ويلٌ لأميركة من (كاتريناتٍ) لا تُبقي ولا تَذَر
بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف
الحمد لله الذي أذِن بإذلال أميركة وإدارتها الصهيونية المجرمة.. (.. وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) (المدثر: من الآية31)
الشكر لله الذي سخّر كل أجهزة الإعلام في الأرض، لنقل صور الذل الذي تسربلت به أميركة.. على الهواء مباشرةً.. انتقاماً لتمثيلية سقوط بغداد الهوليودية، التي نقلتها أجهزة الإجرام الأميركية الإعلامية على الهواء مباشرةً في التاسع من نيسان 2003م، لإذلالنا وإذلال العرب والمسلمين..
نسجد لله اعترافاً بفضله، أن متّع أنظارنا بمشهد مجرم البيت الأبيض (بوش الصغير)، وهو يَهذي عبثاً بالصوت والصورة، لدفع اتهامات شعبه له بتخلّفه وتقصيره وعنصريته، وتخلف إدارته وعجزها التام وعنصريتها البغيضة..
نرفع أكفّنا تضرعاً إليه عز وجل، أن يجعل من (كاترينا) أخف مصيبةٍ كتبها الله على أميركة، وعلى عصابتها الصهيونية الدموية الحاكمة.. (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) (لأعراف:97 و98 و99).
نسبح الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبنا.. أن استجاب جبّار السماوات والأرضين، لدعائنا ودعاء ملايين المقهورين في أنحاء الأرض.. فقهر أميركة وأذلّها، بتدبيره الذي لم يخطر على قلب بشر.. (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (المؤمنون:41).
نحمده سبحانه وتعالى.. أن فضح الدولة العظمى، فأظهر هشاشتها، وضعفها، وتفاهتها، وتخلّفها، وإمكانية انهيارها السريع، فجعل بعضها قاعاً صفصفاً.. ونتضرّع إليه عز وجل، أن يصيب ما تبقى منها، بمثل ما أصاب (نيو أورليانز) وأخواتها اللقيطات، وأن يجعل عاليها سافلها، ويريح البشرية منها ومن جرائمها التي عمّت أرجاء الأرض، وذلك كما فعل ببلدات أقوام لوطٍ وعادٍ وثمود.. (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) (الكهف:59).
كل أميركة لا تعادل روح طفلٍ عراقيٍ من أرواح مليون طفلٍ أزهقت، بتأثيرات الحصار الأميركي الظالم، الذي فُرضَ على العراق الأشم حوالي ثلاثة عشر عاماً..
كل أعضاء الإدارة الصهيونية الأميركية، لا يساوون قطرة دم طفلٍ شهيدٍ، قتلته قنابل الجيش الأميركي المعتدي، الذي يعيث فساداً في أرض الرافدين الشامخة..
كل منكوبي أميركة، لا يساوون نخلةً سامقةً عراقية، اقتلعها همج المجنـزرات الأميركية المحتلة..
كل ما وقع في (نيو أورليانز)، لا يعدل أنين مئذنة مسجدٍ فلوجيٍ دمّره مغول العصر الأميركيون..
كل ما أزهِق من أرواحٍ أميركية بإعصار كاترينا المبارك، لا ترتقي إلى مستوى جريمةٍ واحدةٍ من التي ارتكبتها العصابات الأميركية وأذنابها من أبناء العلقمي الخونة.. في سجن (أبو غريب).. (.. كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) (يونس: من الآية39).
كل خسائر (نيو أورليانز) وجاراتها، لا تعادل معشاراً مما ينهبه الأميركيون من ثروات العراق الأبيّ..
كل أميركة بما فيها وبمن فيها، لا تساوي لحظة ألمٍ يعيشها فلسطيني اغتصبت أرضه على أيدي لقطاء العصر الصهاينة المدعومين أميركياً.. ولا دمعة حرةٍ ثكلى عراقية، ولا آهة شيخٍ أفغانيٍ مسلمٍ عجوز..
هيهات يا أميركة، فالدَّيْن ثقيل في أعناق الشرّ الأميركي.. وإننا لا نزال في أول الحساب، فلم نحسب بعدُ جرائم غوانتانامو، ولا أفغانستان، ولا أقصانا الأسير، ولا العدوان على بلادنا العربية والإسلامية، والتسلط عليها وعلى ثرواتها وبحارها وأرضها..
سنترك لغيرنا، حسابات فيتنام، وهيروشيما وناغازاكي، وفرضَ أنظمة الحكم الديكتاتورية الإرهابية على الشعوب.. بل سنترك لغيرنا حسابات إبادة عشرات الملايين من الهنود الحمر، أصحاب الأرض الأميركية الأصليين.. (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) (الأنعام:44).
هيهات.. هيهات يا أميركة، فرصيد الدَّينِ لم يوفّه كاترينا.. ولا بد من (كاتريناتٍ) كثيرة.. نسأل الله عز وجل ألا يؤخرها، وأن يجعلها متلاحقة، إلى أن تُبادَ جذور الشرّ، وتُقتَلَعَ قرون الشيطان، وتتهاوى غطرسة البيت الأبيض، ويسقط الصنم الأميركي، الذي ملأ الأرض جوراً وشراً وفساداً وطغياناً وعدواناً وإرهاباً وظلماً وكفراً وفوضى..
(وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود:102).
تلك (كاترينات) الله عز وجل وجنوده.. أما (كاترينا) المقاومة العراقية أو الفلسطينية أو الأفغانية.. وأما (كاترينا) الشعوب العربية والإسلامية المضطهدة بالتسلط الأميركي، وبالتآمر الصهيوني الصليبي.. فهذه بإذن الله لا ريب قادمة، لا نشك في ذلك أبداً، وستعصف بأميركة وعملائها ونواطيرها، إنا على يقين :
(وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين * قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) (السجدة: 28 و29).
8 من أيلول 2005م
* * * الكاتب: عماش العتيبي التاريخ: 01/01/2007 عدد القراء: 5185
أضف تعليقك على الموضوع
|