بسم الله الرحمن الرحيم
شمس الإسلام لن تغيب .. ..
قبيل مولد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان ليل البشرية قد طال , وكان الجنس البشري قد مر بألوان من الظلم وأصناف العذاب , عاني الكثير من مشكلات الحياة , وظلت الإنسانية ترقب مطلع فجر جديد , وأخذت تقلب وجهها ذات اليمن وذات الشمال , باحثة عن الأمل الذي يقود الإنسانية إلى الهدى , باحثة عن شعاع الضوء الذي يزيل طبقات الظلام المتراكم .
وانبثق الفجر من هناك , من مكة المدينة المقدسة , ولم يكن أحد يعرف حينما ولد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن هذا الوليد اليتيم سيكون ذلك الأمل الذي ترقبه الملايين , والذي سيهدي البشرية إلى سواء السبيل .
جاء الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالإسلام ليكون خاتم الأديان , وجاء رسوله ليكون خاتم الأنبياء , وقد حمل الإسلام بين دفتيه سعادة الدين والدنيا لمن اتبعه وسار في ضوئه , كما تسربت لغير معتنقيه ألوان من المعارف والثقافات والاتجاهات الخلقية لم تكن البشرية تعرفها من قبل , وقد استطاع الإسلام أن يحمى نفسه من الترهات والأباطيل خلال القرون الحالكة التي مرت بالمسلمين .
كتب الله للإسلام الرفعة والسناء والمجد والريادة والقوة والعزة والغلبة والاستمرار والبقاء ، فهو الدين الذي ارتضاه الله للبشرية دينا ، وهو الملة السمحاء التي فرق بها - عز وجل - بين الناس فمنهم مؤمن ومنهم كافر ومنهم منافق والإسلام الذي قال الله عنه : " إن الدين عند الله الإسلام " "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين".
فمنذ أن أشرقت شمس الإسلام وهو يواجه حروبا طاحنة , وحملات شرسة , تهدف إلى القضاء عليه من قبل ديانات وجماعات مختلفة فرقتها العقائد وجمعتها مصلحة دحر الإسلام لأنه دين الحق , ولا غرو في ذلك فالكفر ملة واحدة .
إن ما شهده التاريخ منذ أن أشرقت شمس الإسلام من مؤامرات للقضاء عليه أمر لم يتعرض له أي دين آخر وأي ملة أخرى ويكفي لمعرفة مدى ما يتعرض له الإسلام من مكر كبار النظر فيما يتعرض له ديننا في هذا الزمن من محاولات الاجتثاث والإقصاء والتشويه والإبعاد ومع ذلك نرى هذا الدين لا يزداد إلا انتشارا وقبولا عند الناس "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون" ويقول - جل وعلا-: "إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون"، "إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا".
يعيش العالم الإسلامي اليوم حالة من التشتت والضياع , ويمر بمرحلة حرجة نتيجة للأزمات الكثيرة التي تعصف به , والنكبات التي تحل بمعظم ـ إن لم يكن بكل ـ بلدانه , فالمسلمون اليوم يفقدون سيادتهم أرضهم , ويفقدون أمنهم , وطمأنينتهم , واستقرارهم .
ودلائل الضعف الذي يعنيه العالم الإسلام واضحة مؤلمة في مواجهة الأخطار والنكبات التي تحيط به , ولعل من أشدها ألما وخطورة إقامة دولة صهيونية في قلب العالم الإسلامي , وتبقى النتيجة المرة وهي , أن الشعب الفلسطيني اليوم موزع لاجئ , يعيش أبناؤه مرارة اللجوء , وفلسطين غير موجودة على الخريطة السياسية , ووضع مكانها دولة الكيان الصهيوني التي أدخلت في روع العرب أنه لا بد من الاعتراف بها , فهي ـ كما يدعي قادتها ـ أمر واقع , وأنه لا قبل للعرب من استرجاع فلسطين , فالدولة الصهيونية قوية لا يمكن قهرها , وانه لابد من السلام معها , شاء العرب أم أبوا .
وتلك كلها حجج مضللة واهية , فليس هناك قوة في هذا العالم لا يمكن قهرها والتغلب عليها , والتاريخ يحدثنا بأمثلة كثيرة , انتصر فيها الضعفاء ـ بقوة الإيمان ـ على أعتى واقوي الدول .
ولن يكون هناك مستقبل للإسلام وأهله حتى يغير المسلمون ما بأنفسهم و ويعودوا إلى دينهم الحنيف , يعتصمون به , ويستمدون منه القوة والعون على أعدائهم , بالإعداد لهم بالقوة , والأخذ بكل ما هو مفيد وفعال , ولن يكون هناك نصر إلا إذا عاد الإسلام إلى المعركة , وملأ الإيمان القلوب , وارتفعت رايات الجهاد من جديد , وعادت للمسلمين ثقتهم بأنفسهم ودينهم .
