بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحسن البصري وما أدراك من هو الحسن البصري
التابعي الجليل صاحب الحكم العظيمة والأقوال الفريدة -رضي الله عنه-
أترككم مع هذه الرواية التي ذكرت في كتاب مختصر منهاج القاصدين
للإمام ابن قدامة المقدسي
عن علقمة بن أبي مرثد قال: لما قدم عمر بن هبيرة العراق, أرسل إلى الحسن وإلى الشعبي, فأمر لهما ببيت, فكانا فيه نحواً من شهر, ثم دخل عليهما وجلس معظماً لهما,
فقال: إن أمير المؤمنين يزيد بن عبدالملك يكتب إليّ كتباً, أعرف أن في إنفاذها الهلكة, فإن أطعته عصيت الله, وإن عصيته أطعت الله, فهل تريان في متابعتي إياه فرجاً ؟
فقال الحسن: يا أبا عمرو, أجب الأمير . فتكلم الشعبي, فانحط في أمر ابن هبيرة, كأنه عذره, فقال: ما تقول أنت يا أبا سعيد ؟
قال: أيها الأمير, فقد قال الشعبي ما قد سمعت. فقال: ما تقول أنت؟ قال: أقول :
يا عمر بن هبيرة, ويوشك أن ينزل بك ملك من ملائكة الله تعالى فظ غليظ لا يعصي الله ما أمره, فيخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك.
يا عمر بن هبيرة, إن تتق الله يعصمك من يزيد بن عبد الملك, ولن يعصمك يزيد بن عبد الملك من الله تعالى.
يا عمر بن هبيرة, لا تأمن أن ينظر الله إليك على أقبح ما تعمل في طاعة يزيد بن عبد الملك, فيغلق به باب المغفرة دونك.
يا عمر بن هبيرة, لقد أدركت أناساً من صدر هذه الأمة, كانوا عن الدنيا وهي مقبلة عليهم أشد إدباراً من إقبالكم عليها وهي مدبرة عنكم.
يا عمر بن هبيرة, إني أخوفك مقاما خوفكه الله تعالى فقال: ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ[ إبراهيم ].
يا عمر بن هبيرة, إن تك مع الله في طاعته, كفاك يزيد بن عبد الملك, وإن تك مع يزيد بن عبد الملك على معاصي الله, وكلك الله إليه.
فبكى عمر بن هبيرة وقام بعبرته.
فلما كان من الغد أرسل إليهما بإذنهما وجوائزهما, وأكثر فيها للحسن, وكان في جائزة الشعبي بعض الإقتار, فخرج الشعبي إلى المسجد. فقال: أيها الناس, من استطاع منكم أن يؤثر الله تعالى على خلقه فليفعل, فوالذي نفسي بيده, ما علم الحسن شيئاً منه فجهلته, ولكني أردت به وجه ابن هبيرة, فأقصاني الله منه.
كتاب مختصر منهاج القاصدين
للإمام المقدسي
ص152-ص153
مكتبة دار البيان
أخوكم, أبو عمر الإماراتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الكاتب: امبراطور الخير التاريخ: 17/10/2007 عدد القراء: 4692
أضف تعليقك على الموضوع
|