت، فاقول ان يك هذا من عند الله يمضه».
ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن احب الناس الى قلبه «قال عائشة فقيل من الرجال قال ابوها».
وقال في مدحها صلى الله عليه وسلم «كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام».
وهي الوحيدة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم التي كان ينزل عليه الوحي وهو في لحافها، ففي الحديث «ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل عليّ الوحي، وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها».
وعائشة رضي الله عنها التي وقع في حقها الافتراء من قديم وحديث من لدن عبدالله بن أُبيّ بن سلول الذي تولى ك.بْر الافك العظيم في حادث الافك الشهير الى ان وصل الى اذنابه وأتباعه الى اليوم.
وصدق الله اذ يقول: «قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا»، فأنزل الله براءتها من فوق سبع سماوات، فقال: «ان الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم»، فقد كفر ابن أبي، وكل من اتهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعد أن أنزل الله براءتها، لأنه مكذب لله في اخباره ببراءة أم المؤمنين.
اذاً فليحذر كل من تسول له نفسه الوقوع في عرض أحدٍ من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فإن من وقع في عرض أحدٍ من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أتى منكراً عظيماً يجب على المسلمين تغييره، فقد اختص الله هذه الأمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال سبحانه: «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله».
وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بتغيير المنكر فقال: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الايمان».
ونحن ما علينا الا النصح قبل الفعل، وأن نضع الأمر في نصابه من حيث الحكم والدليل لأن الدين النصيحة
امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم «الدين نصيحة، قلنا لمن يا رسول الله، قال لله ولرسوله وللائمة المسلمين وعامتهم».
فنحن أمة الاسلام يجمعنا الكتاب والسنة، وقد سمانا الله في كتابه العزيز المسلمين، فقال سبحانه: «وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس».
كما أوجه شكري لشعبي الكريم بكل فئاته على مواقفه الكريمة في كل نازلة تنزل بهذا البلد الطيب المعطاء، أو بأي بلد من بلاد الاسلام، بل وبلاد العالم أجمع.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أحمد صباح السالم الصباح الكاتب: محمد علي التاريخ: 25/09/2010 عدد القراء: 3396
أضف تعليقك على الموضوع
|