فالنصر الذي أحرزه المسلمون في حروبهم الماضية التي خاضوها لا يرجع إلى كثرة عددهم , وقوة أسلحتهم , وإنما يرجع إلى قوة وطبيعة العقيدة الإيمانية التي انطلقوا بها , والتي ملأت نفوسهم , وجعلتهم يضحون بكل غال ونفيس من أجل عقيدتهم , فاستهانوا بالموت فكتب لهم النصر وأرادوا الحياة الآخرة فدانت لهم الدنيا , وهم عنها زاهدون , فلم يكن جهادهم في سبيل الله مجرد اندفاع إلى القتال , ولا حماسة في موقف شدة , ولكنه كان الجهاد الدائم المستمر الذي يستغرق العمر كله , والصبر المتواصل الذي يستنفذ النفس والمال , وذلك أمر لا يستطيعه إلا من راض نفسه على الصبر والمثابرة , والتوكل على الله , واليقين بأن النصر والجزاء من عند الله وحده , فالجيوش لا تنتصر بقوة السلاح فحسب , ولكنها تنتصر بقوة روحها المعنوية المنبعثة من عقيدتها وروحها الإيمانية .
جاء عهد الإسلام وخرج للناس بآلائه وصفائه كإشراقه الصبح وبسمة الأمل , ولا نزاع أن البشرية لن تجد إلا في ظلاله سعادتها واستقرارها ولا نزاع أنه سيكون دين المستقبل , لقد انتشر الإسلام في طول الأرض وعرضها حتى يوم كان المسلمون مغلوبين على أمرهم , والآن وقد استعاد المسلمون مكانتهم وتحررت بلدانهم وعقولهم , لا بد أن زحف الإسلام سيكون أقوى وانتشاره سيكون أشمل , ( إن الدين عند الله الإسلام )
الإسلام لا يزال بخير وقادر على مواجهة التحديات ، فلقد أثبتت هذه الأمة ، رغم جراحها الكثيرة والبليغة ، أنها قادرة على تقديم التضحيات الجسام والانتصار لحقوقها ومقاومتها للعدوان والاحتلال وتفاعلها السليم مع قضاياها المصيرية إذا ما وعت أمورها ومشاكلها بشكل جيد ، ولهذا جابهت أمتنا بقوة الطعن في شخص سيد الخلق وإمام الأنباء والمرسلين رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذلك لأن قضية الطعن واضحة ولا يوجد لها إلا تفسيرا واحدا رغم محاولة الكثيرين تفسيرها على غير وجهها الصحيح.
لن يتأثر الإسلام بهؤلاء الكفار والمنافقين والمتآمرين والعملاء والفرق الضالة أبدا , لن ينكسر الإسلام رغم ضعف ووهن أمته ، لن تغيب شمس الإسلام رغم الصعوبات والتحديات , بل سيعود قويا وسيسود رغم كيد الكائدين ، نعم إن وعد الله حق , وأكبر دليل على أن الإسلام قادم وقريبا ما أوردت مجلة التايم الأمريكية الخبر التالي: "وستشرق شمس الإسلام من جديد ، ولكنها في هذه المرة لا تشرق من المشرق كالعادة ، وإنما ستشرق من الغرب " فقيل إن شمس الإسلام ستشرق من الغرب لتنير الشرق .
وأذكركم بحديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ليبلغن هذا الأمر -أي: هذا الدين- ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر )
فالإسلام دين سلام اجتماعي , ودين حب وتراحم , وهو ما يجعل الغربيون يقبلون عليه طواعية ، وما أجمله وأقواه أن يؤمن إنسان بعد أن يتفكر ويتدبر في الدين ، انه إيمان أقوى من إيمان من يولد مسلما ، رفع الله شأن الإسلام والمسلمين .
والمبشرات كثيرة لاستمرار الإسلام منها ما تحقق ومنها ما لم يتحقق بعد ولكننا اليوم ورغم ما نلاقيه من اضطهاد وما يمارس علينا منه من كبت واعتقال وقتل وتشريد واحتلال , إلا إن شمس الإسلام ستشرق من جديد وستختبئ كل الزواحف الليلية وسيرفع المخلصون من أبناء هذه الأمة رؤوسهم عالياً وسينحني عظماء الأرض كلهم إكباراً لعزتنا وسنفتح روما إن شاء الله وتعود القدس عربية إسلامية ونعيد الأندلس , وسنرفع راية العقاب فوق البيت الأسود والأبيض .
سيأتي الضياء برغم الغيوم , وستشرق شمس الإسلام لتملأ الأرض عزا وعدلا , أمن وآمانا , مهما طال الليل , فلا بد أن يأتي فجرٌ جميل , لن تغيب شمس الإسلام , شمس الإسلام شمس مشرقة , لن تغيب بل نحن من يغيب عنها , هي موجودة بكل يوم وتشرق كل يوم , لكن من الذي يرى اشراقتها حين تشرق ..؟!! ومن يشعر بشعاعها ؟!!
سيأتي الضياء برغم الغيوم ... وتشدوا الطيور بذاك القدوم
ونمضــي سوياً على دربنا ... وفي كفنا شعلة من علــــوم
فـــــقرآننا ذلك القائــــــــــــد ... وتفسيره ساطع كالنجـــــوم
وفي روحنا سُنة المصطفى ... وفقه الشريعة علم يــــدوم
بقلم /شروق الشمس ..
الكاتب: شروق الشمس التاريخ: 31/03/2009 عدد القراء: 4400
أضف تعليقك على الموضوع
|